اخبار الساعة

عبدالله البردوني ضمير الشعر اليمني والعربي

اخبار الساعة - عبدالله ناصر بجنف بتاريخ: 29-08-2014 | 10 سنوات مضت القراءات : (10138) قراءة

يصادف ال 30  من شهر أغسطس 2014 الذكرى الخامسة عشرة  لرحيل  الاديب  والشاعر اليمني عبدالله البردوني احد ابرز الشعراء العرب في عصرنا الحديث وأحد رواد الحداثة.

 الشاعر اليمني عبد الله صالح حسن الشحف البردوني(1929 ـ 30 أغسطس 1999)  المعروف بعبدالله البردوني يعتبر من قلائل الشعراء في عصرنا الحديث  والذين تركو بصماتهم على الشعر العربي الحديث في اليمن بصفة خاصة  والوطن العربي بصفة عامة حيث ارتسم في وجدانة معاناة امة كانت محاصرة بين جدران الجهل والتخلف والطغيان  وعبر الكلمة الهادفة وأعذبها الشعر استطاع ان يعكس كل هذة المعاناة والامنيات وتخطى حدود اليمن بل تجاوز العديدين من الشعراء العرب إبداعا وتعبيرا وخاصة وان اليمن يمتلك مخزونا كبيرا من الشعراء  والادباء والفنانون المتميزون  ولازالو مجهولون  في ساحة الابداع العربي وليس من يروج لهم وفي الوقت التي نجد في هذة الساحة اصوات لاتحمل اي رسالة هادفة ومفيدة للمجتمع ولحملات الإعلامية الترويجية والبراقة والانيقة والمزيفة اوصلت البعض منهم الى القمة دون استحقاق .

فاز عبدالله البردوني بجائزة مسابقة الفية أبي تمام بقصيدتة والتي تحمل عنوان (( أبو تمام وعروبة اليوم )) والتي القاها في عام 1971م في مهرجان المربد بالعراق .

البردوني ينتمي الى صوت الأغلبية من الشعب وبشعرة المعبر استطاع ان يتوغل وبكل سهولة الى مشاعر وأحاسيس الكثيرون من تذوقة كلماتة ذات الوزن الثقيل لاتعادلها ميزان الذهب المادي.

الشعر هي إنعكاس لمشاعر الإنسان  وفي أعماقنا توجد الشاعرية منذ اللحظات الأولى على ملامسة أصابعنا على عثرات الحياة وصعوباتها .

الشعر هي الكلمات والعبارات  ذات النغمات الرائعة التي لها اكبر صدى من طلقات الرصاص  التي تقتل الجسد ولكنها تعجز عن قتل الفكر والضمير وفيها يتجسد قوة وصلابة الكلمة المعبرة عن عدالة القضية فكريا وسياسيا وأدبيا وحضاريا.

الشعر  تمنح الأمل والحياة وفي نفس الوقت سلاح سلمي ناعم يقاوم كل اشكال الظلم وان تعددت الوانة.

الشاعرية في الإنسان هي جسر عبور الى معترك الحياة اليومية في أفراحها وأحزانها و فيهانتفنن بالكلمات والعبارت المختارة بكل دقة ويتم ترتيبها بشكل تأخذ مجراها حيث يلتقيان مجران من النهر  نهر الحياة ونهرالإبداع عبر النغمة والألحان ويتم ترديدها ولكن يظل الجوهر الحقيقي لمعاني هذة الاشعار في باطن وعمق ووجدان الشاعر والمتلقي للشعر لدية الحرية الكاملة في ترجمة هذة الاشعار في لوحة تصويرية تعبر عن واقع يعيشة.

البردوني لدية كل الصفات التي تميزة عن بقية الشعراء في نمط قصائده الرومانسية القومية والميل إلى السخرية والرثاء وانتقائة للكلمات ذات البعد العميق والمعبرة عن مأساة مجتمع مظلم يتصارع فية الظل مع نفسة ولاوجود لجريمة ولاعقاب وكانة لم يحصل اي شيء وقصائدة يعكس هذة الاحاسيس والمشاعر.

 وفي مقدمة كتاب عن الشعر اليمني والذي ترجمتة من الإسبانية الى العربية  نقراء هذا الوصف الرائع لأستاذي وصديقي الشاعر الكوبي روبيرتو مانسانو دياس والحائز على العديد من الجوائز أهمها الجائزة الوطنية نيكولاس غيين  للشعر في كوبا عام 2005


 حيث كتب مايلي


الشعر اليمني يتمتع بالصفات الفنية وبالكثير من الخصائص والتي تجعلها الوحيدة والمتميزة وخاصة تداخلها

 مع عمق اللوحة التصويرية مثل الأخبارالقديمة تتحرك مع الحدث بسرعة وبعض الأحيان ببطء تنطلق من

البراري الى الغابات ومن شطوط البحر المملوحة ومن طبيعتها المتعددة الى بحار القصص القديمة وقمم

الصخور العالية وارتفاعالجبال والذي يظل شامخا كشموخ الانسان اليمني وفيها تمتزج كل الالوان

 الشعر اليمني هو بمثلبة البيت اليمني تُبنى من الداخل عبر الأجيال الاعالي ثابتة من الخارج و من  داخلها

تنبت من صخور الجبال القريبة والتي تجلب منها موادالبناء والتي يتم التعامل معها بكل صبر الى ان يتم

تحويلها الى أشكال هندسية تتداخل الواحدة تلو الاخرى ومنها تصنع الجدران والحصون والبيوت.

 نهاية وصف مانسانو


عبدالله البردوني يجسد كل هذة اللوحات التعبيرية واستطاع ان يعبر كل بحار ومحيطات الشعر دون ان تهزه الرياح

العالية والقادمة من كل الجهات,وفي ملامحةترتسم لوحة تعبيرية عن واقع اليمن  وقصائدة هي تعبير دقيق  لهذة اللوحة

السريالية "فوق الواقع" وهي قمة  إبداع شاعر قدم كل عطائة الشخصي والفكري على مدى عقود ورحل عن هذا العالم

بكل صمت.


وأخترت بعض الأبيات من أبرز قصائدة منها



                                                      الغزو من الداخل


فظيع جهـل مـا يجـري وأفظـع منـه أن تـدري      وهل تدريـن يـا صنعـاء مـن المستعمـر السـري

غــزاة لا أشـاهـدهـم وسيف الغزو في صـدري    
​ ​
فقـد يأتـون تبغـا فــي سجائـر لونهـا يـغـري



                                                     أبـو تمـام وعروبـة اليـوم


ما  أصدق  السيف! إن لم ينضه الكذب      وأكذب  السيف  إن  لم يصدق الغضب

بيض   الصفائح   أهدى  حين  تحملها       أيد    إذا   غلبت   يعلو   بها  الغلب

وأقبح   النصر..   نصر  الأقوياء  بلا      فهم..  سوى فهم كم باعوا.. وكم كسبوا



وفي صورة رائعة نرى في هذة الأبيات تحاكي واقعنا اليوم


اذا أحـدث عـن صـنعاء يا أبتي؟
​ ​
مـليحة عـاشقاها: الـسل والـجرب

مـاتت بصندوق »وضـاح«بلا ثمن    ولـم يمت في حشاها العشق والطرب

كـانت تـراقب صبح البعث فانبعثت      فـي الـحلم ثـم ارتمت تغفو وترتقب

لـكنها رغـم بـخل الغيث ما برحت    
​ ​
حبلى وفي بطنها (قحطان) أو(كرب)

وفـي أسـى مـقلتيها يـغتلي (يمن)  ثـان كـحلم الـصبا... ينأى ويقترب

اقرأ ايضا: