اخبار الساعة

تفاصيل أنباء «التوتر» بين القبائل اليمنية والسعودية على الحدود

اخبار الساعة - ماجد الجرافي بتاريخ: 26-03-2013 | 12 سنوات مضت القراءات : (20614) قراءة

نفت مصادر محلية في محافظتي صعدة والجوف شمال اليمن وجود أي توتر بين القبائل اليمنية وقوات حرس الحدود السعودي، وقالت إن ما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن حدوث مواجهات بين الطرفين  «أخبار لا أساس لها من الصحة».

وأكد مصدر في مكتب محافظ الجوف عدم وجود أي توتر بين القبائل اليمنية وقوات حرس الحدود السعودي، مستنكرا ما ينشر بشأن سقوط قتلى وجرحى في مواجهات بين القبائل اليمنية وقوات حرس الحدود السعودية.

ونقلت صحيفة «المصدر» الصادرة اليوم الثلاثاء عن المصدر الذي قالت إنه تحدث على لسان محافظ الجوف القول «إن ما نشر حول هذه القضية مجرد كلام فاضي»، ولا يستحق أن يرد عليه المحافظ، أو أن يعلق عليه.

كما نفى الشيخ محمد سالم عوفان (من مديرية منبه بمحافظة صعدة) سقوط أي قتلى في مواجهات بين قوات الحرس السعودي، وبين قبائل منبه في محافظة صعدة، وقال إن ما يحدث هو أن أفراد مسلحين يتسللون إلى الأراضي السعودية، وإطلاق النار على عناصر حرس الحدود السعودي، وعلى مراكز حرس الحدود على الشريط الحدودي.

محافظ الجوف: «كلام فاضي» لا يستحق الرد.. وأطالب بدوريات أمنية مشتركة بين مأرب والجوف

وأضاف الشيخ عوفان في تصريح نقلته صحيفة «المصدر» اليومية أنه ترأس أمس اجتماعاً مع مشايخ قبيلة آل امشيخ، وعدد من مشايخ القبائل في الشريط الحدودي مع السعودية، في مديرية منبه، وتم التوقيع على وثيقة التزمت فيه القبائل بالتصدي وردع المتسللين الذين يقومون بالتسلل إلى الأراضي السعودية وإطلاق النار على القوات السعودية.

 ونشرت بعض الصحف اليمنية أمس خبرا عن سقوط قتلى وجرحى في مواجهات بين القبائل اليمنية وقوات حرس الحدود السعودي، في محافظتي صعدة والجوف، على خلفية قيام السلطات السعودية بشق طريق اسفلتي على طول الشريط الحدودي مع اليمن، وبناء سور عازل للحد من عمليات التهريب التسلل إلى أراضيها.

 وأكد الشيخ عوفان أن هناك مناوشات وإطلاق نار تم بين قوات الحرس السعودي وبين مسلحين متسللين، أطلقوا النار على الجنود السعوديين، ولم تسفر تلك المناوشات عن سقوط أي قتلى.

 وقال إن الوثيقة التي وقعت عليها قبائل الشريط الحدودي في منبه وعلى رأسها قبائل آل امشيخ، تنص على منع المتسللين المعتدين على القوات السعودية.

 وتابع الشيخ عوفان «هناك مسلحون يتسللون إلى الأراضي السعودية لقنص الجنود السعوديين، وقبائل منبه وقعت على وثيقة التصدي للمتسللين المعتدين على حرس الحدود السعودي».

 وأضاف أن المتسللين يقومون بإطلاق النار بحجة وضع حرس الحدود السعودي أعلاما على طول الشريط الحدودي، ويقومون بالتسلل لنزع تلك الأعلام، مؤكدا أن من حق السعودية أن تضع الأعلام السعودية على أراضيها، وليس من حق المتسللين أن يقوموا بمنعها من ذلك.

 من جانبه قال أمين عام تحالف قبائل مأرب والجوف، الشيخ علي العجي، بأن ما نشر بشأن وجود توتر بين القبائل اليمنية، وبين السلطات السعودية كلام ليس له أساس من الصحة.

وأضاف العجي في تصريح نشرته صحيفة «المصدر» ان إثارة هذه القضية عبر وسائل الإعلام، والترويج لأخبار كاذبة حول سقوط قتلى وجرحى في مواجهات بين القبائل اليمنية والجيش السعودي، هدفها إثارة زوبعة تستفيد منها جهات داخلية وإقليمية، لتحريض الناس على السعودية، وعلى المبادرة الخليجية.

الشيخ عوفان: هناك مسلحون يتسللون إلى الأراضي السعودية لقنص الجنود السعوديين، وقبائل منبه وقعت على وثيقة التصدي للمتسللين المعتدين على حرس الحدود السعودي

وانتقد العجي وسائل الإعلام التي تناقلت مثل تلك الأخبار، وقال إن الحدود اليمنية مرسمة دوليا، وفقا لخطوط الطول والعرض، ولا يوجد أي تعدٍ عليها من قبل السلطات السعودية، مشيرا إلى أن ما يثار بخصوص الأسلاك الشائكة التي تبنيها السعودية على طول الشريط الحدودي إجراء يهدف إلى التخفيف من عمليات تهريب الأفارقة، وتهريب السلع والمخدرات إلى الأراضي السعودية، ويتم بعلم السلطات اليمنية، مؤكدا أن ما يقال عن استحداث السعودية لمواقع في المناطق اليمنية كلام لا أساس له من الصحة، وتروجه جهات ذات أهداف سياسية. حسب تعبيره.

وقال مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة الجوف «إن من يروج لتلك الأخبار هو رئيس ملتقى شباب بكيل حسن أبو هدرة، وبعض الأشخاص المدعومين من قبل جهات رافضة للمبادرة الخليجية، ولا يؤيدهم أي شيخ من مشايخ محافظة الجوف، وعلى رأسهم كبار مشايخ الجوف، كالشيخ الشايف، والشيخ أمين العكيمي، اللذين ينتميان إلى قبائل ذو حسين، التي تقع أراضيها على طول الشريط الحدودي مع السعودية في محافظة الجوف».

 واتهم المصدر جهات إقليمية لم يسمها بتمويل شخصيات في محافظة الجوف لإثارة إشكاليات على الحدود اليمنية السعودية، بهدف عرقلة المبادرة الخليجية، وإفشال مؤتمر الحوار الوطني، عبر إثارة قضية الحدود وتأليب القبائل الحدودية ضد السعودية.

 وأبو هدرة هو ناشط قبلي في الجوف يدأب منذ فترة على التواصل هاتفياً بعض الصحفيين ووسائل الإعلام في محاولة لإظهار نفسه كزعيم محلي في تلك المحافظة النائية.

 من جانبه قال أبو هدرة في تصريح نشرته صحيفة «المصدر» ان شيوخاً من قبائل ذو حسين أقرت توجيه مذكرة احتجاج إلى السلطات السعودية، للمطالبة بسحب كافة الاستحداثات وإلغاء بناء «الجدار العازل» ومشروع الطريق الاستراتيجي على طول الشريط الحدودي، ورفع معدات الشركة المنفذة للمشروع.

 ونفى أبو هدرة وجود أي أهداف سياسية وراء القضية، وقال إن قبائل ذو حسين متضررة من بناء الجدار، وترفض أي تسيس لقضيتها. وأضاف أن القضية «حقوقية» مضيفاً ان السعودية ألغت الأسبوع الماضي أكثر من 200 تصريح دخول كان أبناء القبيلة يدخلون بموجبها إلى الأراضي السعودية، كما منعت المواطنين اليمنيين من العلاج في مستشفى الأمير خالد بنجران، وأوقفت بطاقات كان المواطنون يحصلون بموجبها على حصص بترول وديزل.

الشيخ العجي: هناك من يسعى للتحريض على السعودية لصالح جهات داخلية وإقليمية رافضة للمبادرة الخليجية

وقال أن الخط الاسفلتي الذي يمر في المناطق اليمنية يقع ضمن المناطق المخصصة للرعي، وفقا لاتفاقية ترسيم الحدود، وهذه الأراضي ملك للقبيلة، ويمنع العمل فيها، وفقا لاتفاقية ترسيم الحدود، مشيرا إلى أن السلطات السعودية قامت بإزالة العلامات التي كانت موضوعة في المنطقة للإشارة إلى أنها حدود مشتركة. حسب قوله.

وأضاف إن الجدار يقع في الأراضي اليمنية، وسيعيق المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، والتواصل مع بعضهم، خصوصا وأن هناك روابط أسرية بين القبائل الحدودية السعودية واليمنية.

 وانتقد أبو هدرة ما وصفه بغياب الدولة، وعدم القيام بمهامها في الدفاع عن حقوق القبائل الحدودية، مطالبا الرئيس عبدربه منصور هادي بالتدخل وتوجيه الحكومة بمناقشة القضية مع السلطات السعودية.

 من جانبه نفى الشيخ هادي بن تيفه، (من أهالي منطقة اليتمة الحدودية) وجود أي اشتباكات أو توتر بين القبائل الحدودية وبين السلطات السعودية، وقال إن من يثيرون تلك القضية لهم مصالح شخصية ومدفوعون لزعزعة الأمن والاستقرار.

 كما عبر الشيخ علي المخش (أحد مشايخ المنطقة الحدودية في الجوف) عن استغرابه من نشر مثل تلك الأخبار التي وصفها بالكاذبة، وقال إنها تخدم أهدافا خاصة لمثيري تلك القضية، فيما قال الشيخ صالح العباصي إن هناك أطرافا لها مصالح فقدتها هي من تقف وراء إثارة تلك القضية والترويج للأخبار الكاذبة بشأن التوتر والمواجهات مع السعودية.

 من جانب آخر، قام محافظ الجوف العميد محمد سالم بن عبود الشريف، أمس، بزيارة تفقدية لبعض النقاط الأمنية بالمحافظة، وبرفقته مدير أمن لمحافظة العميد محمد العديني.

وقال مراسل «المصدر أونلاين» إن الزيارة شملت موقع العقبة ونقطة السلامات ومديرية الأمن، ومديرية الخلق وبراقش ومفرق الجوف – مأرب.

وكلف المحافظ مدير أمن المحافظة بتكليف دورية خاصة لتأمين الطريق بين مديرية الحزم بالجوف وحتى مفرق الجوف – مأرب التابع لمحافظة مأرب.

 وطالب محافظ الجوف محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة بتكليف مدير أمن مأرب بالتنسيق مع مدير أمن الجوف وتكليف دوريات مشتركة من المحافظتين لتأمين الطريق.

 ودعا لجنة الشؤون العسكرية إلى رفع النقاط والتقطعات التي أقيمت في الطرق الرئيسية سواءً كانت تابعة للحوثيين أو غيرهم.

المصدر : صحيفة المصدر
اقرأ ايضا: