ألطبيب الجراح الجندي : وحدة الفصائل همّي الأول وأسأل أحرار العالم إنقاذ شعبي
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 29-08-2013 | 11 سنوات مضت
القراءات : (14278) قراءة
ألطبيب الجراح الجندي : وحدة الفصائل همّي الأول وأسأل أحرار العالم إنقاذ شعبي
عباس عواد موسى
أنهى الثانوية العامة في مدرسة درعا وتخرج من كلية الطب بجامعة دمشق عام 1969 . ومع بداية استعداد العلويين للإنقضاض على الحكم أخذت الأجهزة الأمنية تضيق الخناق على الناشطين وتقمع البعض وتعدم البعض الآخر . مما اضطر الطبيب الشاب عبدالمجيد إسماعيل الجندي المغادرة إلى لبنان . ولم يكن أمامه بعد وصول حافظ للحكم سوى المغادرة إلى الولايات المتحدة فهو كباقي أفراد الوطن يحب الحرية والديموقراطية ويكافح من أجلهما . يقول : ألحكم الظالم وحكم الإضطهاد والإستبداد والدكتاتورية كانت أسباب هجرتي .
في ميتشيغين عمل اختصاص جراحة ولا يزال جراحاً هناك حتى التقيته على مأدبة غداء اليوم التي أقامها غازي فالح أبوالسل أحد الرموز الوطنية في الثورة السورية ومن وجهاء حوران المعروفة على شرفه بمنزله في الشمال الأردني بحضور أكثر من مئتي شخصية من أبناء الشعبين الأردني والسوري .
سألته أولاً عما ورد على لسان بروس ريدل المحلل السابق للسي آي إيه ( إننا نشاهد ولادة الجيل الثالث لتنظيم القاعدة , مدرب ومسلح بشكل أفضل ونجح في مليء الفراغ في الدول التي تشهد ثورات . وأوضح أن جيل الإرهاب الأول نفذ هجمات الحادي عشر من أيلول والجيل الثاني نشأ بعد سقوط نظام طالبان وانتهى بمقتل الشيخ أسامة بن لادن والثالث وهو الجيل الأخطر الذي يستغل الربيع العربي فعمل على تمكين معاقل جديدة له في الشرق الليبي وشمال مالي وشبه جزيرة سيناء لينتشر حالياً في سوريا ) . فأوجز مجيباً : نحن ضد الإرهاب وأقواله تكتنز مبالغة وتتعمّد التخويف من الفكر الإسلامي , ولا أحد يجهل قوة تأثير اللوبي الصهيوني في القرارات الأمريكية . هذا اللوبي الذي يخدم إسرائيل التي ترغب في الحكم الإستبدادي الذي لا رأي للشعب فيه . وقد رأينا دورها في دعم الإنقلاب الدموي على الرئيس الشرعي محمد مرسي لتقويض الثورة السورية ولإحداث تأثير سلبي عليها .
بعد ثلاثة وأربعون عاماً حلّ هنا سعيداً لأنه على مقربة من حدود بلاده يشعر بالغبطة لمشاهدة شعبه وقد ثار من أجل الكرامة والحرية وتمتزج فرحته بالأسى وهو يشاهد المصائب والويلات التي يتعرض لها أبناء شعبه المشرد والمُنَكّل به من قبل نظام قمعي . ويسترسل بالقول : هم ينظرون إلى الإسلام على أنه ضد الغرب والمسيحية . ألتاريخ الإسلامي واضح جداً فقد كان قد حقق العدل والمساواة ولم تُظلم أية أقلية فيه ولم يُكره أحد على تغيير دينه . والدليل على ذلك أن الإسلام حكم الأندلس 800 سنة ولم يجبر أهلها أن يعتنقوا الإسلام وحكم في الهند مثل ذلك ولم يجبر الوثنيين على اعتناق الإسلام .
أخبرته عما سمعت عن اقتراب موعد توجيه ضربة عسكرية للنظام فهزّ رأسه قائلاً : هكذا أسمع كما أنت وإذا صحّ النبأ فأرجوا الإسراع به . وأردف :نحن كنا نريد أن تكون ثورتنا كباقي الثورات ولكن حكامنا المستبدين أرادوا أن يجعلوها دموية وتدميرية وساعدهم العالم بأسره في ذلك . ولما قلت له إن الجهاديين يعتقدون بأن الضربة لهم وليست للنظام أجابني : لن أحكم على طبيعة الضربة حتى أرى .
ألشعب السوري ثار كله في وجه الطاغية ولكنني لم أسمع عن فصيل عسكري للإخوان المسلمين في الثورة قلت له ذلك بعدما علمت أنه يبذل مساعيه الخاصة لتوحيد الفرقاء فأكد لي أن الإخوان جزء من الشعب ولا داعي للإنقسامات والمطلوب هو إيجاد قيادة موحدة وتوفير الدعم اللازم لها .
إستدعاءاته والنداءات المتكررة عليه جعلته يستأذنني للقاء آخرين من أعمدة الجيش الحر وضباطه . صافحني على عجل وقال : أسأل أحرار العالم أن ينقذوا الشعب السوري ويفكوا أغلاله ويحقنوا دمائه وأن يدعموا ركائزه للمرحلة المقبلة - مرحلة ما بعد الطاغية - منذ الآن .
ألعقيد خالد أبومحمود قائد لواء شهداء اليرموك : أسلحتنا لمواجهة النظام وليس لتصفية المجاهدين
إنتهزت فرصة وجود العقيد خالد أبومحمود قائد لواء شهداء اليرموك وقد قال لي : إن الثورة على أبواب نصرٍ من الله وهو قريب بإذنه . وبإصرار العسكري الملتزم قال : سلاحنا لن يكون إلا لنصرة شعبنا في مواجهة النظام ولن نسمح بتصفية المجاهدين . كان الهدف من التأخير هو تدمير البلد كبنية تحتية من قبل النظام وتدمير الجيش من خلال الجيش الحر . والتدخل الذي نسمع عنه جاء بعد إقدام النظام على استخدام السلاح الكيماوي والذي يعني أنه بلغ مرحلته النهائية أي نزاع موته , فهم لا يرغبون بتغيير النظام قطعياً . هكذا , لخص الحدث بقوله : لعبة تدمير البلد ... لا يريدون حسم المعركة .
ألعقيد أبومحمود يصف الروس الذين يقودون صف النظام والصين وإيران بأنهم تجار الحروب وما وقفوا إلى جانب أحد وانتصر منذ عهد جمال عبدالناصر ولليوم وأبرز دليل على ذلك قيامهم ببيع حليفتهم صربيا .
ويصف النظام بالعمى فقناصته يعتلون بعض مآذن الجوامع يرتبكون من أنها بيوت للثوار . ولأن أيام الجمع كانت نقطة انطلاق المسيرات إبان بداية انطلاقة الثورة فقد قرروا قصف بيوت الله . فعلى أعينهم غشاوة , إنه الشعب بأكمله وقد ثار من كل الأمكنة مطالباً للحرية والعدل والكرامة .
الجيش الحر حر وإن شابته بعض الشائبات وفكرة التنسيق من قبل بعض قياديي الجيش الحر مع النظام مستبعدة ولكن مجال الاختراق وارد لأنها ثورة وهذه طبيعتها ونحن في مرحلة تمحيص . وأكد أن الأحرار ماضون في سعيهم لمساندة شعبهم في التحرر والإستقلال السيادي .
ألمضيف أبوالسل شكر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين والحكومة والشعب الذين ناصروا الشعب السوري وقدموا أكثر من إمكانياتهم تجاهه , داعياً للأردن بالأمن والإستقرار والرخاء والإزدهار .
المصدر : عباس عواد موسى
اقرأ ايضا: