تفاصيل كشف جريمة "جثة الزوجة العارية"
تلقى قسم شرطة وادي أحمد بمديرية بني الحارث الأمانة بلاغاً من المدعو م.أ. الحسني بأنه وجد زوجته مقتولة في المنزل كان هذا في الساعة 4 عصراً من يوم الاثنين 19/8/2013م وقد حضر م.أ.الحسني بنفسه إلى قسم الشرطة لتقييد البلاغ وجاء في بلاغه أنه خرج صباحاً من منزله في حوالي الـ6 صباحاً للعمل في قطف القات بمنطقة أرحب وهذا هو العمل الذي يقوم به كل يوم عندما لا يكون في المعسكر- مستلم.
وتجدر الإشارة إلى أنه يعمل جندياً في القوات المسلحة وتعليمه متدن (ابتدائية) أما عمره فهو 25 سنة واستناداً إلى روايته فانه عندما وصل المنزل كان الباب مغلقاً وكان يسمع بكاء ابنته التي تبلغ من العمر 3 سنوات وعندما طرق الباب لم تفتح له زوجته فساوره الشك فقام بخلع الباب وفتحه عنوة ودخل إلى المنزل وهو ينادي زوجته نبيله.ح.ع لكنه لم يتلق منها أي رد فذهب إلى غرفة النوم ولم يجدها ففتش عنها في البيت وكانت المفاجئة أنه وجد زوجته نبيلة ممددة في الحمام عارية والماء ينسكب فوق جسدها من الحنفية المفتوحة فحاول تحريكها لكنه تأكد من أنها ميتة فقام بتغطية جسدها وحملها إلى الغرفة وجاء إلى قسم الشرطة للابلاغ.
تم تسجيل البلاغ وكان السؤال الأول الذي ألقاه عليه مدير مركز الشرطة والذي قام بتدوين البلاغ بنفسه هو: هل تتهم أحداً بقتلها؟ فأجاب بأنه يتهم إخوتها (أنسابه) بقتلها والسبب أنها فرت إليهم قبل أسبوع بسبب شجار حدث بينه وبينها وعندما ذهب لارجاعها رفضوا فقام بأخذ ابنته وعاد بها إلى البيت فما كان من زوجته إلا انها تبعته إلى البيت وتحدت إخوتها وانحازت إلى صفه.
قام مدير القسم المقدم حسين أحمد الحليسي بإرسال فريق المعمل إلى مكان الحادثة ورفع البصمات وكانت الجثة قد تم نقلها إلى غرفة النوم من قبل زوجها بحسب إفادته.
أما حالة الجثة فقد بدت عليها آثار الضرب والطعن بأداة غير حادة اتضح أنها عصى كبيرة من شجرة قات وكانت آثار الخنق واضحة على العنق وآثار غرس الأضافر واضحة أيضاً كما أن في عنقها آثار لحروق دائرية صغيرة ما يقارب خمسة عشر حرقاً اتضح أنها بسجارة، كما وجد في الحمام ملابس المجني عليها وهي مغسلة ومرمية في زاوية الحمام ومن ضمنها الملابس الداخلية، التي يبدو أنها كانت ترتديها عندما قتلت.
بدأ التحقيق في القضية لكشف ملابسات الجريمة وقد أجرى التحقيق مدير مركز الشرطة المقدم حسين الحليسي بعد نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى الجمهوري.
ومن خلال التحقيقات التي قام بها مدير القسم مع زوج المجني عليها وأقاربه وأقاربها أيضاً استطاع تحديد الجاني في وقت قياسي ومواجهته بالحقائق التي جعلته ينهار ويعترف بكل شيء فكيف كان ذلك.
أوضح المقدم حسين الحليسي أنه عبر سلسلة الاستجوابات التي قام بها جمع أكثر من 12 قرينة تدل على هوية القاتل فبعد استدعاء والد المجني عليها نبيلة.ح. الحسيني والذي يبلغ 60 عاماً وكان عند حضوره للقسم لا يعلم بأن ابنته نبيلة 20 عاماً قد قتلت وبعد إبلاغه وتعرفه على الجثة وجه اتهامه مباشرة لزوجها وقال بأنه دائم الاعتداء عليها بالضرب المبرح وأن لديه تقارير طبية من المستشفيات من حوادث اعتداء سابقة وتكرر نفس الكلام من أخوتها الذين تم احتجازهم في القسم لإجراء التحقيقات وقد وجهوا اتهامهم لزوجها.
ومن خلال جمع الاستدلالات وسماع أقوال الشهود من جيران المجني عليها في منطقة وادي أحمد بمديرية بني الحارث أكدوا أنهم لم يلاحظوا أي أمر ملفت للنظر أو يسمعوا صراخاً من داخل المنزل، كما شهد أحد الجيران وقد كان يقوم ببعض الأعمال امام منزل م. الحسني منذ الصباح وحتى الظهر أنه لم يشاهد أي أحد يدخل أو يخرج من المنزل.
ومن خلال التحقيق مع زوج المجني عليها لم يستطيع تحديد المكان الذي قال بأنه ذهب لقطف القات فيه في هذا اليوم وأكتفى بالقول أنه ذهب مع مبزغين لا يعرفهم إلى مكان لم يذهب إليه من قبل وهذا ما جعل دائرة الشك تحوم عليه وأصبح متهماً، أما ما جعل القضية تتكشف أكثر فهي شهادة أحد اخوان المتهم فقد قال إنه تلقى اتصالاً من أخيه م.الحسني في الساعة 12 ظهراً يخبره أنه عاد إلى المنزل فوجد زوجته مقتولة فهرع إليه ليتبين الأمر وعند دخوله المنزل أخبره أخيه أن زوجته في الحمام فذهب للنظر فوجدها لازالت هناك ممددة وعريانة، فقال لأخيه: غطيها فغطاها ونقلها إلى الغرفة، كما أنه لم يشاهد أي حنفية مفتوحة كما أخبر بذلك زوجها أثناء استجوابه، كان هذا في الساعة 12 ظهراً، كما شهد أخو المتهم، فلماذا تأخر البلاغ حتى الرابعة عصراً..يقول المتهم أنه حاول التواصل مع بقية اخوته للحضور والذهاب معه إلى القسم لتقديم البلاغ إلا أن هواتفهم كانت مغلقة فاضطر للذهاب إلى منازلهم وهذا ما جعله يتأخر ومع ذلك فقد رفضوا الذهاب معه لقسم الشرطة.
من خلال معاينة مكان الحادثة وهو منزل المتهم أكد تقرير المعمل الجنائي أموراً تناقضت مع إفادة زوج المجني عليها مما يرجح أنه هوالقاتل من تلك الأمور: أن الباب لم يكن مخلوعاً ولا توجد عليه أي آثار للعنف بينما المتهم قد أدعى انه خلع الباب ليستطيع الدخول.. وجدت قطرات دم في الصالة التي تفصل بين غرفة النوم والحمام كما لوحظ آثار فوضى في غرفة النوم مما يدل على أن جريمة القتل قد تمت في الغرفة ثم نقلت إلى الحمام لماذا؟.
والدليل هو آثار الدماء في الصالة كون الجثة تم سحبها سحباً ولم تحمل فلماذا نقلها إلى الحمام.
أكد الجيران أنهم لم يسمعوا صوت خلع الباب ولم يصدر صراخ من زوج المقتولة أو أنه استغاث بهم عندما اكتشف أن زوجته مقتولة بحسب ادعائه.
كما أوضح مدير قسم الشرطة أنه بعد أن أودع المدعو م.الحسني زوج المجني عليها في غرفة الحجز قام بمراقبة حركاته فوجده يقضم أضافر ويقصها بفمه لأنها كانت طويلة وقد تركت آثار على رقبة المجني عليها.. تم مواجهته بكل تلك القرائن كما تم المقارنة بين التقارير الطبية التي أحضرها والد المجني عليها وهي تقارير تصف اعتداءاته السابقة عليها فوجد أن ما ذكر في التقارير من اعتداءات مطابقة لاعتدائه الأخير الذي أودى بحياتها مثل الضرب بالعصى والحرق ومحاولة الخنق.
أخيراً انهار المتهم وأعترف انه اعتدى على زوجته في الساعة الخامسة فجراً من ذلك اليوم بالضرب، وعندما بدأ بخنقها كانت تقاوم مما ترك آثاراً في وجهه وكان قد لاحظ هذا الأمر مدير قسم الشرطة سابقاً.
ثم خنقها وعند محاولة المقاومة كان يحرقها بالسيجارة وبعد أن تأكد من موتها سحبها للحمام وجردها من ملابسها وقام بغسلها حتى يمحوا البصمات وكذلك غسل ملابسها كما قام بغسل ملابسه أيضاً وقد وجدت معلقة على حبل الغسيل، حاول إخراجها من المنزل ودفنها أو رميها أمام منزله لكنه لم يمكن من ذلك بسبب تواجد الناس بشكل كبير بسبب عرس أحد الجيران، ظل قابعاً في المنزل ولم يخرج منه حتى حضر أحد اخوانه الذي اتصل به، ثم ذهب في الرابعة عصراً إلى قسم الشرطة للإبلاغ واختلاق القصة التي سرعان مع تم كشف كذبها وتم إدانته بالادلة.