عمران ... بين نازية الحوثي وانتقام عفاش
لم تأت حركة الحوثي الدموية بضربة حظ عشوائية بل تمكنت بإستراتيجية سياسية تمكنت بدعم لوجستي وبجموع قبلية فتحت الباب أمامها على مصراعيه ومكنتها من إدارة صراعها الوحشي مع الدولة بسهولة ويسر مقدمة لها السبل المؤدية إلى تحقيق الأهداف الإستراتيجية وزودتها بسلاحها الثقيل مجندة أبناءها ونساءها لخدمة مجاهدي الحوثي المزعومة مكتفية باستلام مبالغ زهيدة يصفها الحوثي بقطاع أبي ألف إضافة إلى حصولها على معدات عسكرية كبيرة في صورة دبابات وكاتيوشا وصواريخ أرض أرض وقاذفات الصواريخ مع معلومات استخباراتية وخارطات فنية وجغرافية تصف الأهداف وتبين نقاط الضعف والقوة داخل مؤسستي الأمن والجيش مع خيانات عسكرية وأمنية واسعة النطاق .
كل تلك القوى العسكرية والقبلية الاستخباراتية حصل عليها الحوثي بواسطة زعيم حركة " الدو معارضة " كون هذه الحركة تعمل في جميع الاتجاهات فهي في قمة هرم الدولة بالمناصفة وفي قمة هرم المعارضة تلك الثنائية المرنة مكنت عفاش من إدارة الصراع ضد خصومه بحركة التوائية تتنافى مع مبدع الأخلاق والقيم السائدة في عرف السياسة الدولية ... فالديماغوجية والفوضى أقل صفتين يمكن إطلاقها على توجهات المعارضة لدى عفاش إضافة إلى قدرته في استقطاب مثلث الشر الكامن في الحوثي والحراك والقاعدة فالصراع الحتمي بتوجهاته الثلاثية ينحو بتنسيق إستراتيجي مع زعيم مافيا الفساد وخاصة الديناصور الحوثي كونه يمتلكك قدرات إضافية تفوق قدرات أي فصيل آخر بما يحمل من توجهات حربية مدعومة بتوجهات إيرانية وشفرات إقليمية وارتياح دولي .
الأمر الذي صنع من الحوثي صنما وأسطورة مضت تتوازى مع متوالية قبلية تتعلق باتفاقات سرية مع الحوثي في صورة رسمت إيقاع خلفية سياسية جاءت بطريقة فجائية لم تكن في حسبان زعماء حاشد المتمثلة في أولاد الأحمر ومن حالفهم من القبائل والأحزاب إضافة إلى الدعم الإيراني الكبير المتمثل في القوة العسكرية تدريبا واستشارة مع غض الطرف الإقليمي والدولي عن نازية الحوثي ودمويته التي قدر لها العمل لإحداث توازن إستراتيجي مع قوى الثورة الشبابية السلمية فمازالت جنرالات الجيش الإيراني تشارك في عمق المعركة في عمران بتسهيلات قبلية فتحت الطريق على مصراعيه أمام الفتنة من أجل مشاريع ضيقة تتكئ على تصفية حسابات انتقامية من الخصوم السياسيين في صورة عبثية تستهتر بالقيم والأخلاق وتسقط بالإنسانية إلى مستنقعات الاستهانة بسفك الدماء فاستحلت قتل الأبرياء بدم بارد لتشفي غيظ قلوبها المريضة بعيدا عن السلوك المتزن والضمير الحي . فسيمفونية الدولة الاتحادية المفترضة ولدت لدى الحوثي شبقا سياسيا وأسالت اللعاب بقدر محتوم ومافتئت أعصابه ترقص مع إيقاعات الوعود المفترضة والتي تكيفت مع تحالفات قبائل حاشد إضافة إلى وسوسة عفاش المغرية بالإيحاء للحوثي من أجل السيطرة الكاملة على إقليم عمران مركز قوى آل الأحمر وحلفائهم من الإصلاح والعسكر وهي القوى المعادية لعفاش الأمر الذي جعل عفاش يحشد كل قواه الانتقامية من أجل الانتقام من خصومه بأي ثمن كان ولذا وجد بغيته في حركة الحوثي الدموية لتثأر له من خصومه السياسيين ولو كلف ذلك خروجه كليا من المشهد السياسي نتيجة عمى البصيرة العاملة على ثوران عبوات الانتقام والسير في خط الرهان الخاسر لينفس قليلا عن ذلك الكبت السياسي المخزون .
فالسيناريوهات المطروحة تعبر عن التفاف سياسي وعسكري على قوى الثورة السلمية بما يطرحه المشهد السياسي المعقد من لوحات عارضة تختبئ في ألوانها الصارخة أحبولة دولية تسير ببطء داخل المشهد السياسي للسيطرة الديماغوجية ذات المنحى الراديكالي المتكئ على الفوضى وإدارة الأزمات لوضع قوى الثورة السلمية المشاركة في حكومة التناص في حالة من التيه العائم في دوامة الفوضى المختلقة حيث والأمور تدار بجدارة الحكومة العميقة التي تدير شئون البلد بكرازمية فائقة من حيث تعدد المشاهد وتبادل الأدوار والسيطرة الكاملة على تعقيد المشهد وتنويره بأدوات ديناميكية تغتلي بكوابح دولية وروافد إقليمية مع إخراج إسرائيلي يحترف وسائل الخداع المتكئة على السحر السياسي المزود بفنون عبقرية تشكل زوايا متعددة تتملص من خلالها الكترونات الفساد دون رقابة أو احتباس . فالعروض الفلكلورية للدولة تتوزع بين الإستراتيجيات المتعددة هجوما ودفاعا وكرا وفرا وإقداما وإحجاما وهي عروض قدر لها أن تسير بنجاح من جانب واحد وكل العوامل قد صممت لإنجاح دور الحوثي وحلفائه فهو اللاعب المدعوم دوليا ومحليا وإقليميا بإرادة عسكرية وسلمية وحوارية وثورية فكل القنوات مفتوحة لإنجاح هذه الحركة التي تعتبر عامل مناعة في النظرة السياسية الدولية أمام استشراء حركة الإسلام السياسي التي اكتسحت عالم الديمقراطية في بلدان ثورات الربيع العربي وأعطت مؤشرا خطيرا ولد استدراكا دوليا وإقليميا ومحليا عمل على وتيرة واحدة للوقوف أمام ذلك الخطر المزعوم فاعتلجت كوابح الحصانة الدولية بمولدات محلية تطلق تيارات مضادة لانحراف المسار الإستراتيجي لحركات الإسلام السياسي وإسقاطها وهي في طور الطفولة السياسية وذلك نوع من الوئد السياسي الخبيث الذي تديره قوى عالمية تمتلك رصيدا كبيرا من الإمكانات الاستخباراتية والعمالة السائدة والتفوق في إدارة الانقلابات وتمويلها وهو أمر ينبئ عن مصائب سياسية ستقف أمام أي تغيير إستراتيجي يعمل على الخروج بالوطن العربي من تخلفه العام للصعود به إلى عالم التنمية الاقتصادية والديمقراطية الحرة والتفوق العسكري والصناعي والعلمي