هددت جماعة الحوثي بعرقلة مؤتمر الحوار الوطني، وإعاقة مسار العملية السياسية إذا تمت إزالة خيام شبابها المرابطين في ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء.

وكانت اللجنة العسكرية المكلفة بتحقيق الأمن والاستقرار قد أزالت كافة خيام أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأغلب خيام قوى التغيير التي نزلت إلى الشارع مطلع العام 2011 للمطالبة بإسقاط النظام، حيث بقي فقط في ساحة التغيير بصنعاء الخيام التي نصبها شباب الحركة الحوثية، إضافة إلى بعض المستقلين.

وفي الوقت الذي استجابت فيه جميع مكونات الثورة الشبابية الشعبية السلمية لتوجيهات الحكومة بإخلاء ساحات الاعتصام في أمانة العاصمة، فإن أنصار الحوثي رفضوا ذلك وبدؤوا بدعوة أنصارهم إلى التوافد دعماً ومساندة لهم، مرددين شعارات مضمونها أن "الثورة بدأت اليوم"، واصفين انسحاب المكونات الأخرى بأنه خيانة عظمى لدماء شهداء الثورة الشبابية.

ونفذ ممثلو الحركة الحوثية في مؤتمر الحوار الوطني وقفة احتجاجية أمس، منددين بتوجيهات الحكومة واللجنة العسكرية بإخلاء ما تبقى من ساحات الاعتصام، ومؤكدين أنهم سيحمون الساحة وسيشكلون دروعاً بشرية في حال حاولت قوات الأمن اقتحام الساحة.

وفي سياق متصل، أصدر المكتب الإعلامي لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بياناً اتهم فيه اللجنة العسكرية بالتحضير لهجوم شامل على أنصاره الذين لم يبق سواهم في الساحة، على حد قول البيان.

وهدد الحوثي في بيانه بضرب عملية الحوار الوطني وتعقيد الوضع السياسي إذا ما تم المساس بأنصاره أو محاولة الاعتداء عليهم، مشيراً إلى أن النظام الذي وصفه بالظالم "لم يسقط بعد، وأن رموزه وقياداته لا تزال نزعتها الدموية والعسكرية قائمة إلى اليوم".

وكانت الجماعة الشيعية اشترطت لإخلاء الساحة تعويض شبابها المعتصمين بمبلغ ملياري ريال يمني (10 ملايين دولار أميريكي)، ومعالجة جرحى الحوثيين الذين أصيبوا خلال الحروب الست مع الجيش اليمني بين عامي 2004 و2009، وتوظيف 3 آلاف حوثي في مؤسسات الدولة المدنية والأمنية والعسكرية، وهي شروط رفضتها اللجنة العسكرية جملة وتفصيلاً.

وفي غضون ذلك، قال المحلل السياسي، فيصل الصوفي، إن على الحوثيين وغيرهم أن يرحلوا من الشوارع والأحياء ويعودوا إلى بيوتهم ليراقبوا مسار ثورة التغيير عن كثب، ويبقوا على استعداد لأي مظاهرة أو اعتصام حال الطلب.

وأضاف الصوفي لـ"العربية.نت": رفع حزب الإصلاح ومعه بعض أحزاب اللقاء المشترك الأخرى أكثر الخيام الموجودة في حي الجامعة "ساحة التغيير"، واللجنة العسكرية ترغب في إزالة خيام الحوثيين ومن تبقى من المستقلين بعد أن أخلت ميدان التحرير من خيام أنصار الرئيس السابق، والمعاملة المتساوية تقتضي رفع جميع خيام الاعتصامات أينما وجدت في شوارع العاصمة صنعاء أو في تعز أو عدن أو حجّة أو غيرها، بغض النظر عن الانتماء السياسي للخيام.

وتابع قائلاً: أعتقد أن الحوثيين والمستقلين يشعرون بالحزن وهم يرون الإصلاح يحصد ثمرة زرعهم، غير أن هذا لا يبرر بقاء خيامهم في الشارع، فهم أحوج إلى تعاطف الناس وليس إلى نقمتهم، وأيضاً ينبغي عليهم ألا يتحدَّوا اللجنة العسكرية والحكومة، وألا يربطوا بين الاستمرار في مؤتمر الحوار وبين بقاء خيام الاعتصامات.