اخبار الساعة

​الولايات المتحدة: حنين إلى العنصرية !

اخبار الساعة - د. عادل محمد عايش الأسطل بتاريخ: 12-02-2015 | 10 سنوات مضت القراءات : (3611) قراءة
وصلت في أواخر العام الماضي إلى مدينة فيرغسون بولاية ميسوري الأمريكية، موجة صاخبة من العنصرية والتمييز العرقي، تلك المدينة التي تتواجد فيها نسبة كبيرة من السود الأمريكيين -حوالي 70%- في مقابل نسبة ضئيلة من أفراد الشرطة السود (3- 50) من البيض، بعد أن أقدمت الشرطة على قتل شابٍ أسود، وهو من الشبان العاديين، ولا تبدو عليه علامات استثنائية مُوجبة للقتل، وربما كانت هذه الحادثة مجرد حادثة للوهلة الأولي، لكن سرعان ما تبيّن بأن لها جوانب عنصرية، وتعززت بشكلٍ واضح عندما قامت المحكمة بتبرئة الشرطي الذي قام بعملية القتل، حيث نشأت احتجاجات عارمة، امتدّت إلى ولايات أمريكية مختلفة، ضد التمييز العنصري وعنف الشرطة المسلط، وعلى رأسها، نيويورك وشيكاغو والعاصمة واشنطن، والتي أثارت تساؤلات كثيرة حول تحيز أجهزة الأمن والقضاء في الولايات المتحدة، التي تسمح سلطاتها لنفسها بالتدخل في شؤون غيرها من الدول بذريعة الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ما دفع بوزير العدل الأمريكي "إريك هولدير" باعتباره (أسود) لتقديم استقالته الذي تسلم عام 2008 كأول رجل أسود يتبوأ هذا المنصب.
 
هذه الحادثة ليست فريدة من نوعها، بل كانت هناك حوادث مشابهة ومختلفة، تأتي ضمن هذا الإطار، والتي تصل إلى قتل مواطن أسود كل 48 ساعة (الأسود يضم العرب والآسيويين والأمريكيين الجنوبيين وسواء كانوا مسلمين أو يتبعون لِملل ومذاهب أخرى) حيث لا يزالون يُعتبرون داخل المجتمع الأمريكي فئة مهمشة، وتعاني الكثير من مشاكل الفقر والبطالة وتدني مستويات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، والتي لم تتغير أوضاعهم مع وصول أول رئيس أسود "باراك أوباما" إلى سدّة الحكم في البلاد، والذي بدل من أن يهتم بتهدئة خواطرهم، قام بالتهديد بمعاقبة المحتجين والمتعاطفين معهم، وكأنما أُبلغوا أو تم تذكيرهم بأن وجودهم في الوطن كمواطنين أمريكيين، لا يعني أنهم على حقوق متساوية.
 
هؤلاء المغضوب عليهم، لم ينسواْ معاناة أجدادهم، والتي هي لا زالت تظهر على قبورهم التي دفنوا بها، وهم يذكرون جيداً تاريخ الجنس الأبيض المليء بالعنصرية والتمييز العرقي، حتى وإن لم يُذاع في قنوات المذياع والتلفاز ووسائل الإرسال الأخرى، ولا زالوا يضطرون الى إخجال أبنائهم في هذا الصدد، كي لا يُصدموا على مدار حياتهم.
اقرأ ايضا: