اليمن في افتتاحيات الصحف الخليجية والمرحلة الحرجة التي يمر بها حاليا واهمية الحل السياسي
اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الإفتتاحية بالمرحلة الحرجة التي يمر بها اليمن حاليا واهمية الحل السياسي الى جانب المهمة الصعبة التي تنتظر رئيس الحكومة التونسية الجديد في ظل تحكّم حزب "حركة النهضة" بمفاصل الدولة وعزمها على احتكار السلطة واستئصال القوى السياسية الأخرى.
فتحت عنوان " المبادرة الخليجية واليمن " قالت صحيفة البيان في مقالها الافتتاحي ان اليمن يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الوحدة بين أبنائه والتعاضد بين مختلف القوى السياسية لتجاوز الأزمة الراهنة والمرحلة الحرجة التي ما فتئ يمر بها منذ أن اندلعت احتجاجات 2011 قبل أكثر بقليل من عامين ضد النظام السابق.. فما شهده اليمن خلال العامين المنصرمين تميز بالكثير من الأحداث التي طغى على معظمها الخلافات الدامية وأعمال القتل والعنف والتفجيرات والإرهاب في حين كان المسار السياسي الموازي معطلاً في بعض الأحيان ومتعثراً في أخرى وماضياً قدماً في أوقات مختلفة.
واضافت الصحيفة ان اليمن دولة لها ثقل جغرافي ــ سياسي كبير لا يمكن إنكاره لا يتمثل فحسب في كونه يجاور منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية الفريدة من نوعها لجهة التنسيق والاتحاد في ما بين دولها بل في كونه يطل على منفذ مائي طويل وقريب إلى حد الالتصاق بالقارة الأفريقية وشرقها تحديداً خاصة مع ما تعانيه تلك المنطقة من اضطرابات أمنية وقرصنة بحرية منذ أعوام طويلة.. فكل ذلك يعني أن لليمن أهمية متجذرة عربياً وإقليمياً ودولياً ولا يمكن أن يترك فريسة التفكك والقلاقل من كل حدب وصوب.
وقالت البيان ان اليمنيين يتاهبون لإطلاق مؤتمر الحوار الوطني الذي يعتبر جزءاً من المبادرة الخليجية التي أكد الجميع في الداخل والخارج أنها كانت إنقاذية لليمن وأفضت إلى انتقال سلمي للسلطة عبر تجربة غير مسبوقة ضربت مثلاً في الوعي الخليجي والحرص المؤكد على سلامة واستقرار وأمن دول الجوار خاصة الأشقاء.. هذا الحوار يؤمل منه أن يفضي إلى اتفاق بخطوط عريضة بين مختلف الفرقاء بهدف وضع اللمسات الأخيرة لنهاية المرحلة الانتقالية التي ستطلق بدورها مرحلة جديدة يضع اليمنيون معها كل أحداث الماضي الأليم وراءهم ويعاودون بناء وطنهم الذي لطالما كان سعيداً بحيث لا يضيعون تلك الفرصة التاريخية التي أتيحت لهم وشاهدهم دولة شقيقة أخرى خربتها النزاعات والقمع في ظل غياب الحل السياسي ..
وعليه فإن الواقع المفروض على اليمنيين يعني أن لا بديل عن الحل السياسي وأن أي حديث غير ذلك أو قد يعرقله هو ليس إلا وضع العصي في العجلات وخلق المزيد من العراقيل لضرب المبادرة الخليجية.
ومن جانبها قالت افتتاحية الخليج تحت عنوان / تونس تستحق الأفضل / ..استقال رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي ووضع شروطاً لعودته كي تستقيم الأمور ويتمكن من تجاوز الحالة المأساوية التي تعيشها البلاد شعوراً منه بأن ما وصلت إليه الأمور من انحدار سياسي واقتصادي وأمني في ظل تحكم حزب "حركة النهضة" بمفاصل الدولة وعزمها على احتكار السلطة واستئصال القوى السياسية الأخرى يستحق أداء مختلفاً لإنقاذ تونس..
واوضحت الصحيفة ان هذا الموقف لم يرق لقيادة "حركة النهضة" واعتبرت خطوة الجبالي وهو أمينها العام محاولة للالتفاف على الحركة لإضعافها وحرفها عن نهجها في السعي إلى الاستئثار بالسلطة وإحكام قبضتها على الحكم ..لذلك عمدت إلى اختيار وزير الداخلية علي العريض لتشكيل حكومة جديدة ..وقد كلفه الرئيس منصف المرزوقي هذه المهمة يوم أمس خلفاً للجبالي الذي أصبح رئيس حكومة تصريف أعمال .
واضافت .. يبدو أن حركة النهضة تريد رئيس حكومة لا يخرج عن خطها أو عن طاعة رئيسها ولا يحاول اتخاذ قرار بمعزل عن إرادتها أو أن يبني زعامة على حسابها أو أن يختطّ سياسة وئام مع القوى التونسية الأخرى تشكل تعارضاً مع سياساتها القائمة على العزل والاستئصال ..لذا ليس المهم استبدال آخرَ بالجبالي بل المهم هو تغيير نهجٍ وسياساتٍ والنظر إلى تونس وطناً وشعبا وليس كملكية لحركة النهضة التي تتخذ من "التفويض الشعبي" تُكأةً لممارسة سلطة مطلقة مع أن هذا التفويض لا يجوز أن يضيق ليصبح بحجم حركةٍ أو حزبٍ أو مجموعةٍ .
واشارت الخليج الى انه من هنا فإن رئيس الحكومة الجديد سوف يواجه المأزق إياه الذي واجهه الجبالي ولن يستطيع أن يتقدم خطوة إنقاذية طالما الذهنية هي ذاتها مع ما تحمله من مؤشرات على انشقاق الحركة من جراء هذه الذهنية المتحكمة التي لن توصل تونس إلا إلى المزيد من التقهقر والانحدار على مختلف المستويات .. مؤكدة في ختام مقالها ان تونس تحتاج إلى ما يليق بثورتها الرائدة ثورة الياسمين وبالتضحيات التي قدمها الشعب التونسي .