الحوثي يستأنف حرب الانتقام من قبائل "العصيمات وعذر" لاستعادة أملاك ((آل حميد الدين))
أكدت مصادر محلية في محافظة عمران أن جماعة الحوثي المسلحة أرسلت يوم أمس, تعزيزات بعشرات المسلحين الذين تم استقدامهم من محافظة صعدة ومناطق أخرى إلى قرى ((الحدب الجانح)) والتباب المحيطة بها غرب وادي ((دنان)) وهي منطقة حدودية بين قبيلتي عذر والعصيمات, مشيرة إلى أن التعزيزات ـ التي وصلت الحوثي ـ تضمنت مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وذكرت المصادر أن المواجهات المسلحة توقفت قبيل صلاة الجمعة بعد ليلة من التراشق بالمدفعية والرشاشات بين مسلحي الحوثي ـ الذين قدموا من خارج المنطقة ـ وقبائل العصيمات الذين يصدون عدوان الحوثي على مناطقهم ومزارعهم في وادي ((دنان)) وأن المواجهات شملت منطقتين مطلتين على وادي(( دنان)) الأولى موقع تبة (( السويدة)) ومدرسة البنات التابعة للوادي.
وأفادت المصادر قيام ميليشيات الحوثي بزرع عشرات الألغام الفردية في مناطق التماس, كما أكدت المصادر قيام الحوثيين باختطاف مجموعة من الأطفال الأحداث, أعمارهم ما دون سن ال ((15)) من أبناء العصيمات أثناء توغل الحوثيين باتجاه تبة (السويدة).
وأوضحت المصادر أن المواجهات ـ التي توقفت ظهر يوم الجمعة ـ قد أسفرت عن سقوط أربعة جرحى في صفوف قبائل العصيمات, في حين يتكتم الحوثيون على عدد ضحاياهم منذ اليوم الأول للمواجهات والتي بدأت قبل نحو أسبوع.. حيث تفيد المصادر أن قتلى القبائل في العصيمات ـ خلال المواجهات منذ اليوم الأول قد وصلوا إلى ((22)) قتيلاً.
وفي ظل تكتم الحوثيين على ضحاياهم أفادت مصادر قبلية في منطقة (( قفلة عذر)) أن ميليشيات الحوثي قد تكبدت خسائر بشرية فادحة.. حيث قتل من عناصرها ـ قبل نحو يومين ـ أكثر ((37)) شخصاً في منطقة تدعى (( بيت قميني)) وتأتي هذه المعلومات في وقت ترجح مصادر قبلية بأن أسباب المواجهات المسلحة في العصيمات تعود إلى قيام جماعة الحوثي بإرسال مجموعة من عناصرها للسيطرة على واديي ((دنان وخيوان)) وهما منطقتان زراعيتان عالية الخصوبة, معظم مزارعها تتبع الشيخ الراحل/ عبدالله بن حسين الأحمر, ومجموعة من أبناء القبائل, وكانت هذه المزارع ـ قبيل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر - تعتبر من أملاك آل ((حميدالدين)) الحاكمة آنذاك.
وتشير المصادر إلى أن ميليشيات الحوثي تحاول تركيع وفرض سيطرتها على قبائل قفلة وعذر والعصيمات, التابعتين لقبيلة حاشد ـ من أكبر قبائل اليمن- بغرض الانتقام من أبناء هاتين القبيلتين, الذين قاتلوا ضد الحوثيين على مدار الحروب الستة في صعدة ووقفوا إلى جانب الدولة خلال الحروب الستة التي شهدتها صعدة وسفيان منذ 2004م إلى 2009م.
وأوضحت المصادر أن المواجهات - التي تدور بصورة متقطعة في ((دنان)) بين ميليشيات الحوثي ومسلحي القبائل ـ كشفت عن رغبة الانتقام لدى حركة الحوثي من قبائل العصيمات وعذر من جهة, ورغبة في استرداد ما تعتبره قيادة حركة الحوثي الحق من مزارع وبيوت في واديي ((دنان وخيوان)) وإعادتهما إلى أصحابها, في إطار صراع طبقي سلالي بين ما تعتبره قيادة الحركة (( قبائل وسادة)).
وكانت ميليشيات مسلحة قد خاضت مواجهات مسلحة العام المنصرم مع قبائل قفلة عذر, وانتهت بسيطرة الحوثيين على مناطق القفلة بمجموعة من الوجاهات القبلية من مشائخ القفلة الذين ساندوا الحوثي وتم شراء ولاءاتهم وتم تنصيبهم في المنطقة للعمل لحساب جماعة الحوثي المسلحة في تحصيل جميع الموارد ـ التي تسلم للدولة ـ وتسليمها للحوثي.