صحيفة إماراتية: الحوثيون ينكلون بصنعاء ويحكمون الحصار على هادي وبحاح
طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس الأحد، الأطراف اليمنية المختلفة باحترام العملية السياسية، مؤكداً أن بلاده تعمل مع دول الخليج بشأن التطورات في اليمن، في وقت استمرت التظاهرات المنددة بالانقلاب الحوثي في صنعاء ومدن أخرى، ولجأ الحوثيون أمس إلى الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين والطلاب واعتقلوا صحفيين اثنين واختطفوا ضمن حملتهم لتثبيت الانقلاب والتنكيل بمن يرفضه، كما أحكموا الحصار على منازل الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح والوزراء الذي يمثلون الشرعية في البلاد .
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن بلاده مازالت تلاحق أهدافاً للإرهاب في اليمن، وقال أثناء مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في نيودلهي، إنه "يجب احترام العملية السياسية في اليمن من أجل حل الوضع سلمياً"، مضيفاً أن "على كل الأطراف التحاور بدلاً من اللجوء إلى العمل العسكري"، مؤكداً أن الأولوية القصوى حالياً هي التأكد من سلامة المواطنين الأمريكيين في اليمن .
ودافع الرئيس الأمريكي عن استراتيجية إدارته لمكافحة الارهاب التي تستخدم الطائرات بدون طيار في توجيه ضربات لأهداف تنظيم القاعدة باليمن، وقال إن البديل سيكون نشر قوات أمريكية وهو أمر وصفه بأنه غير ممكن، مضيفاً أنها "ليست من البراعة في شيء وليست بسيطة لكنها أفضل خيار لدينا" . وقال أوباما إن الولايات المتحدة لن تعلق عملياتها لمكافحة الارهاب في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على مقاليد السلطة الأسبوع الماضي .
وبينما أرجأ البرلمان اليمني إلى أجل غير مسمى جلسة طارئة كانت مخصصة لبحث استقالة هادي الخاضع للإقامة الجبرية، نفى مصدر مطلع صحة تسريبات زعمت تراجع هادي عن استقالته وكذلك رئيس الحكومة بحاح، في حين ذكر شهود عيان أن مسلحين من الحوثيين أطلقوا الرصاص الحي لتفريق بداية تظاهرة مناهضة للانقلاب أمام جامعة صنعاء غداة مسيرة احتجاجية كبيرة ضد وجودهم فيها، واعتقالهم ل 26 ناشطاً قبل الإفراج عنهم بعد ضغوطات مارسها سياسيون وإعلاميون .
الرئاسة تنفي تسريبات عن تراجع هادي عن استقالته
الحوثيون يفرقون بالرصاص الحي تظاهرات ضد الانقلاب
هذا وتستمر في العاصمة اليمنية صنعاء ومدن أخرى المظاهرات المنددة بانقلاب جماعة الحوثي المسلحة على الشرعية الدستورية وفرض هيمنة سياسية بالقوة واستمرار سيطرتهم على مؤسسات الدولة، وفرض حصارهم على رئيس الجمهورية ورئيس حكومته وعدد من الوزراء، فيما نفى مصدر رسمي في الرئاسة أنباء تسريبات عن تراجع هادي عن استقالته .
وأقدم أمس مسلحو الحوثي على تفريق محتجين معظمهم من طلاب جامعة صنعاء، تجمعوا أمام بوابة الجامعة من الداخل، للخروج بمسيرة احتجاجية لرفض وجود المليشيات المسلحة الحوثية في العاصمة والتنديد بمساعي جر البلاد إلى الفوضى .
ووفق شهود عيان فان مسلحين حوثيين بمعية رجال أمن قاموا بإطلاق الرصاص في الهواء والاعتداء بالعصي على الطلبة، بغية تفريقهم ومنعهم من الانضمام إلى محتجين آخرين تجمعوا في ساحة التغيير خارج الجامعة . كما أقدم مسلحو الحوثي على اختطاف عدد من الشباب المحتجين بعد الاعتداء على بعضهم والتلفظ عليهم بألفاظ نابية، بينهم طالبات، وأكد أحد المشاركين في المظاهرة اختطاف قرابة 20 شاباً وطالباً، أغلبهم ينتمون للحزب الاشتراكي اليمني .
وأكد مصدر طلابي ل"الخليج" أن إطلاق نار كثيف وقع داخل الحرم الجامعي، لتفريق مسيرة كان طلاب الجامعة يعتزمون الخروج بها بعد قمع زملاء لهم أمام بوابة الجامعة، الواقعة ضمن ساحة التغيير التي شهدت ميلاد الاحتجاجات الأولى ضد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مطلع العام 2011 . كما اعتدى الحوثيون على صحفيين كانوا يغطون المظاهرة ومنعوهم من تصوير الممارسات القمعية لمسلحي الحوثي للطلبة والطالبات، ومصادرة آلات التصوير وتكسيرها، كما لوحظ اعتداءات مباشرة على طالبات شاركن في المظاهرة .
من جانبه، أدان مجلس شباب الثورة السلمية اعتداء ميليشيات الحوثي على طلاب جامعة صنعاء الذين تجمعوا عند بوابتها رفضاً لمصادرة الدولة والشارع وسيطرتها على مؤسسات الدولة، داعياً "اليمنيين للتعبير عن رفضهم وغضبهم جراء استهداف حرياتهم وحقهم في التظاهر من خلال مواصلة تنظيم المسيرات الشعبية حتى تحرير اليمن من سلطة المليشيا الفاشية" وفق تعبيرهم .
ودعا المجلس ميليشيا الحوثي لاطلاق سراح جميع الناشطين فوراً ومن دون شروط، مطالبا جميع القوى السياسية لمقاطعة جماعة الحوثي كونها قائمة على العنف والفيد والسطو على مؤسسات الدولة وارهاب المجتمع بوسائل بوليسية فاشية"، كما جاء في البيان .
وفي مدينة تعز، خرجت نهار أمس مسيرة للأهالي، جابت شوارع المدينة، منددة بانقلاب الحوثيين، ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها إن تعز لن تقبل بأي سلطة غير سلطة الدولة .
وأفاد مصدر في الرئاسة اليمنية أنه لا صحة لما أُشيع عن عدول الرئيس عبدربه منصور هادي عن استقالته التي قدمها الخميس الماضي إلى هيئة رئاسة مجلس النواب . وأكد ل"الخليج" أن أي مستجد بهذا الشأن سيتم باعلان أو بلاغ من الرئاسة، مستنكراً إشاعة مثل هذا التسريب وهو عبارة عن فبركات اعلامية من أطراف تريد تعميق الأزمة في البلاد .
وكانت بعض المواقع الإلكترونية بثت أخباراً ملفقة عن قرار للرئيس هادي بالعدول عن استقالته . كما نُسب إلى مصدر مقرب من الرئيس هادي "ان موقف الرئيس هادي من الاستقالة التي تقدم بها لمجلس النواب نهائية ولا نقاش في التراجع عنها، مضيفاً ان بعض الاطراف تحاول الترويج لاخبار كاذبة ولا تمت للواقع بأي صلة تذكر وأنها مجرد تسريبات . وأشار المصدر في تصريحه إلى أن موقف الرئيس هادي كان واضحاً في لقائه بالمبعوث الأممي جمال بن عمر والتي أوضح فيه أنه لن يتراجع عن استقالته .
بحاح يربط العدول عن استقالته بانسحاب المتمردين من صنعاء
فشلت جماعة الحوثي في اقناع رئيس مجلس الوزراء المستقيل خالد بحاح بالتراجع عن استقالة الحكومة، في محاولة منها لحصر الأزمة القائمة في البلاد باستقالة الرئيس عبدربه منصور هادي فقط والتمهيد لتشكيل مجلس رئاسي مؤقت مع تحويل حكومة الكفاءات إلى حكومة تسيير أعمال حتى انتهاء الفترة الانتقالية الجديدة .
وأكد مصدر مقرب من رئيس الوزراء المستقيل ل"الخليج" أنه رفض بشدة التراجع عن استقالة حكومته وأبدى إصراراً على اعتبارها قراراً نهائياً لا رجعة عنه، إلا في حال تم التراجع الكامل من الحوثيين والتنفيذ المسبق للملحق الأمني لاتفاق السلم والشراكة الوطنية والانسحاب من العاصمة وكل المؤسسات الحكومية واحترام الشرعية الدستورية القائمة في البلاد .
وعزز مسلحو جماعة الحوثي من انتشارهم المسلح حول محيط منزل الرئيس اليمني المستقيل هادي الذي لايزال خاضعاً للإقامة الجبرية في منزله من قبل الحوثيين، الذين رفضت قياداتهم السماح له بمغادرة العاصمة والتوجه إلى عدن ووجهت بتشديد إجراءات الحراسة على منزله . كما رفض مسلحو جماعة الحوثي رفع حصارهم المفروض على منازل الوزراء الممثلين للجنوب في حكومة الكفاءات لمنعهم من مغادرة العاصمة والتوجه إلى عدن والمحافظات الجنوبية التي اعلنت العديد منها فك الارتباط مع صنعاء ورفض محافظوها تلقي أي توجيهات أو أوامر إدارية صادرة من السلطة الانقلابية فيها .
جباري يلمح لاحتمال إيجاد فرصة لحلول سياسية
إرجاء الجلسة الطارئة للبرلمان إلى أجل غير مسمى
تعثرت مساعي عقد جلسة مشتركة طارئة لمجلسي النواب والشورى للبت في استقالة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وحكومة المهندس خالد بحاح التي كانت مقررة أمس الأحد بصنعاء .
وأكد الأمين العام لحزب العدالة والبناء وعضو مجلس النواب عبدالعزيز جباري في تصريح ل"الخليج"، أن سبب إرجاء جلسة مجلس النواب التي كانت مقررة أمس، للبت في استقالة الرئيس هادي من دون تحديد موعد لاحق للانعقاد، يرجع لاعتبارات تتعلق بوجود توافق بين الكتل البرلمانية لتأجيل الجلسة لإتاحة الفرصة للأحزاب للتوصل لحلول سياسية .
وأشار النائب جباري إلى أن ما تردد عن مقاطعة كافة أعضاء الكتلة البرلمانية الجنوبية للجلسة المقررة لمجلس النواب للبت في استقالة رئيس الجمهورية ليس دقيقاً وأن المقاطعة لا تشمل كافة أعضاء الكتلة منوهاً بأنه لمس إدراكاً من كافة الاطراف بمن فيهم "من يسيرون في ركب الحوثيين" لجسامة المخاطر التي تحدق باليمن في حال استمرار التصعيد القائم في البلاد وتفهماً بأن التوصل لتسوية سياسية هو المخرج لهذه الأزمة غير المسبوقة .
وأبدى عضو مجلس النواب تفاؤله في إمكانية التوصل لتسوية سياسية للأزمة المتصاعدة والقائمة في البلاد جراء انقلاب الحوثيين على الشرعية الدستورية .
من جهة أخرى، اعتبرت مصادر سياسية مطلعة في تصريحات ل"الخليج" أن استمرار محاصرة الحوثيين وسيطرتهم على مقر مجلس النواب بصنعاء، وعدم اكتمال النصاب القانوني جراء مقاطعة أعضاء الكتلة البرلمانية الجنوبية للجلسة المقررة، هو ما تسبب في تعثر انعقادها في موعدها المقرر أمس .
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين يرفضون انعقاد جلسة استثنائية لمجلس النواب للبت في استقالة رئيس الجمهورية والحكومة، بدعوى أن المجلس فقد شرعيته كونه تم التمديد له ولم يتم اجراء انتخابات نيابية بحسب ما ينص عليه الدستور الذي حدد فترة ولاية البرلمان بست سنوات .
وأعلن البرلمان اليمني تأجيل جلسته الطارئة التي دعا إليها الخميس الماضي بصدد النظر في استقالة الرئيس هادي المقدمة للمجلس إلى موعد آخر، غير مسمى . وأقرت هيئة رئاسة مجلس النواب تأجيل الجلسة الطارئة لمجلس النواب التي كان من المقرر انعقادها أمس الأحد إلى موعد آخر سيتم تحديده لاحقاً ليتسنى إبلاغ كافة أعضاء المجلس بالحضور .