وصفه بالكارثي...مجلي: تهجير أبناء دماج انتكاسة لمؤتمر الحوار والدولة معالجاتها شكلية
وصف عضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتور عمر مجلي معالجة قضية دماج بمحافظة صعدة شمالي اليمن من خلال تهجير سكان دماج بأنها شيء كارثي وأنها انتكاسة لمؤتمر الحوار الوطني الذي كان يأمل فيه أبناء صعدة بشكل عام إيجاد حلول منصفة لقضيتهم.
واعتبر مجلي في تصريح صحفي أن ما حدث من تهجير يتنافى مع مبدأ التعايش والسلم الاجتماعي وعودة الحياة الطبيعية لمحافظة صعدة.
وقال مجلي "إن قضية تهجير مواطني منطقة دماج جاءت نتيجة لمعالجة الدولة الشكلية للقضية التي تؤرق محافظة صعدة منذ عام 2004م بحيث لم تفرض الدولة وجودها بسبب التقاعس في فرض نفسها وأداء مهامها في كل النواحي" .
وعبر مجلي عن إحباط الكثيرين من أبناء اليمن عموماً وأبناء صعدة خصوصاً جراء تهجير سكان دماج من مناطقهم الى مناطق نزوح أخرى وعدم استعداد الدولة لاستقبال وتجهيز الأدوية والسكن والغذاء والمواد الايوائية الأخرى .
وأشار إلى أنه "كان يفترض بالدولة ان تعد جدولاً زمنياً لعودة نازحي محافظة صعدة المشتتين في محافظات الجمهورية الذين يعيشون ظروفاً صعبة بدلاً من الإشراف على تهجير أهالي دماج والذي شكل نظرة سلبية لأبناء محافظة صعدة تجاه الدولة".
وقال الدكتور عمر "الدولة في هذه المرحلة التي يتوقع ان يكون فيها تحولات إيجابية في أداء الدولة بناءً على مخرجات الحوار بحيث تقوم الدولة باستعادة الأمور وتحسين الأوضاع واستعادة الحياة الطبيعية لكل محافظات الجمهورية بما فيها عودة النازحين الى محافظة صعدة لكن ما حدث هو العكس".
وتابع مجلي "هناك الآف النازحين الذين توافدوا الى صنعاء من دماج إضافة الى النازحين السابقين وهذا يمثل صورة واضحة أو فكرة عن المزايدين الذين حاولوا تبرير العدوان الحوثي على دماج بوجود أجانب والصحيح انه قد سبقت اعتداءات كثيرة من الحوثيين على عدة مناطق في صعدة وغيرها كحاشد والجوف والرضمة وحرض ولا يوجد فيها أجانب وهذه حالة عدائية من قبل الحوثيين لفرض السيطرة وخدمة أجندة خارجية تصب في مصلحة السياسة الأمريكية التي يدعي الحوثيون معاداتهم لها".
وأوضح مجلي بقوله "المفترض ان الدولة أثناء قيامها بمعالجة قضية دماج وقبلها قضية صعدة بما فيها من انتهاكات حوثية كان من المفترض على الأقل ان تكون قد رتبت الترتيبات المطلوبة والضرورية لاستقبال النازحين وتوفير الغذاء والمأوى لهم".
وأضاف الدكتور مجلي "أثناء زيارتي الشخصية لجرحى دماج الذين نقلتهم اللجنة الرئاسية ووزعتهم في بعض المستشفيات بالعاصمة ومنها المستشفى الجمهوري بناء على توجيهات رئاسية تقضي بمعالجة جرحى حرب الحوثي على دماج مجاناً, وأقول إن هناك مستشفيات جيدة ولكن من المؤسف انني شاهدت في المستشفى الجمهوري ان جرحى دماج لا تهتم بهم إدارة المستشفى بعكس التوجيهات الرئاسية وقد تحدثت الى مدير المستشفى الذي ابدى استعداده للاهتمام بالجرحى ولكنه تنصل عن مسؤولياته وقال "على مرافقي الجرحى ان يقدموا لي الفاتورة أو الرشدة وانا أوقع عليها حتى يستلموا العلاج من الصيدلية خارج المستشفى" وقلت له "لا يمكن هذا ابدأوا أنتم بمعالجتهم نظراً لخطورة حالاتهم ثم اهتموا بالأمور الإدارية والفواتير", فقال مدير المستشفى انه "موجود وسيجده من يحتاجه" ولكن الحقيقة انهم يبحثون عنه ولا يجدونه وهم بحاجة الى توقيعه من اجل أمور كثيرة منها العلاج أو الإعفاء عن رسوم الفحوصات وغيرها, بمعنى ان لدينا توجيهات لكن لا يوجد تعامل حقيقي حسب التوجيهات".
ونبه مجلي في ختام حديثه الى ان الدولة لا تدير الأزمة بشكل صحيح وإنما تنتج الأزمات بسبب معاملتها غير الصحيحة وتشرع وتعزز من جرائم الحوثي.