اخبار الساعة

تحذير لبنغازي بعد مصراتة

اخبار الساعة - صباح الذيباني بتاريخ: 17-03-2011 | 14 سنوات مضت القراءات : (4585) قراءة

تعرضت مدينة مصراتة غربي ليبيا لهجوم عنيف من قبل الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي الأربعاء في محاولة لاستعادتها من الثوار الذين تمكنوا كذلك من صد هجوم آخر على مدينة أجدابيا شرقا ووقف زحف كتائب القذافي نحو معقل المعارضة الرئيسي في بنغازي التي حذرت الكتائب سكانها من هجوم وشيك.

فقد تمكن الثوار في مدينة مصراتة (الواقعة على بعد 208 كلم شرق العاصمة طرابلس) من صد هجوم عنيف لكتائب القذافي انطلق صباح الأربعاء من ثلاث جهات، وألحقوا بها خسائر في الأرواح والمعدات.

وقال شاهد عيان من مصراتة للجزيرة نت إن كتائب القذافي بدأت هجومها على المدينة بقصف عشوائي بالمدفعية والدبابات والقذائف الصاروخية باتجاه المدن والأحياء السكنية لبث الرعب في صفوف الثوار وإشغالهم بالضحايا.

وأكد الشاهد، أن الكتائب استخدمت في هجومها "أسلحة غير تقليدية تبيد العظام"، مشيرًا إلى وجود جثث متفحمة نتيجة استخدام تلك الكتائب "قاذفات لهب" في وجه الثوار والمواطنين العزل في المدينة.

شباب مدينة مصراتة احتفلوا بعد نجاحهم في صد هجوم كتائب القذافي على المدينة
وقال المتحدث باسم شباب ثورة 17 فبراير، عبد الباسط أبو مزيريق، للجزيرة إن الهجوم الذي تعرضت له المدينة أسفر عن مقتل 18 شخصا بينهم امرأتان.

كما أشار أبو مزيريق إلى أن الثوار يتوقعون هجوما جديدا على المدينة مستدلا على ذلك بالوجود الكثيف لكتائب القذافي في ضواحيها، وسعيها لرد الاعتبار بعد الهزيمة التي تعرضت لها صباح الأربعاء ودحرها إلى أماكن تمركزها في مقر الكلية الجوية.

وأضاف أن تلك الكتائب قد تعمد إلى تدمير المناطق القريبة من البحر وأن الثوار يتوقعون استخدام زوارق بحرية لضرب المدينة، لكنه شدد على أنهم مستعدون للدفاع عن مصراتة ومقارعة الكتائب "وعلى يقين من هزيمتهم".

وقد أظهرت صور من مدينة مصراتة استهداف الكتائب الأمنية عددا من مساجد المدينة ومساكنها وبناية صندوق التقاعد فيها.

الجبل الغربي
وفي مدينة الزنتان -التي تقع على بعد نحو 160 جنوب العاصمة طرابلس- قال الشاهد عادل الزنتاني للجزيرة نت إن شباب ثورة 17 فبراير بالزنتان بادروا بالهجوم على كتائب القذافي ظهر أمس وعمدوا إلى قطع الإمدادات العسكرية المتوجهة إليهم من مخازن الزنتان التي توجد على بعد نحو 40 كلم جنوب المدينة.

وقال إن تلك المخازن أصبحت جزءا من عملية تطويق واسعة تنفذها الكتائب حول المدينة وما جاورها من مدن الجبل الغربي المحررة، حيث تم رصد أرتال تحمل السلاح والمعدات من المخازن إلى الجيوش الموجودة خارج المدينة.

وتحدث عن هجوم نفذه الثوار على أحد الأرتال الكبيرة والاشتباك معها، مما دفع راجمات الصواريخ والدبابات إلى المسارعة في الخروج من المخازن ومحاولة إسناد الرتل، "فقام الثوار بالالتفاف عليهم واغتنام دبابتين"، مشيرا إلى أن المعارك لا تزال جارية.

إحدى ضحايا قصف كتائب القذافي لأجدابيا 
أجدابيا
وفي الشرق الليبي أفاد مراسل الجزيرة في بنغازي عبد العظيم محمد أن ثلاث مقاتلات تابعة للثوار قصفت قوات كتائب القذافي المتمركزة في مدخل أجدابيا الشرقي، وأن الثوار تمكنوا من عزل جانب من تلك القوات.

كما قال منسق المجلس العسكري التابع للثوار خالد السائح إنهم تصدوا للكتائب عند المدخل الغربي للمدينة، وأعطبوا ثلاث دبابات وقتلوا عددا من الجنود.

وأفاد شهود عيان أن الثوار تصدوا كذلك لعدد من دبابات الكتائب عند المدخل الجنوبي فأعطبوا واحدة واستولوا على سبع في حالة سليمة، وانسحبت الدبابات الأخرى.

طرابلس
وفي طرابلس أفاد شاهد عيان هو محمد الطرابلسي أن كلية ضباط الشرطة في المدينة شهدت بعد ظهر الثلاثاء إطلاق نار كثيف داخلها استمر نحو نصف ساعة، مؤكدًا أن السكان المقيمين مقابل الكلية سمعوا صراخ العديد من الطلبة الذين قال إن معظمهم من شرق البلاد.

وأوضح أن "شرذمة" من كتائب القذافي الأمنية دخلت الكلية الساعة الثانية والربع مساء الثلاثاء وبعدها سمع إطلاق نار كثيف داخل الكلية وأصوات صراخ طلبة ثم خرجت هذه القوات الساعة الرابعة مساء، وأقفلت الكلية ولم يتجرأ أحد على الدخول إليها أو الإطلال عليها.

وفي الساعة الثامنة صباح الأربعاء دخلت سيارات الإسعاف الكلية التي لا تزال مقفلة ولا أحد يعلم ما حصل داخلها تماما، مشيرًا إلى أنه ربما يكون هؤلاء الطلبة قد اعتصموا أو تظاهروا ضد نظام القذافي.

ثوار يغادرون أجدابيا نحو بنغازي
48 ساعة
على صعيد آخر وصف سيف الإسلام نجل العقيد القذافي أمس الحديث عن فرض حظر جوي على ليبيا بأنه أمر متأخر للغاية، وعزا ذلك إلى أن العمليات العسكرية ستنتهي خلال الساعات الـ48 القادمة وأن القوات الليبية على مشارف مدينة بنغازي، على حد قوله.

وأضاف في مقابلة خاصة أجراها تلفزيون يورو نيوز معه في طرابلس أن الذين قاتلوا ضد نظام والده غادروا البلاد إلى مصر بعدما ترك الجيش والشعب "ممرا آمنا للخونة والمليشيات"، وأنه لن يتم الانتقام منهم وسيسمح لهم بالمغادرة بسلام، حسب قوله.

وفي وقت لاحق أعلن التلفزيون الليبي أن الجيش أصدر إنذارا يوم الأربعاء لسكان بنغازي ينذرهم فيه بمغادرة المواقع التي يسيطر عليها الثوار ومناطق تخزين الأسلحة بحلول الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش. وقال شهود عيان إن مدينة بنغازي هادئة بعد انتهاء المهلة.

في المقابل أكد الناطق باسم المجلس الانتقالي في بنغازي، عبد الحفيظ غوقة، أن أهالي مدن الشرق صامدون ولا صحة لما قاله سيف الإسلام عن سقوط كل المدن الليبية في قبضة كتائب القذافي في ظرف 48 ساعة.

الصليب الأحمر
من ناحية أخرى أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها سحبت يوم الأربعاء العاملين لديها من مدينة بنغازي الموجودين فيها منذ عشرين يوما ونقلتهم إلى طبرق في أقصى الشرق.

وعزت اللجنة هذا الإجراء إلى تصاعد المخاوف الأمنية بعد أنباء عن هجوم وشيك لكتائب القذافي على المدينة، مؤكدة أنهم سيعودون إلى بنغازي متى تحسنت الأوضاع الأمنية مجددا.

المصدر : الجزيره
اقرأ ايضا: