مراجعات السياسة السعودية
بدأ الساسة في المملكة العربية السعودية يشعرون بالقلق بعد تسريب معلومات عن رضا دولي بقيام دولة شيعية في شمال اليمن (الاستراتيجية الدولية في المنطقة العربية تقوم على توظيف الصراعات، المساعدة في انقسام المجتمعات، دعم الأقليات، سلطات ضعيفة محتاجة للدعم الخارجي).
ربما الاجتهاد الشخصي للبعض في المملكة دفع في لحظة سوء تقدير إلى مناكفة (السلطة وحزب الإصلاح وبيت الأحمر) بتقديم نوع من الدعم بطريقة غير مباشرة للحوثي عن طريق صالح وبعض الشخصيات المرتبطة بالمملكة، لكن الحساب الختامي يخلص لنتيجة مخيفة: (قيام دولة إيرانية على مساحة كبيرة شمال اليمن وجنوب المملكة، حيث النفط والأقلية الشيعية).
خسارة محضة للمملكة بوجود منصة اطلاق إيرانية في خاصرة المملكة؛ ومحضن اجتماعي للأقليات الشيعية في المملكة والخليج، خصوصا أن حركة الحوثي مثلت جسر العبور للشباب الشيعة الملتحقين بالتدريب العسكري في بعض الجزر على شاطئ البحر الأحمر.
أي سياسة سعودية أو خليجية لا تأخذ في حسبانها أن اليمن عمقها الحضاري والفكري والأمني فأنها تجني على أمنها القومي أولاً وليس على اليمن فحسب. إنها لعنة الجغرافيا التي لا مفر منها.
لا يمكن إلقاء اليمن في البحر، هي مصدر أمنكم، أعيدوا رسم الخرائط. إذا كانت إيران تتعانق مع الشيطان الأكبر حسب أدبياتها؛ أفلا تعيدون النظر في مسلمات تجاه الركون للغرب كمظلة آمنة؛ وتجاه سياساتكم في محيطكم ومع جيرانكم وأشقاءكم.
في حال استمرت السياسات السعودية تجاه محيطها دون تغيير فأن الأمواج قد تدفع باتجاه إيران لتحقيق مكاسب جديدة وتحالفات أوسع في المنطقة.