الجزائريون لا يريدون «مصطفى الفقي» أمينًا عامًّا لجامعة الدول العربية
إذا كان لا بد من وجود مصري على رأس الجامعة العربية، فدعوني أخبركم أن في مصر ملايين النساء والرجال القادرين على تولي هذا المنصب، فابحثوا جيدا واقترحوا لنا اسما نوافق عليه جميعا، وحبذا إذا كان من خريجي ميدان التحرير، لتكون مبايعتنا له جزءا من التكريم الذي يستحقه شباب مصر الذين أعلنوا ثورتهم في غفلة من الجميع على النظام الديكتاتوري البائد، واستمروا في النضال إلى أن أطاحوا برؤوسه وأذياله، وإن أحد هؤلاء الأذيال هو الدكتور «مصطفى الفقى»، الذي كان عليه أن يلزم بيته ويتفرغ لقراءة التاريخ، عله يتعلم بعض الدروس المفيدة له ولعائلته.
إن «الفقي» رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى المصري (سابقا)، والعضو المتحمس في الحزب الوطني الملفوظ من حياة المصريين، الذي حاول تبرئة ذمته أمام الشعب، يوم أعلن استقالته في الأسبوع الأول من فبراير الماضي، على الهواء مباشرة، وحمد الله متمنيا بقاء مبارك خلال الفترة القادمة حتى نهاية ولايته، ليستطيع من خلالها إجراء بعض التعديلات الهامة. لا أدري إن كان المصريون قد رضوا عنه أو لم يرضوا، لكن في كل الحالات، هذا شأنهم، وإن كنت واثقا أن شباب 6 أبريل: "لا يقبل أبدا من حكومة تمثل الثوار والثورة.. أن ترشح شخصية عاشت ورضيت وخدمت في نظام الفساد والفشل على مدى أعوام، ليمثل مصر كأمين عام لجامعة الدول العربية.."..
ولا أدري إن كانت الشعوب العربية الأخرى تقبله أو لا تقبله، لكنني أتحدث باعتباري جزائريا لأقول: إن «مصطفى الفقي» مرفوض جملة وتفصيلا، فهو يذكرنا بأسوأ الأيام التي عاشتها العلاقات الجزائرية المصرية، وخاصة بعد مباراة أم درمان؛ إذ خرج علينا «الفقي» على شاشة التلفزيون وقال: (إن مصر تملك العديد من الوسائل للضغط على الجزائريين سياسيا.. مثل تحريك خلافها مع المغرب بسبب دعم الجزائريين لجبهة البوليساريو)..
وهذا لا يعني سوى أن «الفقي» لم تكفه الفتنة التي كانت قائمة بين مصر والجزائر فعبر عن استعداده للقيام بدور ريادي في إثارة فتنة بين الجزائر والمغرب.
رغم ذلك يتكلم هذا الرجل اليوم: "أن الفترة المقبلة سوف تشهد مزيدًا من التلاحم بين الدول العربية لتكون يدًا بيد أمام أي عدوان خارجي".. والسؤال: عن أي تلاحم يتحدث؟
هل التلاحم يتحقق بإرادة رجال مهنتهم إثارة الفتن.
قد يقول بعض الناس: هذا رأيك الخاص، وأنا أقول: قوموا باستفتاء فستجدون أن الجزائريين لا يريدون "مصطفى الفقي" أمينًا عامًّا لجامعة الدول العربية.