اخبار الساعة

القيادي الجنوبي باتيس يشن هجوماً لاذع على المبعوث الأممي جمال بنعمر (حوار)

اخبار الساعة - صنعاء بتاريخ: 14-02-2015 | 10 سنوات مضت القراءات : (3397) قراءة
شن الأمين العام للاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية في اليمن عضو رئاسة الهيئة الوطنية للرقابة على تطبيق مخرجات الحوار الوطني صلاح باتيس، هجوما لاذعا على مبعوث هيئة الأمم المتحدة لليمن جمال بنعمر، متهما إياه بأنه يحاول “شرعنة انقلاب جماعة أنصار الله الحوثي، بإصراره على عدم إدراج الجماعة المتمردة منذ زمن ضمن قوائم الجماعات الإرهابية وفقا للبند السابع، وقال “الشعب اليمني لم يعد يثق في دور بنعمر”.
وأكد باتيس – بما لا يدع مجالا للشك – على معلومة محورية، مفادها أن الحوثي لم يكن ليتجرأ على انقلابه والإعلان الدستوري الذي أعلنه أخيرا لولا وجود ضوء أخضر له من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وقال إن شعار “الموت لأميركا” الذي تتشدق به جماعة الحوثيين ما هو إلا شعار تفضحه التحالفات الحالية.
وفي شأن المبعوث الدولي، قال باتيس في حديثه إلى صحيفة “الوطن” “بنعمر يتحمل المسؤولية عما جرى في الملف اليمني، لأنه يضفي شرعية على انقلاب الحوثيين في ظل دعوته المستمرة إلى إجراء حوارات بين القوى السياسية اليمنية تحت فوهة المدفع والسلاح والدبابة الحوثية”.
 
 
هذا وغيره من الحقائق نجدها بين سطور الحوار التالي:
 
مسؤولية أممية
بداية، يلاحظ في تصريحاتكم وخطاباتكم أنكم تحملون المبعوث الدولي لليمن جمال بنعمر مسؤولية ما يحدث في اليمن، ألا ترون أن بنعمر ما كان له أن يفعل شيئا لوحده، وأن جماعة الحوثيين تمكنت من تنفيذ مخططها بفضل تعاون جهات داخلية معها؟
الشعب اليمني لم يعد يثق في الدور الذي يقوم به بنعمر، ولم يعد يثق في المقابل بدور المجتمع الدولي في العملية السياسية اليمنية وحقيقة موقفها من جماعة أنصار الله الحوثية التي نمت وترعرعت أمام ناظريها، بدأت بدماج ثم انتشرت شيئا فشيئا حتى وصلت إلى اجتياح محافظة عمران، وقتلها اللواء حميد القشيبي في الـ8 من يوليو 2014 على يد ميليشيا الحوثيين بعد اقتحامهم مقر اللواء 310 مدرع الذي يقوده القشيبي، ثم حاصر العاصمة صنعاء فترة طويلة قبل أن يجتاحها في الـ21 من سبتمبر الماضي.
كل ما سبق حدث والمجتمع الدولي يلاحظ ذلك، وبنعمر يذهب إليهم في صعدة ويلتقي بهم في مكاتبهم السياسية، إضافة إلى التقاء الحوثيين ببعض سفراء الدول العشر الراعية، خاصة السفيرين الأميركي والبريطاني، وأصبح الشعب اليمني يضع الجميع في دائرة التهمة حتى القوى السياسية اليمنية التي تجلس على طاولة الحوار مع الحوثي في ظل الانقلاب الحالي وسيطرته على القصر الرئاسي، وتوج كل ذلك بالإعلان الدستوري أحادي الجانب من قبل الحوثي.
لذلك فإن هناك أسئلة عدة تطرح نفسها بقوة في مقدمتها جدوى الحديث عن أي حوار وطني بعد كل التداعيات التي أفرزتها جماعة الحوثي، ولماذا لم نسمع قرارا واحدا يدين عمليات أنصار الله بقرار واقعي على الأرض يصنف الجماعة ضمن قوائم المنظمات الإرهابية.
 
 
تواطؤ غربي
تتحدث أيضا عما يمكن وصفه بأنه دور أميركي مشبوه؟
بصراحة ووضوح أقول إن الحوثي لم يكن ليتجرأ على الانقلاب والإعلان الدستوري الفاضح في القصر الجمهوري بصنعاء لولا الضوء الأخضر الأميركي، لأنه تمكن من تسويق نفسه لديهم، وأقنعهم بأنه سيكون البديل المحافظ على مصالحهم في اليمن، وفرض الهيمنة على المواقع الاستراتيجية.
وهناك نقطة مهمة تمكنت الجماعة المتمردة من استغلالها بصورة تامة، وهي أن الحوثي أقنع واشنطن بأنه حليفها في مقاتلة تنظيم القاعدة في تخوم اليمن مع أن الجميع يدرك أن الحوثي والقاعدة وجهان لعملة واحدة، وهما جماعتان إرهابيتان خارجتان عن قانون الدولة، ولا تعترف بها أصلا، بل تهاجمان معسكرات الجيش ومؤسسات الدولة في مناطق مختلفة من اليمن.
لذلك فإن الأميركيين يخطئون عندما يرون في جماعة أنصار الله الحوثية “حليفا استراتيجيا”، والإدارة الأميركية ألقت للأسف الشديد بالشرعية الدستورية وآمال الشعب اليمني عرض الحائط، ويضعون أيديهم في يد من يقول “الموت لأميركا”، لأنهم يعلمون أنها مجرد شعارات كاذبة.
 
 
الدور الخليجي المطلوب
كيف ترون الدور الخليجي وما هو المطلوب من دول المبادرة الخليجية؟
الدور الخليجي والسعودي على وجه التحديد كان ركيزة أساسية، لذلك ينبغي أن تصل هذه الدول إلى قناعة حقيقية مفادها أن المصلحة والأمن والمصير الخليجي مشترك مع اليمن، وهو خاصرة الخليج، وأي انفجار يحدث فيه من الضروري أن تكون له تداعيات سلبية على دول مجلس التعاون عموما، لا سيما في ظل توافر أدلة ثابتة تؤكد أن الحوثي ذراع إيراني بامتياز.
لذلك أرى حتمية تفعيل وزيادة حجم التعاون بين دول الخليج والشعب اليمني الثائر في الشوارع، وأن يحذر الجميع من تداعيات هذا الانقلاب، وأن تضع دول الخليج أياديها في أيدي القوى السياسية الوطنية التي أدلت ببيانات واضحة رافضة للانقلاب.
يلاحظ تركيزكم على تحميل جماعة الحوثي مسؤولية انفجار الأوضاع في اليمن مع أن البلاد تعاني
 
أصلا من مشكلات كثيرة متعددة على أكثر من صعيد؟
جماعة الحوثي تتحمل كامل المسؤولية فيما آلت إليه الأمور في المشهد اليمني، خاصة بعد إعلان عدد من السفارات الغربية توقف أعمالها في العاصمة اليمنية صنعاء، وتلك الخطوة دليل على منحنى خطر تمر به الأزمة اليمنية في ظل تعنت الجماعة المتمردة وإصرارها على استكمال الانقلاب، والسيطرة بقوة على مفاصل الدولة، والتوسع في المحافظات الأخرى، خاصة تلك التي تتمتع بمواقع استراتيجية بحرية، مثل عدن المطلة على مضيق باب المندب، أو تلك التي تحوي مصادر طاقة غنية كالنفط والغاز، كمحافظات مأرب وشبوة وحضرموت.
 
 
تآمر داخلي
هل تعني أن الحوثيين فعلوا كل ذلك لوحدهم دون أي معاونة من طرف ثالث؟
هناك قضية لم تعد خافية على أحد وهي وجود دعم واضح مفضوح من الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتنصله من الاتفاق التنفيذي للمبادرة الخليجية التي أعطته الحصانة مقابل اعتزال العمل السياسي، ومن الواضح أن علي صالح استخدم تحالفه مع الحوثيين للانقلاب على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، والانتقام من الشعب اليمني الذي ثار ضده في فبراير 2011.
كذلك فإن الحوثي يتحرك بمنطق المذهبية والقوة والمناطقية وليس بمنطق الدولة، فهو يصرف على ميليشياته والمرتزقة الذين يساندونه من إرادات الدولة اليمنية، ويسيطر على المحافظات بهؤلاء المرتزقة، ويضع الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء المهندس خالد بحاح تحت الإقامة الجبرية، ويشدد الحراسة عليهما، ويتجسس عليهما ويتنصت على اتصالاتهما ومراقبة من يخرج ويدخل لمقريهما، وكل ذلك بمنطق السلاح.
وعلى الجميع أن يدرك بوضوح أن وجود صالح في اليمن أمر خطر، بعد أن ثبت تورطه في إسناد الحوثيين عبر ألوية عسكرية تابعة له ولنجله العقيد السابق في الحرس الجمهوري أحمد.
 
 
عبء وطني
ولكن صالح من المحطات السياسية الرئيسة في اليمن ولا يمكن تجاوزه بهذه السهولة، خصوصا في ظل وجود أنصار كثيرين له، وحزب سياسي يقف وراءه الملايين؟
 
صالح لا مستقبل له في اليمن وخروجه أصبح اليوم ضرورة، فهو لم يصبح عبئا على العملية السياسية اليمنية ومستقبل البلاد فقط، بل أضحى عبئا كذلك على كيانه الحزبي “المؤتمر الشعبي العام”، وخروجه اليوم أصبح مطلبا مهما حتى يكفي البلد شر مؤامراته ومخططاته.
 
هل يستلزم القيام بمثل هذه الخطوة تعديل بنود المبادرة الخليجية لتضمينها خروجه من البلاد؟
لا أريد أن أضع تفاصيل كثيرة، ولكني أكرر ما قلته من أن وجود علي صالح أحد أسباب التوتر في اليمن، وأكتفي بذلك.
 
هل ترى أن اليمن قريب من استنساخ التجربة الليبية والاقتتال الداخلي بين الفرقاء؟
لا يمكن أن يحدث ذلك على الإطلاق، فما زال في اليمن عقلاء وحكمة لا تنجر إلى أهداف الحوثيين بشأن الوصول إلى الاقتتال، ما زلنا نحاول جذبهم إلى طاولة الحوار على أساس المبادرة الخليجية، وتخليهم عن السلاح، رغم أن الحوثي يتحرك عسكريا بغطاء من قبل الأمم المتحدة، ولم تصدر عقوبات ضده كمعرقل للعملية السياسية في اليمن، وهو أساس المشكلة وليس جزءا من العملية كما تروج بعض الأطراف.
 
 
آفاق الحل
إذاً كيف ترون فرص الخروج من الأزمة الحالية؟
هناك محددات عدة لا بد من مراعاتها، في مقدمتها أن توصف الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية جماعة الحوثي كجماعة إرهابية، حتى يبرئوا ذممهم أمام شعوبهم عامة، وتقديم الدعم الدولي والإقليمي للاصطفاف الشعبي الكبير من القوى السياسية المختلفة، ومكونات المجتمع المدني، حتى تعاد الشرعية والسلطة الحقيقية إلى الشعب اليمني.
 
وإذا أراد الحوثيون العودة إلى المشهد اليمني من جديد فإن هناك بعض الخطوات الضرورية التي لا بد من القيام بها، منها تراجعهم عن الانقلاب، وإزالة الأسباب السياسية التي أدت إلى استقالة كل من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ورئيس حكومة الكفاءات خالد بحاح، وإزالة كل أسباب التوتر في العاصمة صنعاء والعودة إلى ما قبل الانقلاب الذي حدث في 21 سبتمبر الماضي، وكذلك التزامهم بضمانة حقيقية حتى نصل بعد ذلك إلى تنفيذ اتفاق “السلم والشراكة”.
 
 
غياب الجيش
هناك أيضا سؤال كبير يطرح نفسه بقوة، وهو أين ذهب الجيش اليمني، ولماذا اختفى بهذه السرعة؟ ولم لا يقوم بواجبه الرئيس في حماية البلاد؟
 
أعتقد أن الجميع يدرك أن ولاء فرق الجيش اليمني تتوزع – للأسف الشديد – بين اعتبارات قبلية، لكنه أثار نقطة مهمة، ولكن القوة العسكرية الضاربة التي تمتلك كفاءة قتالية عالية وإمكانات في السلاح والمال هي بيد الرئيس المعزول السابق ونجله أحمد، وهي عبارة عن 34 لواء فيما كان يسمى بقوات الحرس الجمهوري الذي بناه منذ انفراده بالسلطة في انتخابات 1997، وهي تمتلك ترسانة عسكرية وهو بمثابة جيش مستقل تابع له.
 
ختاما، هل ترى أن ما يحدث في الشوارع من حراك شعبي يمكن أن يرغم جماعة الحوثيين على إعادة الأمور إلى نصابها؟
جماعة الحوثي ستصاب، إذا أصرت على تعنتها، بانتكاسة توازي انتصاراتها، وما زلت عند هذه القناعة، وأثبتت الأيام ما كنت أتوقعه، وستكون انتكاسته أسرع من انتصاراته الوهمية التي يسطرها اليوم بشكل متغطرس بعد أن تهور بإعلانه الدستوري الأحمق، مقصيا فيها كل القوى السياسية الوطنية، بما فيها بعض شركائه السياسيين في الانقلاب، وبهذا الإعلان يكون الحوثي أفرد قصة نهاية مشروعه السياسي غير الوطني.
 
 الوطن أونلاين
اقرأ ايضا: