كأنك في زيارة للجحيم
ظلام دامس يخيم على كل ما هو خلف بوابة المطار الخارجية.! الشوارع والبيوت وحتى اضواء معظم السيارات بينما تعج معظم المحلات المفتوحة بالفوانيس والكشافات..! الحمد لله على السلامة-قالها بفرح مصطنع وابتسامة عريضة حاول بها جاهدا أن يخفي غصة كانت تشع من وجهه كهرمون الأدرينالين..
لكنه أستطرد حديثه :لو كان تأخرت يوم واحد كان استقبلتك بحمار .! ما بش بترول .!هههههههههههههههه قاسمته ضحكته وأنا على يقين أن قلوبنا تبكي... تماما كما يرقص الطير مذبوحا من الالم ... بمرورك بالشوارع تشعر أنك استثناء وأن القاعدة أن تكون ضمن طابور السيارات أمام كل محطة ...
كل الناس تنشج نشيجا محزنا تئن له العظام وتتأفف مخنوقة من كل شيء _ليس هناك ما يبعث على التفاؤل وكل يوم أسود وألعن من اليوم الذي قبله...
طيب موافقين يخلوا البترول بالسعر العالمي والتجار يستوردوه من الخارج بس يكون متوفر طفشنا يا ناس وختم حديثه بشتيمة ما لهاش حل.!
هكذا كان يخاطب أحدهم صاحبه عند باب الكافتيريا التي وقف عندها صاحبي عملا بكرم الضيافة بواحد ليمون بالحليب فعاد بخفي حنين (الكهرباء طافي وما فيش ماء بارد لننصع منه عصائر) .!!
على بعد خطوة مر مجنون يغني للفنان فؤاد الكبسي ما نزلتك بير العزب بين الشموس الحامية فأحسست أنه محظوظ جدا وسط كوم المآسي الذي يعيشه المجتمع ككل..
حيثما وليت وجهك تجد اللون الأحمر دماء وأشلاء وجثث وحتى إن حاولت الهرب من ذلك بالنظر للقصور والفلل فستجد أيضا آل الاحمر يحكمون ويتحكمون ويأكلون ويشربون ويخزنون وينامون ويسافرون ويسرحون ويمرحون والشعب هنااااااك حيث العذاب والالم يصفق أيضا بحماس منقطع النظير في ظاهرة حيرت كل اصحاب العقول فالجمهور يحيي جلاده لابسا خوذته وبندقه استعدادا للدفاع عنه ضد كل من يضمر له شرا أو يحاول الاقتراب من طبقه.!
أدركت فعلا مقولة الشهيد الثلايا_ شعب اردت له الحياة فأراد لي الموت....
إن قلنا الوضع مزري وسيئ فنحن نسفهه ونعطيه أقل من حجمه لأن ما يعانيه المواطن اليمني فعلا يفوق قدرة مفردات اللغة على التعبير عنه ولو الاديب العالمي ماركيز زارها أو عاش فيها يوما لما ودع العالم برسالة الحب العظيمة التي حث فيها الناس على حب الحياة والتلذذ بها .!.
لكان نظر نظرة شزرا إلى السماء ونطق بلغتنا العربية _رب اقبض روحي يا منعاه