محلل سياسي يمني: الوضع المتوتر في اليمن سينتهي بمواجهة عسكرية
حذر أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء عادل الشرجبي من مآلات الوضع الحالي في اليمن, موضحاً أن “الوضع متوتر جداً سياسياً وأمنياً وعسكرياً ويسير من أزمة إلى أزمة ومن تعقيد إلى تعقيد, وقد ينتهي في أحسن أحواله إلى مواجهات عسكرية محدودة أو واسعة تشمل حتى صنعاء وتشارك فيها أطراف كثيرة”.
ورأى الشرجبي في تصريح نشرته صحيفة (السياسة) الكويتية أن “الخطاب الأخير لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي باستنفار لجانه الشعبية ورفع جاهزيتها القتالية كان الهدف منه تعزيز تماسك جماعته”.
وأشار إلى أن “اللجان الشعبية الحوثية تمثل تجربة خاصة في اليمن لأنها أسست بالتحالف ما بين الجناح الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح في حزب المؤتمر الشعبي والموالين له في الوحدات العسكرية مع الحوثيين, وبالتالي هي ليست لجانا شعبية تابعة لجماعة الحوثي بشكل خالص, فإذا كان سيعتمد عليها كنواة أعتقد أنها قد تقترب من التجربة الإيرانية لكنها لن تكون نسخة مطابقة لها تماما”.
وأوضح أن تشكيل اللجان الشعبية في العالم كله يتم عندما تضعف الدولة ويكون المجتمع بحاجة إليها للحفاظ على الأمن, قائلاً إن “اللجان الحوثية الموجودة في صنعاء ومدن أخرى ليست شعبية لأنها شكلت من الحوثيين وأتباع صالح ولم تشمل الآخرين وكان يفترض بها أن لا تكون بديلا عن الدولة حتى لو كانت الدولة ضعيفة”.
ولفت إلى أن اللجان الشعبية في صنعاء ومدن أخرى جعلت نفسها منذ 21 سبتمبر الماضي بديلاً عن الدولة وقد تكون مقدمة لعمل آخر قد يكون انقلابا عسكريا للحوثي أو لحلفائه.
وبشأن إمكانية حدوث مواجهة بين الحوثيين والرئيس عبدربه منصور هادي, قال الشرجبي “هذا يعتمد على استمرار أو عدم استمرار تحالف الحوثيين مع صالح خصوصاً أن موقف الحوثيين من هادي بات شبه معاد له, ومع ذلك في هذه المرحلة بعض الأطراف تريد أن يظل هادي على رأس السلطة ولكن ليس كرئيس جمهورية حاكم بل مجرد ديكور”.
وأضاف إن “أي جماعة تريد الاستيلاء على السلطة في ظل بقاء هادي رئيساً ستقوم بذلك عبر أسلوب انقلابي ناعم حتى تحافظ على نوع من الشرعية ثم تحافظ على هادي في رأس السلطة لكنها ستستولي على الحكومة وعلى الإدارة والمؤسسات الأمنية والعسكرية”.
وبشأن التغييرات المجتمعية التي عكستها الأحداث التي مر بها اليمن خلال الفترة الماضية قال الشرجبي “تم إحياء الانقسامات العمودية الرأسية في المجتمع وهي القبلية والمذهبية والطائفية وأضعفت الانقسامات الأفقية الذي هي على أساس المصلحة”.
وأوضح أن “الناس منقسمون مذهبياً بعد أن كان اليمن تجاوز هذا لفترة طويلة فلم يكن هناك هذا الانقسام, كما أن الفوضى هي في الحقيقة مفتعلة من قبل بعض الأطراف لأن المجتمع إذا استقر يمكن أن تحدث عملية التحول لكن إعاقة عملية التحول لا تتم إلا من خلال إدخال المجتمع في صراعات كثيرة تعيق عملية الانتقال إلى بناء الدولة والى تحول ديمقراطي وبالتالي فالمجموعات التي تريد أن تحافظ على الأوضاع الراهنة كالدكتاتورية والإبقاء على سلطتها سواء المباشرة أو غير المباشرة تعمل على تأجيج هذه الصراعات وسيكون لها آثار مستقبلية كبيرة من ضمنها تهديد وحدة اليمن.
وأكد أن الانقسامات في الشمال ستنعكس على مزيد من التصلب لدى فصائل “الحراك الجنوبي” التي تطالب بالانفصال وقد يساعدها على ذلك باعتبار أن الكثير من جماهير الجنوب تقول ينبغي أن نفك ارتباطنا مع الشمال الذي يعيش في أجواء فوضى دائمة وحروب ونزاعات مسلحة بين أطراف كثيرة والدولة فيها ضعيفة.
واستبعد الشرجبي حدوث صراع مسلح بين رجال القبائل والحوثيين على المدى القريب.