الأردن: تهدد بمعاقبة أئمة مساجد يرفضون الصلاة على "روح الكساسبة"
اخبار الساعة - متابعة - صدام الملكاوي بتاريخ: 15-02-2015 | 10 سنوات مضت
القراءات : (3624) قراءة
رغم الخطة التي بدأتها وزارة الأوقاف الأردنية، قبل أشهر، لتنظيف مساجدها من التطرف والخطاب الديني المتشدد، إلا أن العديد من الأئمة المتطرفين يواصلون الصعود للمنابر وبث فكرهم المتطرف لمئات المواطنين.
ويرفض أئمة في مناطق مثل محافظة معان، جنوبي البلاد، ولواء الرصيفة في محافظة الزرقاء، وبعض مناطق محافظة إربد، الامتثال لأوامر وزارة الأوقاف بنبذ التطرف وتوجيه المواطنين لذلك.
ويخشى المسؤولون والمواطنون من انجرار مئات المواطنين وخصوصاً الشباب، وراء الخطاب المتشدد الذي يسمعونه في مساجد مناطقهم.
وتعليقاً على هذا الأمر، قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية هايل داود لـ 24: "إن الوزارة ومنذ أشهر بدأت بتنفيذ خطة استراتيجية للوقوف في وجه التطرف، وإبعاد المواطنين عن خطر هذه الآفة التي تهدف لتشويه صورة الإسلام والمسلمين".
ولفت الداود إلى أن "الوزارة وصلها معلومات مؤخراً بعدم إقامة صلاة الغائب على الشهيد معاذ الكساسبة، الذي أعدمه تنظيم داعش، لأسباب عديدة منها رفض إقامة الصلاة اعتراضاً".
إجراءات
وأوضح الداود أن الوزارة "ستتخذ إجراءات إرشادية في البداية لمحاولة حل الإشكال، وفي حال لم تنجح في إرشاد الأئمة، ستتخذ إجراءات عقابية بحقهم".
وأكد وزير الأوقاف أن الحكومة لا تستهين بأي بقلة عدد المساجد التي يصدر عنها خطاب متطرف، لأن هذه المساجد تخاطب المئات من المواطنين.
من جهته، قال وزير التنمية السياسية خالد الكلالدة "إن التطرف هو عدو الديمقراطية والاصلاح والسلم والاستقرار"، مؤكداً أن الإصلاح والحوار هو الطريقة المثلى لمواجهة اتساع التطرف في المنطقة.
ولفت الكلالدة إلى أن "رفض بعض الأنظمة العربية الإصلاح الذي طالبت به الشعب سابقاً، ورفع الشارع لسقف مطالبه، أدى لدخول التنظيمات المتطرفة واستغلالها لثورات الشعوب لبث تطرفها".
المعالجة
من جهته، رأى المحلل السياسي والكاتب الصحفي راكان السعايدة، أن "المشكلة في مواجهة التشدد ليست في التشخيص، وبيان أسبابه ومحفزاته، وإنما في طرق المعالجة، التي تقتصر على بعدها الأمني الاستخباري والعسكري، وهذه أولاً قاصرة على الحسم، وثانياً هي محفزة للتشدد وتوسع أنصاره، واللجوء إلى الحل الأمني العسكري ربما هو لجوء إلى الأسهل والأقل تعقيداً، ولو نسبياً".
وأشار السعايدة إلى أن "المعالجة الحقيقة يجب أن تكون معالجة شاملة، سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية وثقافية، إلا أن إدراك الأنظمة السياسية لضرورة هذا المعالجات، لم يترجم إلى إجراءات حقيقية وعميقة وجذرية، بل بقيت معالجات سطحية يغلب عليها البعد السياسي والإعلامي، ودليل ذلك أن المعالجات التي تطرح الآن، سبق وتم طرحها، مرات عديدة من أحداث 11 سبتمبر (أيلول) التي أصابت أمريكا، ولم تحدث فرقاً لأنها بقيت "كلاماً" بلا استراتيجيات محكمة ومنسقة، وذلك إما لأن الخطط بقيت دون ترجمة أو انها ترجمت بطريقة مشوهة".
وأكد المحلل السياسي على ضرورة "التيقن بأن المعالجات كونية وليست على مستوى الدولة الوطنية، لأن أي دولة وطنية لا يمكنها أن تضعف التشدد والتطرف، طالما النطاق الإقليمي والعالمي لا يزال يضخ محفزات التشدد".
اقرأ ايضا: