القصة الكاملة لامرأة تحجز في حجز الرجال في مجتمع محافظ (صور مع الجنود)
حصري
توجيهات قضائية تأمر مديرية امن سيؤن بفتح تحقيق حول الصور التي انتشرت وتظهر رجال الأمن يتعاطون القات برفقة المحتجزة هبة التي تم تصويريها في المركز الاول وسط مدينة سيئون ومدير الامن يباشر التحقيق مع جميع الذين ظهروا بالصور
القصة الكاملة لامرأة تحجز في حجز الرجال في مجتمع محافظ - محمد با حفين
------------------------------------------------------------------
تتواجد في مديرية أمن سيئون بمحافظة حضرموت في حجز الرجال منذ اسبوع امراة تدعي أنها رجل وتلبس ملابس الرجال وحالتها النفسية صعبة قامت بإداء نفسها وتعرضت لنزيف حاد خلال فترة أقامتها ولم يعرف اسبابه .
في يوم الثلاثاء 14 أكتوبر وجدت هذه المرأة في منطقة الحوطة التابعة إدارياً لمديرية شبام بوادي حضرموت ملقاه من تأثير مذهبات العقل الذي نسب إليها ولم يثبت بعد. قام بعض المارة بتسليمها إلى نقطة الجيش القريبة.. وهي مرتدية زي الرجال لا يبين ملامح انوثتها. ألتبس هذا الأمر على عسكر النقطة وتم الاعتداء عليها بالضرب وأخذ ما بحوزتها وقاموا بتسليمها إلى مديرية أمن سيئون دون أي تهم.
تناقلت الأنباء واختلفت الآراء حول كيفية القبض عليها وماهي حالتها حيث ذكرت بعض الشبكات الإخبارية أن مديرية أمن سيئون تلقي القبض على فتاة في عمر المراهقة كانت تلبس ملابس الرجال وتسوق سيارة خاصة بأحد الشوارع - وهذا ما نفاه مدير أمن المديرية - لم تتوقف هذه الأخبار المغلوطة من التناقل، وظلت القصة الكاملة للمراة التي تلبس ملابس الرجال وما تعرضت له لغز حائر إلى أن التقينا بها في مبنى المديرية .
مأساة بالحجز
في مديرية الأمن بمديرية سيئون التي تقتض بالرجال، تحجز امرأه - عشرينيه - الناظر لها يجد أنها تعاني من عدم استقرار واضطرابات نفسية. ظهر يوم الأربعاء الموافق 15 اكتوبر أخذت إلى مستشفى سيئون العام لوجود جرح بطول سته سنتمتر وعمق نصف سنتمتر في الساعد الأيسر من الجهة الأمامية من يدها.
يقول البعض أنها حاولت الانتحار ويقول أخر أنها تقوم بذلك تحت تأثير ما تتعاطها. ولم تمر سوى ثلاثة أيام من حادثتها الأولى حتى أُخذت مره أخرى إلى المستشفى لما تعانيه من نزيف مع التهاب شديد ما ينتج عنه آثار جانبية خطيرة، ولم تشخص اسباب النزيف من قبل المختصين.
يقول أحد العسكر انها تقوم بضرب رأسها بالجدار عندما يغلق عليها باب الحجز؛ في حين أن مدينة سيئون حاضنه وادي وصحراء حضرموت و التي تعتبر ثاني اكبر مدينة في حضرموت لم يتم فيها تخصيص حجز خاص بالنساء تحت أشارف كادر نسائي !
خلفيتها
قدمت إلى وادي حضرموت منذ عشر سنوات بنت تلبس ملابس الرجال وتدعي أنها رجل تصاحب الشباب وتخرج معهم في الأماكن العامة وتقود السيارات، عندما تشاهدها تعتقد أنها شاب مراهق في بداية العشرينيات الكثير أتهمها بالعمل مع تجار المخدرات لكن بدون أي اثبات أو دليل يدين ما نسبها ، أسمها (هبة حسين محمد) ذات الملامح البريئة المدموجة بشقاوة الأطفال، تطلب من الجميع بمناداتها بالشيخ راشد !
هبة حسين محمد أو كما تحب أن ينادى لها الشيخ راشد تبلغ من العمر (24) سنة ، تزوجت مرتين وطلّقة لا سباب غير معروفة.. انجبت طفل يبلغ من العمر الآن اربع سنين لا تعرف عنه شي .
لقاء بالحجز
في مطلع صباح يوم الأثنين 20 أكتوبر اتصل علي الناشط الحقوقي المحامي/ سامي فرج طاحس لتحديد موعد لقاء مع مدير الأمن بمديرية سيئون العقيد/ جعفر سالم بن كده والتأكد من سلامة المحجوزة "هبة حسين محمد" التي تتواجد منذ اسبوع بلا تهمه في حجز الرجال ولم يسأل عليها أحد من أقاربها.
توجهت إلى مكتب مدير الأمن بمعية المحامي/ سامي فرج طاحس والتقيت بالمدير الذي رحب بقدومنا وتوجهنا مباشرة إلى مكان حجز الشابة هبة حسين في مبنى خصص لها في شقة بالدور الثاني لها درج واحد وبابين عند دخول المبنى وعند دخول الشقة، وتتكون الشقة من ثلاث غرف، وحمام، وهي خاويه من التأثيث يوجد بها فراش رث الهيئة فقط وكتابات منتشرة على الجدران كتبتها بأحمر الشفاه، منها: ( حرام وربي).
سألتها عن طريقة قدومها إلى مبنى المديرية فقالت: " أني ذهبت بنفسي إلى النقطة العسكرية وسلمت نفسي إلى العسكر، وأضافت، أخذ جوالي وكاميرا كانون كانت بحوزتي وتم الاعتداء علي بالضرب في ظهري دون وجه حق.
مدير الأمن الأنسان
دائما ما تنعت المحجوزة هبة حسين مدير الأمن بـ(بابا) جعفر وهي ترفض مغادرة مبنى المديرية لأحُسن تعامله معها وعنايته بها والتزام الجنود بتعليماته في التعامل معها .
وفر لها جميع ما تحتاجه من خصوصية، ويحتفظ بنفسه ببعض ما تبقى من اشياءها الثمينة، يعاملها بطيبة، وكأنها أبنته، أخلا لها مبنى كاملاً لوضعها فيه الذي يعتبر سكن لعسكر الدوريات لعدم توفر حجز خاص للنساء.
وجهت بسؤالي إلى مدير الأمن لماذا هي محجوزة إلى اليوم ؟
قال (مدير الأمن): "أنه تم التحفظ عليها إلى أن يأتي ولي أمرها لأخذها، ولم تسمح لي انسانيتي بأخلاء سبيلها لما قد تتعرض له من هجوم ذئاب بشرية جراء حالتها النفسية".
أين الانسانية
التقت بالمحجوزة لجنة من نساء فرع اتحاد اليمن ولجنة حقوقية من مؤسسة حق لحقوق الأنسان لمناقشة وضعها وأقناعها بالذهاب إلى ملجأ الأمل بالعاصمة صنعاء الا أنها رفضت ولم يتم الزامها وانتشالها من واقعها الأليم.
وبحسب تقدير الكثيرين ان المحجوزة هبة حسين محمد من المفترض أن يتم معالجتها ورعايتها وإعادة تأهيلها في مستشفى متخصص لتقديم سبل المساعدة لها والمحافظة عليها إلى أن يأتي ولي أمرها لأخذها بأشراف مباشر من قبل مدير الأمن للاطمئنان وتأكد حسن معاملتها ورعايتها الصحية.