توتر في حجة بعد انتشار مسلحين يتبعون رئيس فرع المؤتمر ومنع مدير الأمن من أداء مهامه
تعيش مدينة حجة منذ أيام حالة غير مسبوقه من التوتر، تتمثل في انتشار كثيف للمسلحين وفي كافة إحياء وشوارع المدينة، فيما يبدو تصعيدا واضحا من دهشوش ومسلحيه.
وكان محافظ حجة علي القيسي رفض قرار رئيس الحكومة تعيين مدير جديد للأمن. ولم يتسلم الأخير مهامه بشكل كامل حتى الآن.
تأتي التطورات الأخيرة عقب حادثة عرضية تمثلت في مرور طقم عسكري من شارع حي نعمان وهو الطريق الذي يسكن جواره الشيخ فهد دهشوش وكذا مدير امن المحافظة العميد عبدالملك المداني. وأثناء ما كان الطقم ماراً تبادل إطلاق النار مع مسلحين من أتباع دهشوش.
واتهم مسلحو دهشوش مدير الأمن وعساكره بأنهم من تسبب في ذلك، الأمر الذي نفاه مدير الأمن المداني جملة وتفصيلاً.
وقال المداني لـ«المصدر أونلاين» أنه لم يكن على علم بالحادثة، وأكد انه يراد من هذه الحادثة إلصاق التهمة به وبأفراده «وهذا أمر مستحيل كوننا اشد الناس حرصا على امن واستقرار المحافظة».
وتابع «نحن منذ ان نزلنا ونحن نجلس في المنزل درءاً للفتنه التي يراد لنا أن ننجر لها ولا يزال يفرض علينا الإقامة الجبرية».
هذه الحادثة كانت ذريعة لمسلحي دهشوش للانتشار في كافة أرجاء المدينة لعرقلة تنفيذ قرار تعيين العميد عبدالملك المداني مديراً للأمن، والذي يلاقي معارضة من قبل المحافظ القيسي ودهشوش وانصارهما، رغم أن المداني قد باشر عمله وقام نائب المحافظ امين القدمي بتوقيع مباشرة عمله قبل ما يقرب من شهر وإمضائها بختم المحافظة.
ويتحجج الطرف الرافض لتعيين المسؤولين التنفيذيين من صنعاء بان هذه التعيينات لم تقر أو تمر من السلطة المحلية بالمحافظة وبأن هذه الإجراءات مخالفة لقانون السلطة المحلية، رغم ان تعيين مدراء الأمن لا يخضع لهذا القانون.
وولد انتشار المسلحين وقيامهم بإغلاق محال بعض المواطنين شعوراً بالغضب تجاه هذه التصرفات، وعبر سكان عن استنكارهم لانتشار المظاهر المسلحة وازدياد ظاهرة الانفلات الأمني في المحافظة.
ويرفض المسلحون السماح للمداني بدخول مبنى إدارة الأمن رغم محاولات قيادات مجتمعية ووجاهات ومسؤولين في الحكومة إقناعهم بالخضوع لقرارات الحكومة.
وتقول مصادر إن المحافظ القيسي ورغم غيابه لأشهر في الأردن لتلقي العلاج، لا يزال يدفع باتجاه منع المداني من ممارسة مهامه، وأضافت انه وجه رئيس فرع المؤتمر بمحافظة حجة فهد دهشوش بقيادة هذه الجهود.
مصادر محلية مطلعة أكدت سعي الكثير من عقلاء المحافظة لاحتواء التوتر القائم ومحاولة إعادة الهدوء للمدينة، كان آخرها زيارة أمين عام المجلس المحلي أمين القدمي ووكيل المحافظة الدكتور إبراهيم الشامي لمنزل الشيخ زيدان دهشوش عضو مجلس النواب، ابن عم فهد دهشوش، وبحضور الأخير لإقناعه بتجنيب المحافظة الانزلاق لهاوية الفوضى والتدهور الأمني وإتاحة الفرصة لمدير الأمن المعين بممارسة عمله غير أن دهشوش رفض ذلك.
وغادر مدير أمن حجة عبدالملك المداني يوم الأربعاء إلى صنعاء بعد تحكيم قبلي من قبل مسؤولين محليين، مفضلاً الابتعاد، وقال إنه لن يكون طرفاً في انزلاق المحافظة في الفوضى الامنية التي «يريد دعاة الفتنة لها ذلك».
في ذات الصعيد، اجتمع عدد من مشائخ ووجهاء محافظة حجة الإثنين الماضي للوقوف حول هذه الأحداث، وخرجوا ببيان يتضمن توصيات من شأنها سحب فتيل التوتر الذي ينذر بخروج الوضع الأمني عن السيطرة ومن أهم النقاط التي اقرها الحاضرون:
- التنديد والاستنكار لما حدث بعاصمة المحافظة.
- اتفق الحاضرين على أنهم مع قرارات رئيس الجمهورية والحكومة، وأي شخص يخالفها لا يمثل إلا نفسه، ومن خالف هذه القرارات عليه الرجوع إلى أصحاب القرار في صنعاء، ولا يسمح لأي شخص العبث بأمن واستقرار المدينة وترويع الآمنين فيها.
- على عقال الحارات منع المسلحين والتمترس فيها وإبلاغ الجهات المعنية عن أي جهة وشخص يأتي بمسلحين في الحارات.
- كل من يأوي مسلح في حارته أو بيته أو يؤجره من المسلحين يتحمل تبعات ذلك والمسؤولية الكاملة في كل ذلك.
- يأتي إطلاق النار نتيجة رفض القرارات الحكومية الأخيرة من أشخاص معروفين في المحافظة، وهذا التصرف من الجميع.
- أقر المجتمعون مطالبة المكتب التنفيذي بالمحافظة والمجلس المحلي بالمدينة القيام بواجبهم في حفظ الأمن والاستقرار بالمدينة ويحملونهم المسئولية الكاملة في ذلك، إلى جانب منع حمل السلاح داخل عاصمة المحافظة، حيث وأن انتشار السلاح وحمله في المدينة يؤدي إلى خلخلة الأمن والاستقرار فيها، كما يطالبونهم بعدم السماح لأصحاب الخضار والمفارش بالجلوس في الشارع العام وعدم تأجيره والبحث عن بدائل مناسبة لهم.
«شباب الثورة» في حجة من جهتهم بعثوا برسالة إلى مؤتمر الحوار وقد وزعت على جميع أعضائه يوم الأربعاء، أكدوا فيها «تأييدهم للحوار القائم واستنكارهم من السكوت على التمرد الذي يخوضه عضو مؤتمر الحوار فهد دهشوش»، وقالوا انه «من المفارقات العجيبة أن يكون محاورا في صنعاء متمردا في حجة ضد قرارات رئيس الجمهورية».
وقال بيان باسمهم «أنه وبقدر ارتياحهم الكبير لنجاح مؤتمر الحوار في مرحلته الأولى يؤسفنا أن نعبر لكم عن استيائنا الكبير لما يقوم به عضو مؤتمر الحوار الوطني ومقرر فريق الدفاع والأمن فهد دهشوش في مركز محافظة حجة من أعمال تخريبية وإثارة للفوضى والعنف ودعم للمظاهر المسلحة وتمرد على قرارات الدولة والإخلال بمبدأ السلم الاجتماعي وافتعال المواقف المعطلة للتنمية والمعيقة لعجلة التغيير واستخدام العصابات المسلحة في زعزعة الأمن والاستقرار ومن أهمها اقتحام المجمع الحكومي والسيطرة عليه لأكثر من سبعة أشهر ومنع الموظفين من ممارسة مهامهم الوظيفية». حسب تعبيره.
واتهموا دهشوش بـ«إطلاق الرصاص على مكتب أمن المحافظة وإصابة بعض الجنود والمواطنين بجروح بالغة والتهجم على منزل مدير الأمن وإطلاق الرصاص على جنود حراسته وإصابة بعضهم بجروح».
وأضافت الرسالة «إن من يقوم بتلك الأعمال التخريبية في مركز المحافظة هو ذاته من يشارك في فعاليات مؤتمر الحوار الوطني فهو محاور تحت سقف مؤتمر الحوار في صنعاء ومتمرد على نتائجه وسلوكياته في محافظة حجة بل والأدهى من ذلك والأمرّ أن يترك أحيانا جلسات مؤتمر الحوار ليمارس مهمة المتمرد».