أزرع الكراهية تحصد العنف
ما يحدث اليوم من تعبئة خاطئة للشباب من قبل بعض الأحزاب والجماعات تولد العنف.. وتزرع الكراهية وتجعل منهم -أي الشباب- قنبلة مؤقتة جاهزة للانفجار في أي وقت .. تبشر بنتائج وخيمة وتولد عنفاً وحقداً بين أوساط المجتمع عاجلاً ام أجلاً.. وقد ظهرت نتائج تلك التعبئة الخاطئة على الملأ من اعتداء على الأبرياء والنساء والعجزة .. تعذيب وإحراق.. فالمتابع للاحداث التي يمر بها الوطن وما يحدث هنا وهناك من اعتداءات للبعض من قبل مجموعة من أولئك الشباب والمغرر بهم والذين رفعوا شعار التغيير والدولة المدنية الحديثة بداية ما يسمى بثورتهم .. تلك الأحزاب التي صادرت الحريات وأباحت الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة.. احرقوا ... نهبوا .. صادروا ..
أيعقل ان يعتدى على النساء ويضرب الشائب والكهل وتحرق الممتلكات.. تصادر الحريات وتكمم الأفواه ..ووو .. من اجل ماذا؟! هل لأنه خالفهم بالرأي والفكر او لأنه كان مع الطرف الآخر.. من اجل تحقيق مآرب وإطماع ومصالح والانقلاب ...؟! بالله عليكم جعلوا من تعبئتهم لشبابنا وقوداً وقنابل... لماذا؟
يا الله فرحنا بداية الأمر واستبشرنا خيراً بشبابنا بداية ثورتهم .. وقلنا جاءنا الفرج .. وهؤلاء هم نصف الحاضر وكل المستقبل.. سيتغير الحال الى الأفضل سنلبي ما نتطلع إليه ونحلم به .. ستزيد المحبة والإخاء والوحدة بين شبابنا.. سنقضي على براثن التخلف والإمامة والتفرق والتمزق والشتات...
أي أحزاب تلك .. التي أصبحت لا تفكر الا بمصالحها ولو على حساب مستقبل أجيالنا.. تحولت من توعية وإرشاد إلى تحريض، من مرشد إلى مضلل، من بناء إلى هدم، من سلام إلى دمار، من حب إلى حقد وكراهية، من إخاء إلى عداء، من هدوء إلى عنف، من صدق إلى كذب..
نقول لهؤلاء اتقوا الله في شبابنا أبعدوهم عن حقدكم وإطماعكم وحساباتكم كفاكم تعبئة خاطئة وسيئة لشبابنا لا تنم سوى عن عقلية وفكر تلك الأحزاب ... تعبئة وغرس مفاهيم وأفكار مغلوطة تزرع الأحقاد والكراهية في نفوس شبابنا على اخوانهم، بغض وعداء وخلاف إلى ابعد ما يتصوره العقل..
احزاب استغلت هيجان وعنفوان الشباب واستثمرته بتجنيدهم وتعبئتهم .. لماذا .؟! لتحقيق مآرب وأطماع وتصفية حسابات لا أول لها ولا آخر.. أشعلت النيران فتزايد العنف .. اعتداء وانتقام من من؟! .. أباحت المحظور وحظرت المباح .. أحلت المحرم وحرمت الحلال ... كذبت الصدق وصدقت الكذب .. أشاعت الفوضى واستباحت المحظورات .. شرعت وأفتت...قاست واستنسخت على هوى ومزاجية تلك الأحزاب والجماعات... نست واغفلت المبادئ والثوابت وتعاليم ديننا الحنيف وسنة نبيه الكريم..
لماذا كل هذا ؟! أيعقل ان يكون من اجل الكرسي.؟! السلطة والانقلاب على الدستور والقانون والشرعية والمواثيق والاتفاقيات والأعراف والديمقراطية التي ارتضيناها واخترناها جميعاً..
طمعت بحق الغير .. فالذي لم يتحقق بالاتفاقات والحوارات والصندوق وإرادة الشعب أرادت ان تحققه بالعنف والبغض والكراهية وإشعال الحروب والفوضى والانقلابات..
أعجزت بها السبل ولم تجد طريقة أخرى لكل ذلك سوى باستغلال شبابنا وبما أصبحت تسلكه وتتبعه وتنتهجه..؟
عجبي!! أين ذهبت تلك الشعارات الرنانة والأهداف والمبادئ التي تغنت بها وأوهمتنا طويلاً وادعتها لنفسها دون غيرها .. هل ذهبت أدراج الكراسي وتلاشت..؟
ما ذنب شبابنا لتفعل بهم كل ذلك .. أيكون ذنبهم أنهم يوماً أرادوا التغيير وجعلوه شعارا لهم نحو الأفضل وتحقيق المستقبل المشرق لنا ولوطننا ونادوا به وخرجوا من اجله .. حلموا وتطلعوا إلى فضاء رحب ومستقبل آمن .. بقلوب مؤمنه وصادقة وأخوة وحب متبادل بوحدة الآراء والخطط.. ليحولونه إلى نقيض لكل ذلك..
أيكون ذنبهم أنهم فتحوا قلوبهم للجميع واستقبلوا ورحبوا بهم بينهم.. لتركب موجتهم وشرق ثورتهم تصادر أحلامهم وأهدافهم وتطلعاتهم بل ولم يقف الأمر عن هذا الحد بل أكثر من ذلك .. أصبحت تلك الأحزاب التعبئة الخاطئة تزرع بينهم الأحقاد والفتن نشرت بينهم الكراهية وحب الانتقام.. شتت أفكارهم .. وأوقفت أحلامهم، غرست وعبت أفكارهم بافكار انتقامية وأشربتهم عداء وبغض وتآمر على وطنهم وعداء على اخوانهم وأهاليهم .. فرقت بينهم لتحكم .. صادرت حقوقهم تطلعاتهم .. ذكرتهم مآسيهم وأشعلت نيران الانتقام والعنف .. أحلت لهم كل شيء وأباحت لهم كل محظور.. ساقتهم الى طريق العنف والفوضى وأوهمتهم بأنه الطريق الوحيد لتحقيق كل ما يتطلعون اليه ويصلهم إلى ما يصبون اليه..
albasher787@hotmail.com