بين شيعة العراق وشيعة اليمن
مع عودة المشهد العراقي إلى واجهة الأحداث العربية في الأسابيع الأخيرة كان مهماً ملاحظة أن ثمة ملامح متشابهه بين البلدين كتدخل ايران في شئونهما وتحالف الرئيسين الشكليين مع شيعه البلدين وحرصهما على توسع نفوذهما وإظهار خصومة غير حقيقية مع إيران في حين أن الواقع أنهما يقدمان أفضل الخدمات لدولة الايات.
جلال طالباني العراق بحسب الدستور العراقي رئيس في نظام برلماني تقريباً لكنه كان حريصاً على تمثيل الأقلية الأدنى عدداً بين الطوائف الثلاث في العراق أي الأكراد والتي تدعي المظلومية التاريخية وتطالب بالثروات النفطية في مناطقها السكانية وطالبت بحق تقرير المصير بداية سقوط نظام صدام ثم لما حضر مشروع الأقاليم ذات الحكم الذاتي والذي أشرف عليه قبل سنوات نفس المبعوث الأممي المشرف على المشروع في اليمن أي جمال بن عمر وصديقه الشيوعي العراقي خيري كريم،في الأسابيع الأخيرة وحين لاحظ الأكراد حرب العراقيين السنة مع الشيعة المدعومين من إيران توسعوا نحو المدينة الأهم نفطياً في الشمال أي كركوك واستمتعوا بمشاهدة السنة والشيعة يتقاتلون فيما هم مستمرون في تصدير النفط عبر تركيا لحساب إقليمهم مباشرة وفي الجانب السياسي يكثرون الحديث مجدداً عن اقليمهم الكردي الخاص،وبالنسبة للرئيس الكردي جلال طالباني الصامت عن الكلام المباح وغير المباح منذ شهور فأهم ماكان يعنيه على مدى سنوات حكمه السابقة هو جمع مالذ وطاب من الغنائم في بلد سقط نظام حكمه السابق يليه هم التمكين لأبناء طائفته في إقليمهم واستقلاله متى ماتيسر لهم الظرف المناسب.
في اليمن سقط نظام صالح وتولى هادي المنتمي لمحافظات الجنوب الدولة السابقة التي لايزيد عدد سكانها عن خمس عدد سكان دولة الشمال السابقة،واليمنيون الجنوبيون كالأكراد يرددون أنهم مظلومين تاريخياً وأنهم بدون الاخرين(الدحابشة الشماليين)سيكونون في قمة السعادة وستكون دولتهم دولة الثروات النفطية الهائلة منافسة لدول الخليج العربي (تواضعاً) إن لم تكن خيراً منها.
مثل الرئيس الجنوبي هادي طالباني اليمن من خلال تركيزه على جمع الغنائم من الخزينة العامة له ولأسرته ولأبناء منطقته (أبين وشبوه) وظل الرجل يحرص على الظهور بمظهر الهادئ الذي لايصرح كثيراً والمغلوب على أمره والكبير في السن تماماً كطالباني،كان الرجل يعتبر أن أهم مصادر الدعم له أنه يمثل الأقلية اليمنية (أي الجنوبيين) ولذا زايد لبقاء مايسمى بقضية انفصال الجنوب تهديداً دائماً للشماليين حتى يستمر في الحكم لأطول فترة ممكنة،حرص طالباني اليمن على إشغال الشماليين ذوي الأغلبية العددية بالحروب الطائفية لكي لا يفكروا بمن يحكمهم ويلتفتوا فقط لحروبهم الطائفية فيما بينهم،كما العراق ركز الحاكم اليمني على أن البلد بدونه سيعود فيه نظام الماضي وظلت شماعة النظام السابق هي الحل الأمثل لإشغال الأغلبية،هوس الانفصال المخملي عبر الأقاليم كانت الوجه الأكثر شبهاً بين طالباني اليمن والعراق وكانت مفارقات أن الطاقم المقترح للأقاليم في العراق مكرر في اليمن وكان منظر الأقاليم اليمني أحمد بن مبارك من طلبة العراق منذ أيام دراسته الجامعية!!.
النقطة الأهم في النموذجين الطالبانيين اليمني والعراقي أن الرئيسين يسهلان لأذرع إيران العمل ففي العراق كانت إيران حاكمه فعلياً عبر رئيس الوزراء المالكي وفي اليمن تشير كل الشواهد أن طالباني اليمن يبحث عن حشر ذراع ايران في اليمن (الحوثيين) في مفاصل السلطة تمهيداً لتسليمهم السلطة في الأخير في الشمال وأنه يغض الطرف عن نشاطهم العسكري التوسعي لان مايهمه هو مشروع انفصال مناطقه الجنوبية.أثق بان مشروع طالباني اليمن سيفشل كما فشل في العراق وليس بالضرورة أن تكون داعش والبعث هي المفشله له فاليمن بلد المفاجآت إن كان عبدربه لايعلم.