فساد حاشية الرئيس ... وما خفي أعظم !!
تقريبا ان الرئيس الانتقالي هادي اكثر رؤساء العالم عين مستشارين له لشئون كل شيئ ولم يعلموا بشيئ ، حاضرين غائبين مغيبين هم في وادي والرئيس في وادي اخر
هكذا يبدوا الوضع عمليا من خلال الازمات المتتالية بسبب غياب الرؤية لدى الرئيس وبسبب استفراده بالقرار مستندا على القرار الاممي 2140 وعلى بركات المبروك جمال بن عمر
شكليا يوجد نخبة من المستشارين للرئيس هادي وخاصة ان كثير من المستشارين هم زعماء القوى السياسية المشاركة بحكومة الوفاق الوطني وهذا ما يسهل على الرئيس كثير من التعقيدات التي تواجهه
لكن اذا نظرنا لواقع الازمات والتأزم المتواصل نلاحظ ان الازمات تعود اسبابها تتعلق بتصرفات هادي واحتكاره للقرار ومحاولة فرضه على باقي شركاء المرحلة وتحديدا القوى السياسية التي اختارهم هادي مستشارين له
من عندهم بعلم بدهاليز قصر الستين يؤكدون ان هادي على مسافة بعيدة جدا من مستشاريه وان اختيارهم جاء كثقافة اكتسبها هادي من سلفه الذي خلعته ثورة الشباب ومنح هادي الثقة لتولي مهام المرحلة الانتقالية للانتقال الامن والصحيح الى المستقبل، هذا هو الشعار العام لكنه لم يتجاوز عمليا مستوى الشعار، فالدولة تدار بعقلية الثقافة المكتسبة من العهد السابق وهادي يجيد استنساخ بعض اساليب سلفه من حيث الشكل والهيئة ويعجز عن ادارة تلك الاساليب كما كان لسلفه الذي يعد بارعا الى درجة كبيرة في استنباط المشكلة والحل
هادي يحظى بكتلة مستشارين لديهم خبرات واسعة في حل اغلبية المشاكل المسيطرة على الحال في اليمن لكن هذه الخبرات تصطدم بتحجر هادي الذي يعتقد - خطأ - انه لو نفذ واحدة من استشارات مستشاريه سيقولون انه ضعيف وهو كذلك لكنه الوحيد الذي لم يدرك هذا ويتوقع ان مكانته ستضعف امام هؤلاء المستشارين
هادي بعيد عن مستشاريه الرسميين ويحاول الابتعاد عنهم او الاجتماع بهم وكلما طلبوا فرصة للاجتماع به يختلق ازمات عمل ومواعيد كثيرة ويكتفي استقبال استشارات مكتوبة لاتلقى الاهتمام المطلوب ونادرا ما يؤشر على بعضها بقلمه لاحالتها على السكرتارية او فريق اخر
ما ينقله العالمون بالامر عن اسلوب ادارة هادي للبلد يمثل مأساة حقيقية ويكشف اللثام عن المستور لتتضح حقيقة العجز وسيطرة المزاج الشخصي لهادي اضافة الى ذلك وجود مستوى من العبث الكبير حول هادي من اشخاص لم يستوعبوا حجم المسئولية او المؤسسة التي يعملون فيها وهؤلاء الاشخاص يمثلون مانسبته 70% من اخطاء مؤسسة الرئاسة ويشكلون لوبي ضاغط على هادي لاقناعة بسلامة تلك الاخطاء وكما ينقل العليمون بالامر انه اذا وصلوا معه الى طريق مسدود فإنهم يذكرونه بتصرفات سلفه وكيف كان يغامر ويتبنى هذا " الشيئ المراد تقبله من هادي " الى درجة انهم يقنعوه بكيفية الرد على اي طرف اذا حدث وسأل عن ذلك الشيئ فإنهم يعلموه بأن يبهرر ويقول بما معناه " انا عارف ايش بسوي وعارف مصلحة البلد كويس " والعهده على الراوي
مساوئ الممارسة التي يمارسها رجال الدائرة الضيقة حول الرئيس تمثل النسبة الاكبر من مشاكل سوء ادارة الدولة نظرا لارتباط هؤلاء بعلاقات شخصية وعلاقة منافع مع اشخاص وقوى خارج القصر فهؤلاء هم وراء كثير من التعيينات لمناصب الدرجة الثانية والثالثة سواء والكثير منها قرارات غير معلنة خاصة لوكلاء المحافظات ونواب ووكلاء المؤسسات والشركات الحكومية وهم وراء كثير من التعيينات التي يصدرها الوزراء في وزاراتهم او مؤسسات حكومية حيث يقومون بإجراء اتصالات عبر اشخاص معروفين في الرئاسة او القيام بزيارات مباشرة للمسئول المعني وهو يعتبر الاتصال او الزيارة كرت في الجيب الى حين الحاجة ، هؤلاء تسببوا بعرقلة كثير من التعيينات خاصة الدماء الجديدة وبالاخص المحسوبين على شباب الثورة حيث يقومون بنقل معلومات عبر من يثق بهم من حوله ويقنعونه بالدلائل التي يريدها ( اسأل فلان واتصل بفلان ووو)
معلومات خاصة تقول ان الدائرة المحيطة بهادي تعرضت لاختراق كبير ومن هذه الاختراقات اختراقات استخبارية لصالح جهات خارجية اما الاختراقات لصالح مراكز محلية فحدث عنها ولا حرج ويأتي بالمركز الاول في اختراق هذه الدائرة هو الرئيس السابق الذي يعد اختراقه للدائرة القريبة من هادي تمثل اكبر عائق يصعب اصلاحه وهذا يسبب لهادي هم كبير ومصدر ازعاج ، اضافة الى اختراقات لصالح الحوثي وهو ما يسميه العليمون بشئون القصر " الاختراق المزدوج "
نستنتج من هذا الوضع المزري والمخجل ان دور المستشارين مغيب بسبب وجود هذا الطبقة وان هادي فضلهم على المستشارين الرسميين وان اكثر الناس استشارة لهم لا يتجاوزون عدد اصابع اليد وعلى رأسهم محمد حيدرة مسدوس الذي يعتبره هادي العليم بشئون الجنوب كلها اضافة الى اللواء محمد ناصر احمد ومكاوي وبن مبارك وعبد القادر هلال واكثر الناس تأثيرا عليه هما مسدوس ومحمد ناصر وان المقربين من حوله يستعينون ببعض هؤلاء لتمريرها من عند هادي واولاده اكثر الذين يستعينون بهؤلاء المستشارين
الدائرة المحيطة بهادي هي التي اساءت علاقته بالقوى الشريكة لهادي وهي من تتولى عملية التعبئة الخاطئة وهي من تتولى كثير من التسريبات التي تنعكس سلبا على هادي ، الى درجة انهم يسربون معلومات مغلوطة عن اطراف وقضايا معينة بهدف تقديمه كدليل لاقناع هادي وعلى ضوء هذه القناعة يبنى عليها التعامل والقرارات
وعند كل خطأ يخرج للعلن يقدمون انفسهم له كفدائيين وكحاملين للعناء ويقدم هذا عبر بعض من ذكروا سابقا كمستشارين واقعيين والرابط بين كل هذه الشبكة هي المصالح والمنافع وتحقيق اعلى نسبة من العوائد من كل مؤسسات الدولة وهذه الدائرة اصبحت تمثل اكبر منتج للاخطاء الاستراتيجية وانها تلعب بالنار التي تشتعل في كل مكان في اليمن