قصة كفاح "عامل البناء" الذي ينافس هدافي الدوري الإنجليزي
فرض أوستن (25 عاما) نفسه كإحدى أبرز المفاجآت هذا الموسم في "البريميير ليج" في موسمه الأول بالبطولة والثاني مع كوينز بارك رينجرز، رغم المسيرة السيئة لفريق المدرب هاري ريدناب واحتلاله المركز قبل الأخير حاليا، وسجل أوستن 13 هدفا حتى الآن في الدوري، ليتأخر بهدف واحد عن النجم الأرجنتيني سرخيو أجويرو هداف مانشستر سيتي، وهدفين عن متصدر هدافي البطولة الإسباني دييجو كوستا نجم تشيلسي.
وتبرز موهبة أوستن التهديفية بتفوقه على نجوم لهم باع طويل في هز الشباك بالبريميير ليج، أمثال واين روني والهولندي روبن فان بيرسي من مانشستر يونايتد، والإيفواري ديدييه دروجبا من تشيلسي وأندي كارول من ويستهام، رغم تفوقهم عليه بالملايين في مقارنة القيمة المادية.
وتحدث المهاجم الشاب عن حياته السابقة كعامل بناء، قبل خمسة أعوام فقط، لصحيفة (تيليجراف) "أتذكر يوم عمل كان جسدي مغطى فيه تماما بالطين، لم أتمكن من الانحناء بظهري، سأتذكر هذه الأوقات حين أشعر بالملل من كرة القدم".
ويفتخر أوستن بمهنته المتواضعة؛ ولهذا السبب كانت جماهير فريقه السابق بورنلي تكن له كثيرا من الاحترام، وخصصت له نشيدا تقول كلماته "كان معتادا على بناء الجدران، والآن تشارلي أوستن يسجل الأهداف".
وتفجرت موهبة تشارلي بفرق مغمورة مثل كينتبري رينجرز وهانجرفود تاون وبول تاون، ومع سوينداون تاون سجل 37 هدفا في 65 مباراة، أما مع بيرنلي فسجل 45 هدفا في موسمين، لينتقل إلى كوينز بارك رينجرز في الدرجة الأولى الإنجليزية.
في المقابل لم يتوقف أوستن عن التهديف، فأحرز في موسمه الأول مع كوينز بارك رينجرز 20 هدفا في 37 مباراة، ليساهم بفاعلية في التأهل للدوري الممتاز، ومن ثم واصل الإبداع حتى ناطح كبار النجوم المشاهير، رغم أن قيمته التسويقية تقدر بخمسة ملايين جنيه استرليني فقط، ليصنف ضمن "أرخص أفضل" اللاعبين في العالم.
وهز أوستن شباك تشيلسي ومانشستر سيتي المتنازعين على قمة البطولة هذا الموسم، وسجل "هاتريك" في مرمى وستهام، ليصبح أول لاعب يسجل ثلاثية لكوينز بارك رينجرز منذ عام 1993، لكن إصرار أوستن على تحدي ظروفه المعيشية والتحليق بين نجوم الساحرة المستديرة، جاء بعد أن فسخ نادي ريدينج التعاقد معه حين كان في الـ14 من عمره بسبب تعرضه لإصابة خطيرة بالركبة.
ويرجع الفضل في عودة موهبة أوستن للنور إلى عائلته في المقام الأول التي دعمته بعد الإصابة، بجانب كشاف المواهب بنادي سويندون، كين رايدر، الذي شاهد له مباراتين متتاليتين سجل خلالهما "هاتريك" في المرتين.
والجدير بالذكر أن هال سيتي رفض التعاقد مع أوستن في 2013 لعدم اجتيازه للكشف الطبي، وحينها قرر أوستن الاعتزال بعد شعوره بالإحباط، قبل أن يفتح له كيو بي آر أبواب المجد في نفس العام، والآن صار مشروع رأس الحربة الأساسي لمنتخب إنجلترا، واختتم أوستن حديثه "حين يطلب مني أحد المشجعين التوقيع على أوتوجراف أتساءل (هل أنت متأكد؟)".