اخبار الساعة

فضائيات الضاحية الجنوبية و قاموس السيد .. حقيقة النفوذ الإيراني في اليمن

اخبار الساعة - متابعات بتاريخ: 03-04-2014 | 11 سنوات مضت القراءات : (6935) قراءة

يرى كثير من اليمنيين أنّ إيران تدعم الحوثيين في شمال بلدهم وتدعم الانفصاليين في الجنوب، فيما يعتقد آخرون أنّ السعودية تحاول أن تترجم الحراك الحوثي والجنوبي إلى مفردات تدخل إيراني. فهل اليمن ساحة صراع سعودي إيراني؟

 

” الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا “، هي ترجمة لشعار يتردد بمفردات فارسية في ساحات ومساجد إيران منذ قيام ثورتها الإسلامية في عام 1979، وهذه الكلمات باتت تُسمع اليوم في ميادين ومساجد وتجمعات صعدة بشمال اليمن، بل يطلقها مقاتلو الحوثيين في صولاتهم على الجيش اليمني. هذا ما نقله الصحفي اليمني علي الجرادي في حواره من صنعاء مع DW عربية مستدلا من تشابه الشعارات على أنّ إيران تتدخل في الشؤون الداخلية لبلده.

 

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد دعا في 31 آذار/ مارس 2014 إيران إلى وقف دعمها للانفصاليين في جنوب البلاد وللجماعات الدينية في شمال اليمن، وقد نقلت صحيفة الحياة اللندنية هذه التصريحات، وبدوره أشار الصحفي الجرادي إلى هذه التصريحات كدليل يدعم اتهاماته لإيران بالتدخل في شؤون بلده، مضيفا أن “هناك باخرتين إيرانيتين ضبطتا وهما تحملان السلاح إلى اليمن وقد عرض التلفزيون الرسمي اليمني فلما عنهما، كما أنه تم ضبط خلية تجسس إيرانية في اليمن وأعلن ذلك رئيس الجمهورية في حديثه مع قيادات الجيش”.

 

د. علي رمضان الأوسي الناشط في شبكة المراقب الدولية تحدث إلى  DW عربية من مكتبه في لندن نافيا ما وصفه بقصة سفينة الأسلحة الإيرانية التي ضبطت في اليمن ومشيرا إلى أن التحقيقات “كشفت بوضوح مصدر تلك الأسلحة التي نقلت بالطائرات ثم شحنت بالسفن إلى القوى المسلحة المتصارعة في سوريا” دون أن يشير إلى المصدر كما لم يسم القوى المسلحة المستفيدة من تلك الأسلحة، معتبرا أن كل التهم الموجهة إلى إيران تفتقد إلى دليل.

 

” فضائيات إيرانية تدعم الحوثيين والانفصاليين الجنوبيين تبث من لبنان”

 

تصريحات الرئيس اليمني قد تسبب مزيدا من التوتر في العلاقات بين اليمن وإيران التي نفت مرارا تدخلها في شؤون اليمن، رغم أن المصالح الإيرانية في اليمن قد تعرضت لاعتداءات متكررة، إذ اختُطف مسؤول بالسفارة الإيرانية في العاصمة صنعاء في وقت سابق من عام 2014، فيما أُصيب دبلوماسي إيراني آخر بجروح بالغة اثر مقاومته مسلحين كانوا يحاولون اختطافه.

 

وفي معرض حديثه عن تفاصيل التدخل الإيراني في شؤون بلده، كشف الصحفي علي الجرادي عن وجود فضائيات تتكلم باسم ما وصفها بالحركة الانفصالية في جنوب البلد وباسم من وصفهم بـ”الحوثيين” في الشمال، مؤكدا أن هذه الفضائيات تبث من لبنان وتشرف عليها وتموّلها المخابرات الإيرانية، حسب قوله.

 

وفيما يبدو المشهد متداخلا في اليمن، ويصعب على المراقب فرز المواقف وتحديدها، بوجود التغيرات السياسية المتعاقبة، وبإعلان اليمن دولة أقاليم فدرالية، وهو مبدأ رفضته مجموعة علي سالم البيض في الجنوب، يُحرز الحوثيون تقدما مضطردا، وقد نقلت وكالات الأنباء أخبارا عن اقتراب مقاتليهم من العاصمة صنعاء، وتهديدهم بنقل المعارك إليها، وهو ما أكده الصحفي علي الجرادي مشيرا إلى أن الحوثيين قد وصلوا إلى مسافة 40 كيلومترا عن العاصمة، لكنه استدرك نافيا أن يكون اقترابهم إلى هذا الحد منها يشكل تهديدا لها.

 

“الاتهامات بتدخل إيران في اليمن هي جزء من الحرب الدعائية السعودية”

 

أما د. الأوسي فقد أشار إلى أن “الاتهامات بتدخل إيران في شمال وجنوب اليمن هي جزء من الحرب الدعائية السعودية، لاسيما وأنّ المملكة العربية السعودية نافذة في داخل اليمن، وهي تسعى إلى أن تغطي على هذا التدخل فتلقي بالتهم على إيران وعلى غيرها”.

 

الصحفي علي الجرادي لم ينفي وجود تدخل سعودي في شؤون بلده، لكن كشف في الوقت نفسه أن إيران تتدخل بمد اذرعها العسكرية وتدعم الفصيل الجنوبي الذي يقوده رئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض متوخية تحقيق السيطرة على مضيق

 

عدن البحري الاستراتيجي بغض النظر عن عدم وجود موقف مذهبي يجمعها بمواقف الفصيل الجنوبي الانفصالي، على حد تعبيره. فيما رفض الأوسي هذه المزاعم مشيرا إلى أن قضية صعدة ومشكلة عدن قديمتان جدا، نافيا أن يكون لإيران أي علاقة بهما، ومؤكدا على أن أهل عدن والجنوب ليسوا على مذهب الجمهورية الإسلامية في إيران لكي يمكن اتهام الأخيرة بدعمهم.

 

من يتابع وسائل الإعلام الإيرانية يرصد بسهولة مفردات الخطاب الذي يوجهه هذا الإعلام، والذي يستهدف في الغالب تسليط الضوء على الحرب في شمال اليمن، معتبرا إياها استهدافا تدعمه السعودية للحوثيين ( وهم من الطائفة الزيدية إحدى فرق الشيعة)، وهو ما يعتبره كثيرون دعما للمشروع الحوثي في شمال اليمن. لكن د. الأوسي، علّق على هذا الأمر بالقول ” إن لغة الإعلام الإيراني لا يمكن اعتبارها تدخلا، بل هي انتصار لمظلوم يذبح من غير حق”، وأورد في هذا السياق مثالا عن الدعم الإعلامي الفرنسي والبابوي للمسيحيين في سوريا، متسائلا ” هل يمكن اعتبار هذا الدعم تدخلا في الشأن السوري”؟

المصدر : دوتشيه فيليه
اقرأ ايضا: