خيارات محدودة للرئيس اليمني
قال محللون سياسيون إن خيارات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تبدو محدودة إزاء المطالبات برحيله وإسقاط نظامه، وإن تقدمه بمبادرات لإنهاء الأزمة تصل إلى طريق مسدود.
وأحدث مبادرة طرحها صالح اليوم الاثنين باستعداده لتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال ساعات، وأنه ينتظر أسماء المشاركين من أحزاب المشترك المعارضة، لكن ناطقا باسم المعارضة رفض ذلك وأكد أن المعارضة تصطف مع الشعب في مطالبته بإسقاط النظام.
كما التقى الرئيس اليمني اليوم بحشد كبير من علماء اليمن، وطلب منهم تدارس الوضع في البلد، والخروج برؤى تجنب اليمنيين سفك الدماء، وأبدى قبول أي مقترح منهم، مع إشارته إلى تعنت أحزاب المشترك، وأنهم يطلبون منه الرحيل، وأبدى استعداده للرحيل عبر انتقال سلس للسلطة وليس عبر الفوضى، حسب تعبيره.
في هذا السياق رأى رئيس مركز دراسات المستقبل فارس السقاف أن ثلاثة أطراف تتحكم بالمشهد اليمني حاليا هي الرئيس صالح وأحزاب المشترك والشارع الثائر.
فارس السقاف: خيارات الرئيس اليمني باتت محدودة ومبادراته تصل إلى طريق مسدود |
وقال السقاف في حديث للجزيرة نت إن "خيارات الرئيس اليمني باتت محدودة، ومبادراته تصل إلى طريق مسدود، وبات صعبا التعاطي معها، وهو لم يضع خيار الاستجابة لمطلب الشارع بالتنحي ضمن أجندته، فيما الشارع يصر على رحيله".
وأضاف "لقد كان مفاجئا للرئيس صالح أن يطلب منه الرحيل، وأن يصبح خيار الشارع إسقاط نظامه، ولذلك تجده يقول إن ما يردده الشارع هو تقليد لما جرى في تونس ومصر".
وبشأن مبادرة صالح باستعداده لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع المعارضة، قال السقاف إن ذلك كان ممكنا قبل أسابيع لو كان بدأ في تنفيذ مبادرته التي طرحها أمام مجلسي النواب والشورى وحوّلها إلى إجراءات عملية، وكان ممكنا ذلك قبل سقوط ضحايا برصاص قوات الأمن".
وأكد السقاف أن الخيار المتبقي هو أن يجتمع الرئيس اليمني بأحزاب المشترك، وبممثلين عن الشباب المعتصمين بالشارع، ويجلس معهم، ويقرر بالاتفاق معهم انتقال السلطة بطريقة سلمية، وبأقل كلفة، وتحديد الإجراءات والضمانات، وتوفير خروج آمن ومشرّف للرئيس صالح.
" عبد الفتاح البتول: هناك طريقتان للتغيير في اليمن، الأولى قيام الرئيس صالح بقيادة ثورة التغيير وإجراء إصلاحات حقيقية، وهذه الوسيلة كلفتها قليلة ونتائجها إيجابية. " |
من جانبه قال الباحث السياسي عبد الفتاح البتول في حديث للجزيرة نت إن التغيير في اليمن قادم لا محالة، وهناك طريقتان لذلك، الأولى قيام الرئيس صالح بقيادة ثورة التغيير وإجراء إصلاحات حقيقية، وهذه الوسيلة كلفتها قليلة ونتائجها إيجابية.
والوسيلة الثانية -حسب البتول- "ثورة شعبية وستكون كلفتها باهضة وكبيرة، خاصة بعد أن ظهر الرئيس صالح من خلال خطاباته أنه لن يسلم بسهولة، وقال إنه سيقاتل حتى آخر قطرة دم، مؤكدا أنه يمثل الشرعية الدستورية، كما خاطب القوات المسلحة باعتباره قائدا أعلى لها بالحفاظ على الثورة والجمهورية والوحدة".
واعتبر أن الثورة الشعبية ستؤدي إلى نتائج كارثية وفي مقدمتها انهيار الاقتصاد اليمني والدخول في فوضى عارمة. ومن جانب آخر ستكون هناك فرص مواتية لإعلان انفصال المحافظات الجنوبية، واستقلال الحوثيين بالمناطق الشمالية التي تحت سيطرتهم، ودخول البلد في حرب أهلية.
وفي كل الأحوال -يقول البتول- سيغادر الرئيس السلطة كونه أعلن عدم ترشحه، كما سقط مشروع التمديد والتوريث كنتيجة من نتائج ثورتي تونس ومصر، و"نأمل في انتقال سلمي للسلطة بأقل الخسائر، وتهيئة الميدان لمغادرة الرئيس السلطة بوسائل سلمية ووفق اتفاقات وضمانات وطنية وبما يحفظ أمن واستقرار ووحدة اليمن".