افتتاح الاجتماع الدولي الثالث لأتباع الطريقة التجانية بفاس
في فاس بدأ أتباع الطريقة التجانية بفاس،يوم الأربعاء الماضي بفاس، اجتماعهم الدولي الثالث، لمناقشة مستقبل هذه الزاوية الصوفية ووسائل تعزيز دورها في تضامن الأمة وإشعاع الإسلام المعتدل والوسطي. وتميز الافتتاح الرسمي لهذه الجلسات بتلاوة الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين إلى مئات الشيوخ الصوفيين والعلماء والباحثين والأتباع ومريدي هذه الطريقة وكذا شخصيات دينية مرموقة من خمسين بلدا، خاصة منها البلدان الإفريقية والعربية الإسلامية، الحاضرة بفاس التي تأوي ضريح مؤسس هذه الزاوية العارف بالله الشيخ سيدي أحمد التجاني.
وأكد جلالة الملك، في هذه الرسالة، أن المغرب ظل "الحصن الحصين للإسلام في الشمال الغربي لإفريقيا، والمنارة التي انطلقت منها أنوار الهداية إليه، إلى كافة ربوع البلدان الإفريقية جنوبي الصحراء، بتوجيه ملوكه العظام وعلمائه الهداة الأعلام، وصوفيته العارفين، الجامعين بين الشريعة والطريقة والحقيقة". كما أبرز جلالة الملك "ما كان للطريقة التجانية بالربوع الإفريقية جنوبي الصحراء والساحل الغربي، وعلى امتداد الآفاق مشرقا ومغربا، من دور كبير في نشر الإسلام وتصحيح عقيدته، والدعوة إلى مكارم أخلاقه".
وشددت الرسالة الملكية على التزام صاحب الجلالة، أمير المؤمنين، "بالسهر على الفضاء الديني، وترسيخ قيم الإسلام السمحة في الوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف الأعمى، والتسييس المغرض للدين".
ويأتي هذا الاجتماع في أعقاب الاجتماعين اللذين انعقدا في 2007 و2009 بمناسبة إحياء الذكرى المائوية لرحيل الشيخ سيدي أحمد التجاني. وبالنسبة للمنظمين، فإن هذا اللقاء ينعقد في وقت أبان فيه مريدو الطريقة التجانية في العالم كله عن وعي متجدد بمسؤوليتهم إزاء الأمة، مضيفين أنه ينبغي لمريدي الشيخ سيدي أحمد التجاني "تعزيز عملهم وتعزيز مجهود التأمل التربوي طبقا لأسس هذا الطريق الصوفي والسني، ومبادئه القائمة على الوفاء والإخلاص والمحبة".
ويعرف هذا اللقاء مشاركة حوالي ألف ممثل للطريقة التجانية من 47 بلدا في العالم سيجتمعون على مدى ثلاثة أيام في مقر الزاوية التجانية الكبيرة بفاس، الزاوية المرجعية لكل تجانيي العالم، حيث أسس الشيخ سيدي أحمد التجاني الطريقة وأرسى دعائمها، ومنها امتدت هذه الطريقة الصوفية لتنتشر في عدة بلدان.
ويلتئم شمل المشاركين لتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وإنشاد أمداح نبوية ومتابعة ندوات تتناول الجانب الروحي والوضعية الحالية لهذه الطريقة الصوفية التي تقوم على اتباع السنة النبوية المطهرة والابتهال إلى الله تعالى والتبرك برسوله وتلاوة القرآن الكريم وأداء الصلوات الخمس جماعة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفض كل أشكال العنف والتطرف.
كما سيتم تنظيم أوراش خلال هذا الملتقى الدولي "لمناقشة وبلورة برنامج بيداغوجي وتربوي واجتماعي يعتمده جميع تجانيي العالم، وذلك من أجل تمكين الطريقة من افتتاح مرحلة جديدة من تخطيط الأعمال للزاوية في العالم بتعاون وثيق مع مشيخة الطريقة التي توجد في فاس " حسب المصادر ذاتها.
وسيشكل منتدى فاس أيضا مناسبة لإبراز الدور الذي قامت به هذه الزاوية من أجل تعزيز علاقات الصداقة والأخوة بين الشعب المغربي وشعوب إفريقيا جنوب الصحراء والسهر على استمرارية خطاب المحبة واليسر والتضامن بين الشعوب الذي دعا له مؤسسها الجليل.