أردنٌّ .. يحيّر الألباب
أردنٌّ .. يحيّر الألباب
عباس عواد موسى
لا شك أن الوضع الأردني الداخلي يُحيّر الألباب . فبعد أن ارتضى عدد من النواب لأنفسهم أن يسيئوا للاجئين السوريين , مخالفين بذلك رأي الغالبية الشعبية الساحقة التي لا تحركها الأرثوذكسية الروسية لا بالإسم الكنسي ولا باللقب اليساري حسبما دأب الدب الروسي على تحريك أدواته الذين لا يمتلكون حق تمثيل غير أنفسهم فقط .
حاولت الحكومة أن تظهر للخليج العربي أن تصريحات هؤلاء النواب ليست لعبة مُتبادلَة فيما بين الطرفين , علماً بأنها كانت مكشوفة قبل طرحها في المجلس الضعيف جداً منهم وسمع بها القاصي والداني .
وانتهت اللّعبة على نحو ما رأينا . لتنكشف لعبة جديدة . ففيما الحكومة تلعب بالمجلس ذهاباً وإياباً بهدف كسب ثقته . بدأت اللعبة الأخرى , والتي قد يصنعها ويُخرجها صُنّاع القرار بدقة , فيحجب المجلس الهزيل الثقة ويطيح بالحكومة ليعلو شأنه كما يظنّون .
ألصدامات المُفتَعلة بين الفريقين مكشوفة تماماً للعيان . ولن تورث أيّ منهما كسباً شعبيّاً لا يحظى به الفريقين . لكن الإطاحة بالحكومة والتضحية بها أمر ممكن عكس المجلس الذي وُلد قسريّاً وشابه من فضائح التزوير الكثير , وأغرقه سوء أداء أعضائه الذين لا يجيدون تمثيل ما يُطلَب منهم . ولا أخفي حقيقة أسرَّ بعضهم بها إليّ عن أن المجلس الحالي أضعف من سابقيْه وسيكون الأسوأ في تاريخ البلاد . لكنهم وهم أقلّة لا يملكون قرار حلّه ليرتاحوا مما هم فيه من هَمٍّ يلاحقهم .
بديل النسور القادم إن سقطت الحكومة , لا يملك حلاً للأزمة الإقتصادية المستفحلة في البلاد التي لم تعد السيوف قادرة فيها على التسلط على رقاب العباد الذين سمعوا اعترافات كرزاي بأن أمريكا والغرب غرس الفساد في بلاده لضمان تبعيتها له .