خلافات عميقة في قمة الثماني بين روسيا وأمريكا
خيَّمت أجواء الانقسامات على قمة مجموعة الثماني في أيرلندا الشمالية، والتي من المقرر أن تختتم اليوم الثلاثاء، وسط حالة من الانقسام بشأن ملفات دولية ساخنة أبرزها ملفات سوريا والنووي الإيراني ونووي كوريا الشمالية, بالإضافة إلى الجدل المتصاعد بشأن التجسس الإلكتروني.
وتوقعت مصادر دبلوماسية بريطانية صدور إعلان بشأن سوريا قد يحمل توقيع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان وإيطاليا وكندا من دون روسيا بسبب خلافاتها العميقة مع الغرب فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الوضع في سوريا.
وقد شهدت القمة اختلافًا بين الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على سوريا أثناء لقاء وصف بأنه فاتر في قمة الثماني.
ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يرأس القمة أن الخلاف كبير بين موقفي روسيا والغرب من سوريا.
فيما تساءل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مستنكرًا: "كيف نسمح بأن تواصل روسيا توريد أسلحة لنظام الأسد في حين لا تحصل المعارضة إلا على أقل القليل وتتعرض للذبح؟".
وحسب رويترز, فقد بدا التوتر على الرئيسين وهما يتحدثان للصحافيين بعد محادثات استمرت نحو ساعتين؛ حيث كان بوتين يحملق معظم الوقت في الأرض وهو يتحدث بشأن سوريا، بينما كان أوباما ينظر إليه من وقت لآخر.
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، سادت حالة من التفاؤل الحذر بين أوباما وبوتين؛ عسى أن تظهر فرص جديدة لحل المسألة النووية الإيرانية بعد قدوم حسن روحاني لسدة الحكم.
وبشأن ملف آخر، اتفق أوباما وبوتين على إبرام اتفاق بخصوص تأمين وتدمير المواد النووية لمنع انتشار الأسلحة النووية، وسيحل محل اتفاق توصل إليه الجانبان في 1992 وانتهى سريانه الاثنين.
وبخصوص ملفات الصين، قال الرئيس الأميركي: إن الصين في ظل رئاسة شي جين بينج تتجه إلى تبنِّي موقف أكثر تشددًا حيال برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية، وتحمل المزيد من المسؤوليات في العالم.
وأضاف أوباما: "إن الصين فهمت رسالته "المباشرة جدًّا" ضد القرصنة المعلوماتية والتي قد تؤدي - حسب واشنطن - إلى تدهور العلاقات بين القوتين العظيمتين.
وأثناء انعقاد القمة، اخترق عشرات المحتجين لفترة وجيزة الحاجز الأمني المعدني الذي يحيط بمقر انعقاد القمة في أيرلندا الشمالية، لكنهم انسحبوا بعد أن هددت الشرطة بإلقاء القبض عليهم، وانفصل المحتجون عن مسيرة تضم نحو ألف من النشطاء المعنيين بحماية البيئة والحقوق توقف معظمهم كما هو مزمع عند الوصول إلى السياح المعدني الذي يبعد ثلاثة كيلومترات عن المنتجع الذي تعقد فيه القمة.