اخبار الساعة

بعد إدانته من قبل مجلس الأمن الدولي البيض من وكر إقامته في بيروت .. متخوف من أقرب مقربيه

اخبار الساعة - تقرير : وسيم شُميس - بيروت بتاريخ: 19-02-2013 | 12 سنوات مضت القراءات : (3106) قراءة

يبدو أن فوبيا الأضواء الوهمية التي يعاني منها علي سالم البيض قد عكست شخصيته القلقة والمذعورة مؤخراً وذلك عقب إدانته من قبل مجلس الأمن الدولي مع شريكة في السلطة سابقاً علي عبدالله صالح وتوجيه الاتهام لهما صراحةً بعرقلة مسار التسوية وتطبيع المبادرة الخليجية والتمهيد للحوار الوطني الشامل بين اليمنيين، فالرجل يعلم تماماً ما ارتكبه من جرائم قتل ضد الأصدقاء قبل الأعداء ، وهناك في الدوائر الشللية المقرّبة منه من يهمس بقليل من الحذر بأن له يداً في الاغتيالات السياسية في الجنوب إبان عهد التشطير ، فيعيش وضعاً لا يحسد عليه وقد تحوّل الحذر لديه إلى مرض يصل إلى حد الارتياب من كل شيء ومن كل شخص، ولذلك فإن حياته اليومية من خلال مقر إقامته حالياً في الضاحية الجنوبية في بيروت لبنان والتي أمنها له عناصر الحرس الثوري الإيراني ووكلاءه من عناصر حزب الله اللبناني لا تقوم على جدول منظّم من المواعيد والمهمات، بل هي قائمة مفتوحة تتغير باستمرار ولأتفه الأسباب كما يقول أحد مقربي مساعده يسلم الجعري، بل وقد يقفل على نفسه باب سكنه دونما سبب حقيقي لمجرد إحساس بأن ثمة من يتربّص به لقتله .

من خلال تواجدنا حالياً في بيروت كشفت لنا بعض المصادر الموثوقة في دوائر العمل الإعلامي بأن بعض الشخصيات الجنوبية المحسوبين على تياره الانفصالي المسلح ومن يتم استقطابهم بدافع المادة  باتوا يدركون تقلّبات مزاج البيض ، ولذلك لا يتفاجأون إذا ما ألغى موعداً مع أحدهم أو لم يحضر اجتماعاً مقرراَ مسبقاً، خوفاً منه بأن هناك من قد يكون كمن له في الطريق أو من يخطط لتصفيته ، وأكثر من منطقة في بيروت كانت تنتظر قدوم البيض للتفاهم معه على بعض الملفات ولكن كل المواعيد التي جرى تحديدها ألغيت لأنه قرر عدم الذهاب خوفاً من المجهول الذي قد يكون متمثل ربما بأحد مرافقيه كما تقول المصادر، وخوفه ينبع من الأصدقاء الذين يتواصلون معه ، وقد خفّف في الآونة الأخيرة حتى مجرد التواصل الروتيني معهم، لاعتقاده بأن مقتله سوف يكون على يد صديق وليس عدواً.

ويروي كبير المحررين في صحيفة النهار اللبنانية بأن البيض يمسك الآن بملف تدفق الأموال والأسلحة المهربة من إيران ويستفرد به ، وله شركاء في أوروبا من المسئولين الفارين عقب الحرب الأهلية اليمنية صيف 1994م، يتقاسمون معه الرأي كما يرفع في تقاريره للاستخبارات الإيرانية ، وهم يديرون اللعبة من خلف الستار، ويتواصلون مع حركة التمرد الطائفية في صعده .

ويضيف بأن البيض فجأة يكتفي حالياً باللعب في الظلام ، و لربما هناك من كشف بعض أسراره ويتحيّن الفرصة للانتقام منه ، فهو بمثابة خبير الجراثيم الذي يتعامل معها في المختبر ولكن يدرك مخاطرها فيما لو تسلّلت إلى جسده،  فيعلم تماماً بأن يديه ملطّخة بدماء الخصوم والأصدقاء، وإن في عالم التجارة السياسية  كما في عالم الزعامة الخطأ الأول هو الخطأ الأخير، فما إن يقع في قبضة الضحايا فلن يترددوا في إيصاله إلى حيث يجب أن يكون.

يُذكر أن البيض كان قد خضع للعلاج من داء الخرف المبكر ونجحت فترة التأهيل القاسية والطويلة في التخفيف من معاقرة السُكر، ولكن المزاجية بدت تلاحقه حتى داخل مكتبه على ما يبدو ، فهو لا يكاد يقرر فعل شيء حتى ينتهي إلى فعل نقيضه، وحين يرد ذكر الحقد يصبح هدفه الوحيد الانتقام من الشخص الذي أساء إليه، فيجلس يراقب ويتحيّن الفرصة والحقد في عينيه ، فهو على استعداد لتغليب حقده على مصالحه الخاصة والمباشرة، وهذه من السمات البارزة في شخصيته ، فبحسب مقربيه من الطغمة  فإن من طبائع الفريق الذي يعمل معه وهو بالمناسبة فريق ضعيف خبرة ومن السهولة بمكان اختراقه ، أنهم يتصرفون كمافيا ولا يترددون في فعل أي شيء، الحقد لا يكاد يفارقهم بل يكاد يصبغ تصرفاتهم وأحاديثهم مع من يختلفون معهم من داخل البيت الجنوبي نفسه حتى وإن حاولوا إخفاءه، فإنه ما يلبث أن يظهر في كلمة أو غمز ولمز من بعيد، وينقل أحد مشايخ شبوة بأن البيض سمع كلاماً عنه في أحد المجالس الخاصة فأضمر سوءاً للرجل الذي نسب إليه الكلام فاتصل به في آخر الليل فقط ليكيل له الشتائم الغير لائقة ثم أغلق الخط

اقرأ ايضا: