حسين الأحمر يصل صنعاء، وهلال يصل صعدة، والحوثيون ينقلبون على اتفاقهم مع جليدان ويصرون على تفجير منزل الأحمر بخمر
وصل عصر أمس الاثنين أمين العاصمة/ عبد القادر هلال, إلى مدينة صعدة قادماً من صنعاء جواً عبر طائرة خاصة أقلته لإتمام جهود الوساطة لرفع التوتر وإنهاء حالة المواجهات في حاشد بين القبائل ومسلحي الحوثي والذي من المتوقع أن تبدأ اليوم ـ جاء ذلك بالتزامن مع دخول الشيخ/ حسين الأحمر إلى العاصمة- عصراً قادماً من حاشد- ولم تشهد جبهات المواجهة- يوم أمس- منذ الظهيرة أي مواجهات تذكر.
ووسط تكتم شديد حول مجريات لقاءات هلال في صعدة- الذي من المفترض أن يلتقي فيها بـزعيم مليشيا الجماعة المسلحة/ عبد الملك الحوثي- لم ترد أي أنباء- حتى كتابة هذا الخبر- عن لقاءات هلال، واستغرق هلال في زيارته السابقة لصعدة لإنهاء المواجهات بين الحوثيين والسلفين ثلاثة أيام ليلتقي الحوثي ويسلمه رسالة من الرئيس هادي، وكمؤشر على سرية الزيارة ولقاءات هلال علّق أمين العاصمة مساء أمس- في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"- منوهاً إلى أن له صفحة واحدة وأنه يتم نشر أخبار ومنشورات كاذبة في صفحات أخرى تحمل اسمه وصفته عن دوره في الوساطة، وأكد هلال أن له صفحة واحدة تمثله دون سواها.
إلى ذلك عقد المئات من مشايخ القبائل اليمنية, اجتماعاً موسعاً في صنعاء تلبية لدعوة وجهها شيخ مشايخ حاشد/ صادق ابن عبد الله الأحمر، لتدارس الوضع في مناطق القتال بين مسلحي الحوثي والقبائل بعد سيطرة الحوثي على مناطق جديدة، وقالت قناة الـ"بي، بي، سي" إن الاجتماع بحث طرق الرد على الهجمات التي يشنها الحوثيون على مناطق حاشد، ودعا زعماء القبائل اليمنية- في الاجتماع- الرئيس هادي إلى وضع حد لهجمات الحوثيين ونزع أسلحة كل المليشيات وإخضاع من يرفض منها للقانون، وطالب المشايخ المجتمعون بتنفيذ قرارات مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، التي قضت بنزع أسلحة المليشيات بكل مناطق اليمن.
ميدانياً علمت "أخبار اليوم" من مصادر خاصة أن مليشيا جماعة الحوثي قد انقلبت على اتفاق أبرمته مع عدد من مشايخ حاشد ـ يوم أمس ـ عندما طالب الحوثيون بضرورة تفجير منزل الشيخ/ صادق الأحمر في خمر، ومنزل الشيخ العميد/ حميد القشيبي، في أهل بلحسين "ببني صريم" وكان عدد من مشايخ "بني صريم" وفي مقدمتهم علي حميد جليدان قد عقدوا صلحاً وتفاهمات مع الحوثيين ـ يوم أمس ـ بصورة مفاجئة وسمحوا لمسلحي الحوثي بالتنقل على الطريق العام في قلب حاشد ما بين حوث وخمر على طريق صنعاء ـ صعدة الدولي في منطقة يقدر امتدادها بنحو "25" كيلومتراً.
وعلى صعيد متصل وقعت قبائل العصيمات السفلى بالعشة على اتفاق مماثل مع الحوثيين وتقضي الاتفاقات على أساس خروج مسلحي الحوثي الذين هم من خارج المنطقة فيما تلتزم القبائل بتأمين الطريق للحوثيين والعكس، إضافة إلى أن يمارس كل طرف حريته في أنشطته.. وقالت مصادر للصحيفة إن الاتفاق وقعه عن مشايخ عذر والحوثيين مصلح الوروري- مدير عام مديرية قفل العذر- وأحمد فائد الدوحمي، فيما وقعه عن مشايخ العصيمات كل من ناصر سلطان أبو شوصا، وعلي بن علي اللعصة.. وتحدثت المصادر عن توقيع أحمد هادي الزجر ومشايخ آخرين من الطرفين على التفاهمات بينهما وفق المصادر.
وأكدت المصادر أن مليشيا جماعة الحوثي تسلموا جثث عشرة قتلى من أتباعهم بعد أن تم نبش قبورهم في جبل مصريخ ومعظمهم من صعدة وخولان، ورجحت المصادر أن من ضمنهم نجل القيادي الحوثي عبد الله عيضة الرزامي، الذي قتل الشهر الماضي في مواجهات وادي دنان.
ولفتت المصادر إلى أن جميع المشايخ الموقعين على الصلح والتفاهمات مع مليشيا جماعة الحوثي والذين سارعوا لفتح الطرق لمسلحي جماعة الحوثي كلهم من المشايخ المحسوبين على الرئيس السابق/ علي عبد الله صالح، ولم تستبعد المصادر أنما يجري على أرض حاشد يأتي في سياق التنسيق بين الرئيس السابق ومسلحي جماعة الحوثي وذلك لتمكينهم من الوصول إلى العاصمة صنعاء وفتح الطرقات أمامهم.
وأكدت المصادر أن هذا يأتي في سياق تحضيرات جماعة الحوثي لما تسميها بالمسيرة القرآنية إلى العاصمة صنعاء، والتي حشدت لها منذ أمس مئات المسلحين خرجوا على متن عشرات السيارات من صعدة باتجاه حاشد وهم في طريقهم إلى صنعاء وسط الحديث عن معلومات متداولة عن مخطط لإسقاط العاصمة صنعاء، والسيطرة على حكم البلاد.
يشار إلى أن تقارير أمنية صدرت العام الماضي أشارت لمخططات حوثية للاستيلاء على العاصمة وتحدثت بعض التقارير عن إحباط عملية واسعة للاستيلاء على صنعاء في مداخل العاصمة بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك الماضي.