هل صار الجيش اليمني ظهيرا للحوثيين برداع؟
يتهم سكان محليون وشيوخ قبليون قوات الجيش اليمني بمساندة المسلحين الحوثيين في معاركهم مع مسلحي القبائل وتنظيم القاعدة في مناطق مديرية رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، بينما يحذر خبراء من تأثير ذلك على عناصر الجيش نفسه.
ويخوض الحوثيون المدعومون من قوات الجيش مواجهات منذ أكثر من شهر ضد مقاتلي القبائل والقاعدة في مديريات رداع وولد ربيع في البيضاء خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.
وأوضح مجاهد السلالي -أحد سكان قيفة- أن الحوثيين يقاتلونهم بأسلحة الجيش التي حصلوا عليها، خاصة الدبابات والمدرعات، وقد تمكنوا من تدمير عدد منها كان آخرها في الأيام الأخيرة في قرية "خبزة" التي تشهد مواجهات هي الأعنف.
وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن تدخل الجيش في المواجهات من خلال القصف بالمدفعية والصواريخ ساهم في دخول الحوثيين قرى المناسح (معقل القاعدة قبل انسحابها)، وأدى إلى تغيير موازين القوى على الأرض لصالح الحوثيين.
وعن موقف السكان من مشاركة الجيش, قال السلالي إن هناك حالة من الاستياء والغضب في أوساط السكان جراء دعم الجيش للحوثيين بالسلاح والقصف في مواجهتهم بمناطقهم وهم من كانوا يدافعون عن معسكراته عندما كانت تهاجمها القاعدة.
انحياز مرفوض
من جانبه, قال القائد الميداني لقبائل رداع الشيخ علي صالح أبو صريمة إن معسكرات قوات الحرس الجمهوري سابقا الموجودة قرب مدينة ذمار على الحدود مع رداع تقصف مواقعهم وقراهم بالأسلحة المتوسطة والثقيلة إلى جانب الطيران الحربي.
وأوضح -في حديث للجزيرة نت- أن الجيش يساند الحوثيين من خلال توفير الغطاء لتقدمهم على الأرض بالقصف بالمدفعية والصواريخ من المعسكرات والمواقع المتمركزة في الجبال مما مكنهم من الدخول إلى بعض مناطق قيفة.
وانتقد أبو صريمة مشاركة الجيش مع الحوثيين في حربهم، معتبرا أنه "انحياز لصالح طرف ضد آخر". ودعا الدولة إلى عدم زج الجيش في غير معركته وتركهم يواجهون الحوثيين دفاعا عن أنفسهم ومناطقهم.
في المقابل, اعتذر الناطق الرسمي باسم الجيش العميد سعيد الفقيه عن توضيح موقفهم حيال مشاركة الجيش من عدمه, واكتفى في حديث للجزيرة نت بالقول إنه غير مخول بالحديث إلا في موضوعات محددة وبتوجيهات مسبقة.
وكان وزير الدفاع الجديد اللواء الركن محمود الصبيحي قال في تصريحات الخميس إنه سيسعى لاستعادة دور الجيش في الدفاع عن سيادة الوطن وأمن واستقرار المواطنين والتصدي للخارجين عن القانون.
مشاركة وتفاهمات
ويرى الخبير العسكري علي الذهب أن قوات الجيش تشارك في هذه المواجهات بعلم وزارة الدفاع، لكن الجديد هذه المرة هو عدم إعلان قرار المشاركة مثلما حدث إبان مواجهة القاعدة في محافظةأبين (جنوب) بين عامي 2012 و2014.
وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن ثمة "تفاهمات ما برعاية أميركية ومباركة يمنية على مستوى قيادة الدولة، أعطت للحوثيين دور المهمة المباشرة في المواجهة، في حين يقوم الجيش بدور الإسناد".
وأوضح الذهب أن هذه المشاركة أثارت حفيظة الكثير من القادة والضباط والجنود على اعتبار أن مهام الجيش تنازعه فيها مليشيات مسلحة تقاتل لفترة محدودة ثم تغادر ليبقى وحده في الواجهة أمام أي نشاطات مستقبلية للقاعدة.
يُشار إلى أن اتفاق السلم والشراكة -الموقع بين الرئيس عبد ربه منصور هادي والحوثيين والقوى السياسية الأخرى عشية سيطرتهم على العاصمة صنعاء يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي- ينص في ملحقه الأمني على إلزام الدولة بتوفير كافة الدعم لمواجهة القاعدة في محافظة البيضاء.