فهمي هويدي: اليمن يعيش فصول مهزلة سياسية لم تمر بها أي دولة، وهادي يعترف بعجزه في اليمن لصالح إيران
اخبار الساعة - صنعاء بتاريخ: 06-01-2015 | 10 سنوات مضت
القراءات : (3940) قراءة
أكد الكاتب المصري فهمي هويدي ان اليمن من أعرق دول المنطقة يعيش فصول مهزلة سياسية لم تمر بها أي دولة، موضحا ان المرء لا يصدق أن مجموعة تمثل أقلية، بل هي أقلية ضمن الأقلية، لا هي حزب سياسي ولا هي تشكيل عسكري ولا هي سلطة إدارة، تزحف على العاصمة صنعاء ثم تستولي عليها بسهولة مذهلة.
وقال في مقال عاد نشره موقع "اخبار الساعة" ان السلطة انهارت وتحولت إلى شبح مكتوف الأيدي ومنزوع القدرة، وإن الحوثيين الذين ادعوا أنهم يقومون بثورة وأنهم يريدون تحرير البلاد من النفوذ الأجنبي هدموا مؤسسات الدولة وأطاحوا بالقانون، ة وفرضوا أنفسهم على رئيس الجمهورية وهددوا بعزله، وعينوا نفرا منهم في قيادة الجيش، بعدما نقلوا نصف أسلحته إلى معقلهم في الشمال.
وأشار هويدي الى ان أحدث مشاهد اللامعقول تمثلت فيما أذيع عن أن الرئيس اليمني هادي عبدربه منصور(الذي كاد الناس ينسون اسمه لأن السلطة يتحكم فيها زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي من معقله في صعدة) ، أوفد وزير الخارجية إلى مسقط لا لشيء يتصل بالعلاقات بين البلدين، وإنما لأن سلطنة عمان أصبحت تقوم بدور الوسيط بين دول الخليج وطهران، ودخلت تبعا لذلك وسيطا بين السلطة الشرعية في اليمن وبين الحوثيين.
ولفت الى ان مهمة وزير الخارجية اليمني تلخصت في طلب وساطة مسقط لكي تضغط على الحوثيين للقبول بقرار تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم فيدرالية، وهو القرار الذي يرفضونه، مشيرا الى انه لا تفسير لذلك سوى أن هادي أدرك أنه بات عاجزا عن إنجاز هذه الخطوة، وأصبح مقتنعا بأن النفوذ الذي تمارسه طهران على الحوثيين أقوى من نفوذه هو في اليمن.
و (كان الرئيس اليمني قد شكل لجنة برئاسته تفرعت عن مؤتمر الحوار الوطني لإعادة النظر في التقسيم الإدارى لليمن، بعدما قرر المؤتمر تحويل البلاد إلى دولة اتحادية. وقسمت اللجنة البلاد إلى ستة أقاليم. هذه الفكرة رفضها الحوثيون وبعض السياسيين في الجنوب.)
وأضاف: "أننا إذا وضعنا في الاعتبار أن الحوثيين أصبحوا أصحاب القرار في صنعاء، وأن زحفهم مستمر على بقية محافظات اليمن، وإذا استعدنا رحلة الاتفاق "اتفاق الشراكة" الذي أرسل إلى طهران لمراجعته، فذلك يعني أن القرار في صنعاء صار لطهران وليس لرئاسة وحكومة البلد.
واختتم مقاله بقوله: "تلك حقيقة صادمة، ليس فقط لأنها تصدرت المشهد العبثي الحاصل في ذلك البلد العريق، ولكن أيضا لأن العالم العربي منصرف عنه وعاجز عن فعل شيء إزاءه، وذلك معلم آخر من معالم عموم بلوى اللا معقول المخيم، الذي لم تعد له حدود".
اقرأ ايضا: