مستشار هادي يكشف عن كواليس المفاوضات مع الحوثيين
تعذر توقيع اتفاق إنهاء الأزمة الحالية في اليمن إثر بروز نقاط خلافية بين الرئاسة اليمنية وجماعة الحوثي مساء أول من أمس, وقال مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس المركز الوطني للدراسات الستراتيجية فارس السقاف لـ" السياسة " إن الحوثيين طالبوا الدولة بالاعتذار عن مقتل عدد من عناصرهم أثناء محاولتهم اقتحامهم مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي واعتبارهم شهداء, ولفت الى أن السلطات تخشى أن يعيد هذا الأمر سيناريو ما حدث في محافظة عمران والذي انتهى بسيطرة الحوثيين عليها", مشيرا إلى أن هذه المسألة يمكن أن تحل من خلال لجنة تحقيق وأن لا يتم ربطها بالاتفاق أبدا.
وأضاف " إن الحوثيين اشترطوا أيضا أن يرفعوا اعتصاماتهم على مرحلتين فيرفعون عند بدء بتنفيذ الاتفاق مخيمات الاعتصام من مداخل صنعاء ويبقون على مخيمات الاعتصام داخلها لترفع عند تنفيذ جميع بنود الاتفاق الأمر الذي رفضه هادي مشددا على رفعها كاملة.
وكشف السقاف أن الاتفاق يتضمن إعادة تقسيم الحصص في الحكومة الجديدة حيث تعطى نسبة للحراك الجنوبي ونسبة للحوثيين وللمرأة والشباب وأن لا تظل نسبة حزب " المؤتمر " وحلفائه وأحزاب " اللقاء المشترك "وشركائه كما كانت في السابق.
واعتبر " أن مطالب الحوثيين بإعادة تقسيم الأقاليم هدفه الحصول على منفذ بحري على البحر الأحمر من خلال مطالبتهم بضم محافظة حجة إلى إقليم أزال خصوصا وأنهم مسيطرون حاليا على محافظتي عمران وصعده التي تقع في نطاق هذا الإقليم ", وأشار إلى أن ذلك المطلب يفهم منه أن الحوثيين يسعون للسيطرة على هذا الإقليم ما قد يحقق أجندة إقليمية لإيران, الأمر الذي يرفضه اليمن, متوقعا أن تحل هذه العقد لأن هادي حريص على إنهاء هذه الأزمة, كما توقع من الحوثيين أن يكون لهم الموقف ذاته.
في المقابل, نفى عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي علي البخيتي ما تردد عن أن وفدا رئاسيا يضم عبدالكريم الارياني مستشار الرئيس هادي وأمين صنعاء عبدالقادر هلال توجه مساء أول من أمس إلى صعدة للقاء زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.
وقال البخيتي في تصريح لـ" السياسة " " سنعلن عن أي اتفاق حال التوصل إليه لأننا نطالب بحقوق مشروعة للشعب وبالتالي لن نقبل بصفقات في الغرف المغلقة, ولن نقبل باتفاقات أو تفاهمات سرية لا يطلع عليها الشعب, ومن هنا أدعو الجميع إلى عدم الالتفاف إلى التسريبات ".
وأضاف " نعم هناك مفاوضات جارية ووساطات عدة, فنحن منفتحون على كل الحلول السياسية ولن نغلق هذا الباب مهما كانت الظروف, لأننا نسعى إلى السلام والحفاظ على أمن واستقرار اليمن, لكننا في الوقت نفسه لن نوقف تحركاتنا الجماهيرية على الأرض".
وأكد " أن أي مفاوضات ستترافق مع استمرار التصعيد وتوسع الاعتصامات والحركات الاحتجاجية ولن نتوقف عن ذلك إلا عندما نصل إلى اتفاق واضح يلبي طموحات ومطالب الجماهير التي خرجت إلى الشارع, ويُشرع في تنفيذه" ورأى أن " التنفيذ عندنا هو المعيار لا مجرد التوقيع, لأن هناك أزمة ثقة بيننا وبين السلطة منذ اختتام أعمال مؤتمر الحوار.
ونفى البخيتي تدخل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر في المفاوضات, مؤكدا أن لا مانع من أن يكون حاضرا ليكون شاهدا على الجميع وليساعد على تقريب وجهات النظر.