نساء دماج يروين تفاصيل معاناة النزوح
في مشهد يؤول إلى المجهول في ظل المستجدات القائمة التي تشهدها ساحة دماج من حصار قارب المائة يوم ومطارده للأرواح سقط جرائها ما يقارب 300 قتيل وقرابه700جريح، فضلا عن عشرات الأسر التي شردت وبيوت هدمت وانتهاء الحال بهم إلى إجلاء وتهجير دون سابق إنذار بعد أن عجزت لغة القانون وسلطة الدولة تقديم ما يمكن فعله جراء الإجلاء العنصري الطائفي من قبل الحوثيين الذين جعلوا من القوة سلوك لإلغاء ما دون وجودهم من على وجه الحياة ..من إزالة مساكن ودور علم ودور العبادة فعلى الرغم من وجود المادة الدستورية ال35 التي تنص: أن للمساكن ودور العلم والعبادة حرمة لا يجوز مراقبتها وتفتيشها إلا في حالات يوضحها القانون.
في يوم الأربعاء الموافق 15 ينايرلعام 2014م يصل مهجري أبناء دماج الى العاصمة اليمنية صنعاء نازحين بمنطقة سعوان وسط استقبال الأهالي وفتحوا لهم منازلهم ومساجدهم ليحلوا فيها بعد عناء لازمهم قبل واثناء سفرهم.
نازحات يتحدثن
منزل النعومي في منطقة سعوان احد المنازل الذي فتح ابوابه لمهجري دماج وجدنا فيه الأطفال والنساء يمكثن فيه لليوم الثالث على التوالي تحدثنا معهن كن نساء يمنيات من ابناء دماج واخريات من دول اجنبية يعشن في دماج لتعلم الدين الاسلامي كل عباراتهن كانت توحي بالألم والحزن وهن يصفن ما كان يحدث لأبناء دماج.
سألنا أم محمد إحدى مهجرات منطقة دماج، عن تفاصيل الأحداث التي حصلت.. فقالت: أنا ام لعشرة اطفال كنت اعيش في بريطانيا بنعيم مادي ولكني تركت كل شيء فررت بديني كمسلم وجئت إلى دماج لأستقي امور الدين الاسلامي.
وتتابع: ما ان استقر وضعنا بمنطقة دماج حتى فوجئنا بحصار ظل ما يقارب ال100 يوم ذقنا فيه مرارة العيش والخوف ولم نتلقى أي مساعدة سوى مساعدات بعضنا البعض ولو حتى باليسير فضلا عما كانت تصلنا من قذائف الهاون اصبن جراء لك العديد من النساء ولم يتمكن من اسعافهن لمن مساعدات الهلال الأحمر ولعدم قدرتنا على انقاذ حياتهن ففارقن الحياه.
حتى اطفالنا لم يكونوا بعيدين عن المشهد الذي عشناه فلهم نصيب من الخوف والرعب لا يزال الى اليوم يطاردهم في حركاتهم وحديثهم حتى في منامهم.. كما ان العديد من الأطفال لقوا حتفهم من جراء العدوان الحوثي علينا..)
وأكدت أنهم لم نتلقى أي مساعدة فكل ما كانت تأتينا مساعدة تارة بمسمى حكومة وأخرى مساعدات انسانية كانت جميعها تحتجز من قبل الحوثي قبل دخولها إلى منطقتنا أما لجهود بذلت لا اظن انه كانت هناك جهود سوى جهود شكليه فكلما كانت تأتي لجنات وساطة تتفاوض مع الحوثي لفك الحصار كانت سرعان ما تعود ادراجها من حيث اتت دون أي جدوى فربما لغة القوة التي يستخدمها الحوثي كانت اقوى مما جاؤؤا به تلك الواسطات.
مساعدة الأهالي
اما أم أحمد النعومي صاحبة المنزل الذي نزل فيه بعض اهالي دماج.. سألنها عن الدافع الذي جعلها تفتح ابواب منزلها لهم.. فقالت "الذي حل اليوم في جارك بكرة في دارك فإذا لم نقف مع اخواننا بعد ان تخلت عنهم الدولة في ظرفهم الصعب والمأساوي من الذي سيقف؟ سنعمل باستطاعتنا نحن وابناء منطقة سعوان وكل من نزل عنده مهجري دماج بدعمهم والوقف معهم بكل ما نستطيع إلى ان يفرجها عليهم لله.
مشهد آخر بمسجد الفردوس بمنطة سعوان نساء واطفال لليوم الثالث على التوال ينزلون فيه ربما وجدوا بداخله ما حرموا منه لأشهر وجدوا الأمن والأمان وبوجود اصحاب الخير فيه الذين وقفوا معهم ولا يزالون..
أم محمد ممثلة جمعية الإحسان ورئيسة قسم الدراسات عن بعد بمؤسسة الفتاة التنموية تشرف على نازلات اهالي دماج.. فتقول انه منذ وصولهم الى منطقة سعوان ونزولهم سوى في مسجد الفردوس أو غيره فنحن وغيرنا من الجمعيات الخيرية حتى اهالي المنطقة من سكان الحي نعمل ما باستطاعتنا لبذل ما يمكن بذله من توفير اماكن للعيش ومواد غذائية واحتياجات للأطفال والنساء وغيره فالوضع الإنساني مأساوي للغاية.. فنحن لن نترك مساعدتهم بإذن الله حتى يفرج الله من عنده مصير هؤلاء المساكين.
أم عمر احد نازلات المسجد، تتحدث: لا اريد الرجوع اليها فما عشته كان صعب جدا ويصعب علي نسيانه ولا اظن الدولة قادرة على اصلاح الوضع فكل مرة تقول هكذا ويعود الوضع اسوء مما كان عليه.
وتقول أم مصعب.. من نازلات احد المنازل: اذا كان هناك من يشجع التمزيق والإجلاءلأبناء الوطن الواحد فهذا يدل ان الأمور ستؤول إلى الأسوأ فإذا لم تتحرك الدولة وتحرك لغة القانون لتعيد الأمور إلى نصابها فإن من الكثير من من يمتلكون القوة سيتجاوز القانون ولن تصبح بذلك الدولة دوله.
نريد امنا وسلام ونعود إلى ما كنا عليه قبل ما حصل فنحن يمنيون ولسنا ارهابيون ليتم تهجيرنا والتعامل معنا بهذه الطريقة التي لم اتخيل في حياتي اني سأمر بها.