ياسمين الرجبي ( بوشناقي من مقدونيا ) يكتب للثورة السورية
ياسمين الرجبي ( بوشناقي من مقدونيا ) يكتب للثورة السورية
ترجمة : عباس عواد موسى
في هذا الوقت , مرّ السوريون بفترة صعبة وشاقة من أجل انتزاع حريتهم الوطنية والدينية من نظام بشار الطاغية ولا تزال تستعر وهي تدخل عامها الثالث . وقتها , كان الواحد منا يسأل نفسه : أما لهذه الحرب أن تضع حدّاً لقسوتها ؟
والإحتمال الأرجح أن لهذه الحرب خصوصية ولدت معها معاناة هذا الشعب الشريف العفيف ومعاناته أخذت صفة الديمومة وللآن .
أغرق والده الوحش , الوحش الكبير , تراب بلده بدماء شعبه في مطلع ثمانينيات القرن الماضي . وها هو نجله يرث بشاعة أبيه فيلهب ما كان الزمن قد أطفأه .
ذهول المصير يتساوى مع البوسنة , التي كان عدد ضحايا حربها أقلّ . وكيفما هو الحال , فإنهم يسعون لنيل الحرة بصبر وتضحية , ويصرون على مطلبهم العادل . فما علينا , ونحن نشاهد ثورتهم الباسلة تدخل عامها الثالث إلا أن نقوم بواجبنا تجاههم . وقد فاق لاجئوهم الملايين , بتخفيف آلامهم : ألم هجر البيت , فقدان الزوج أو الزوجة والأكثر حزناً وألماً : فقدان طفل بريء .