استقرار اليمن لن يتم إلا على أيدي أبنائه ...
من المستحيل ان يكون اوباما او هولاند او عبدالله بن عبد العزيز او تميم ال ثاني او خليفة بن زايد او حسين روحاني او حسن نصرالله حريصون على اليمن واستقراره ، حضورهم واهتمامهم بالشأن اليمني نابع من البحث عن مصالح بلدانهم بالجزئية التي تهمهم مع اختلاف مستويات هذه المصالح ، اذا اقتضت مصالحهم بإستقرار اليمن فسيعملون على ذلك واذا كانت مصالحهم بتدميرة وزعزعة استقراره فسيعملون ايضا على ذلك والمهمتين بنظرهم مساعدة اليمن والوقوف الى جواره ..
لا يهمنا كيمنيين مواقف اشقاء و اصدقاء الخارج فمواقفهم تحددها مصالح بلادهم، والمراهنة على الخارج من قبل اليمنيين ( سلطة واحزاب) هي مراهنة فاشلة تعكس مدى اختلافنا كيمنيين وتعكس عدم وجود رؤية وطنية للخروج من الازمات المتلاحقة.
استقرار اليمن مرهون بتوافق ابنائه وهذا يحتاج الى تنازل كل طرف عن المواقف التي يرى انها الحل وانها المنقذ والمخرج الوحيد ويجب على الاخرين القبول بها وتنفيذها ، هذه هي الانانية بذاتها وهي ما يجب التخلي عنها واستبدالها برؤية جامعة لكي تكون الحل.
كل الاطراف السياسية من يمينها الى يسارها وكل المكونات المجتمعية اجتمعت بإرادتها في مؤتمر حوار وطني شامل ضم كل الوان الطيف السياسية والمجتمعية والشرائح والنخب وجلسوا على طاولة واحدة من اجل وضع المشاكل والمظالم ومناقشتها بشكل جماعي ولفترة عشرة اشهر تم بلورة قضايا اليمن للماضي والحاضر والمستقبل وخرج المتحاورين برؤية شاملة لبناء يمن جديد ووقعت كل الاطراف على تلك الرؤية " وثيقة مخرجات الحوار الوطني " وكلف بتنفيذها السلطة التنفيذية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني برئاسة الاستاذ محمد سالم باسندوة ومعهم كل الاجهزة المعنية.
الحوار مثل افضل فرصة تاريخية وتنفيذ مخرجاته هي الاقل تكلفة، وعلى ذلك فإن اي اعمال وانشطة خارجة عن ذلك التوافق تعتبر خروج على الاجماع.
ليس غريبا الدعوة الى تقارب الاصلاح والمؤتمر حاليا لان هذا التقارب ليس جديدا بينهما خاصة بعد التوافق داخل مؤتمر الحوار وليس غريبا توافق الحوثيين مع الاصلاح فالكل اجتمع وتوافق داخل مؤتمر الحوار لانه المقياس الوطني للتوافق من عدمه .
الغريب هو ممارسة الانشطة العنفية كالتي جرت في عمران وماقبلها وكالتي تجري حاليا في الجوف وارحب وهمدان، هذه الانشطة مجرمة ومحرمة بعد توافق كل الاطراف والتوقيع على وثيقة الحلول الشاملة.
تنفيذ وتطبيق مخرجات الحوار الوطني شأن خاص بالسلطة التنفيذية وهي من تفرض تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بأي وسيلة تراها مناسبة وبما في ذلك استخدام القوة .
الاحداث والانشطة المسلحة في عمران والجوف وغيرها تمثل عجز واضح لفشل السلطة التنفيذية بعد التفويض الذي منحته كل الاطراف للسلطة بتطبيقه وتنفيذية وان هذا العجز يمثل صورة سلبية للمراهنة على الخارج.
المؤتمر والاصلاح والحوثي والاشتراكي والحراكات كلها والسلفيين والعلماء والقضاة والشباب واولاد الاحمر والمرأة والعمال واخدام الله وباقي الشرائح المهنية ، كلهم كانوا ضمن مؤتمر الحوار وكلهم شاركوا بتقديم المشاكل والحلول وكلهم وقعوا عليها ..
اي خروج عن تلك الوثيقة والذهاب لفرض امر واقع دليل على فشل الجهة التي اوكل اليها تنفيذ وتطبيق مخرجات الحوار الوطني.
لا جدوى من استمرار الصراع ولا جدوى ايضا من حياد السلطة واجهزتها، الحياد هنا لت يعني سوى الفشل او الانتظار للخارج حتى يعطي الاشارة.
الرئيس هادي مفوض تفويض وطني كامل بتطبيق وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بصورة دقيقة وعادلة دون اجتزاء او انحياز وفي حال وجدت عراقيل ( وهي موجودة) عليه مخاطبة الشعب ومكاشفته بشفافية تامة بكل مايجري خلف الكواليس.
اليمن لن يتحمل الاستمرار في انهاكه وادخاله في الفوضى وعدم الاستقرار خدمة لاجندات محلية واقليمية ودولية ..
على المؤتمر والاصلاح والحوثي وحلفائهم ان يتوقفوا عن ممارسة الفعل ورد الفعل والمبارزة في الميدان ، وعلى الرئيس هادي الضرب بيد من حديد على اي طرف يسعى للخروج عن الحل الوطني الذي توافق الجميع عليه ، وعلى كل الاطراف ان تفهم وتستوعب ان استقرار اليمن لن ولم يأتي من الخارج، الخارج والاعتماد والمراهنة عليه يعني استمرار تدهوى اليمن ، الخارج هو منبع مشاكل اليمن ومصدر أزماتها ... هل فهمتم يا سادة يا كرام ، الشجاعة ان يتوافق اليمنيين جميعا خدمة للبلد وخدمة للمواطن...