اخبار الساعة

محاولات بائسة لشيطنة الاصلاح!

اخبار الساعة - متابعات بتاريخ: 23-04-2014 | 11 سنوات مضت القراءات : (3615) قراءة

افتتاحية الاصلاح نت : المحرر السياسي

 

على حين غفلة من الشعب وصلتم وفوق آلامه قعدتم, وعلى الفور ذهبتم تحتكرون السلطة وتنهبون الثروة وتعيثون فسادا, ثم لم تلبثوا أن تمالئتم على قتل البسمة في شفاه الكادحين والمقهورين الذين خُدعوا بكم, فلم تكونوا أهلا لثقتهم ولما يكن الشعب رهانكم ولا الرفاه مشروعكم ولا الديمقراطية خياركم ولا الحرية سبيلكم, بل لقد سلكتم مسلكا آخر ووطئتم ذلك كله بأقدامكم, فيما ظل الوطن المنكوب بكم خارج حساباتكم، وحين لفظكم الشعب عدتم تتباكون عليه بعدما بدلتم جلودكم.

 

وها أنتم اليوم تُبدون حسرتكم وجزعكم عليه, فيما سكاكينكم ما تزال تقطر من دمه. شياطين الإنس أنتم، الأشد فتكا وتدميرا للوطن والأكثر احترافا للدجل والتضليل وتزييف الوعي, تتواصون بالإثم والعدوان ويوحي بعضكم إلى بعض زخرف القول غرورا وزورا، لإشاعة الفتنة ونشر الفوضى وزعزعة الاستقرار، مستغلين وجودكم في السلطة للإساءة إليها وتجميل قبحكم، لكنكم واهمون.

 

شياطين الإنس هؤلاء, من الذين فقدوا كراسيهم ومصالحهم فلجأوا لعقد الصفقات والتحالفات المشبوهة في الداخل والخارج بغية استعادتها, ما فتئوا يحاولون بكل وسيلة شيطنة الاصلاح وتشويه مواقفه انتقاما من أدواره الوطنية وردا على انحيازه لمصالح الشعب وثورته السلمية, لكنهم يخطؤون حين يظنون أن بوسعهم إقناع الشارع بأكاذيبهم، فحبل الكذب قصير ووعي الناس تجاوزهم.

 

يُصّر أعداء التغيير المنسابين داخل الدولة العميقة على أن يظلوا يقتاتون من أزمات البلاد، ويأبون إلاّ أن يكونوا جزءا من مشكلاتها, مستمرئين  التآمر عليها ومستخدمين معاول الهدم الطائفية والمذهبية والسلالية في تخريبها وتمزيقها, وهم لا يألون جهدا في الزج باسم الاصلاح في كل الصراعات والأزمات التي يفتعلونها, حتى أنهم يُحمّلونه كل مساوئ حكمهم الكارثي الممتد لأكثر من ثلاثة عقود, في واحدة من أقبح صور التزوير الفاضح للتاريخ اليمني المعاصر وأكثرها استخفافا بعقول اليمنيين.

 

بيد أن المواطن اليمني يعي جيدا من يقف وراء النكبات المحيطة ببلده, ومن يقف وراء أزمة الوقود المفتعلة ويحاول توظيفها لمآرب سياسية دنيئة, ويدرك كذلك بحسه السياسي من يقف وراء عصابات التقطع وجماعات العنف ومنفذي الاغتيالات وخاطفي الأجانب ومخربي أنبوب النفط وشبكة الكهرباء, ويعلم يقينا من الذي ينفخ في نار الفتنة الطائفية والمذهبية ويوفر الغطاء السياسي للجماعات الإرهابية المسلحة لتقتل اليمنيين وتستبيح حرماتهم وتروعهم في مناطقهم. يعرف المواطن البسيط من هم الذين يحاربونه في قوته ومعاشه، ومن يحاربون ثورته السلمية ويشنعون عليها، ومن يعيقون الانتقال السياسي ومخرجات الحوار الوطني, ومن يقفون حجر عثرة أمام استكمال أهداف ثورته الشعبية ويتحينون الفرص للانقضاض عليها والعودة باليمن إلى الوراء.

 

لذلك كله، يجدر بأولئك المشدودين للماضي، الحالمين بوقف عجلة التغيير، أن يكفوا عن شيطنة الاصلاح ودمغه بكل نقيصة ومحاولة محاصرته والتضييق عليه واستعداء الداخل والخارج ضده لإقصائه من المشهد السياسي, فالإصلاح ابن هذه التربة وجذوره عميقة فيها، إنه شجرة طيبة في هذه الأرض أصلها ثابت وفرعها في السماء، وهو ليس لقمة سائغة كما قد يظنّ البعض، ولا يمكن بحال تهميشه أو تجاهل دوره وسيبقى شريك رئيس في الحياة السياسية وفي عملية التغيير مع شركاء الداخل والأطراف الإقليمية والدولية الراعية للمبادرة التي تقر بدوره وتعدّه ضروريا لنجاح المبادرة. فيما أولئك المنغمسين في صنع الأزمات التواقين للعودة إلى الماضي بحاجة لمن يُذكرهم أن الشعب اليمني والمجتمع الدولي والمحيط الإقليمي مجمعون على ضرورة  طيّ عهدهم وإنهاء دورهم كأمر حتمي لنجاح عملية التحول والانتقال السياسي في اليمن.

 

وعطفا عليه، فعلى تلك القوى المنشغلة بالإصلاح ونسج المؤامرات حوله أن تصرف جهدها لبناء الوطن عوضا عن اهداره في ما لا طائل منه، وأن تجعل من نفسها لبنة في صرح اليمن الجديد الذي بات محط أنظار العالم, وهو ما يقتضي بالضرورة التصرف بمسئولية وطنية وأخلاقية ودينية من قبل كل القوى الشريكة في التسوية السياسية للدفع بعملية التغيير التي ما عاد بوسع أحدا اعتراضها مهما تلبسته أوهام القوة والغلبة, فهذا الوطن لم ولن يكون لغير أبنائه المخلصين الذين منحوه أفئدتهم وبذلوا لأجله أرواحهم, وهو لن يكون لمخلفات الماضي وبقايا نظام ظنوا أن بوسعهم توريثه, ولن يكون كذلك لأي فئة أو جماعة أو حزب أو فرد يحاول تطويعه لرغباته ونزواته وإحالته إلى مجرد مشروع صغير أو رصيد شخصي يمكن أن يصب في جيبه أو في حسابه الخاص.

المصدر : الاصلاح نت
اقرأ ايضا: