مقاتلون من الجنوب يطردون الحوثيين من وسط عدن بعد إنزال أسلحة
اخبار الساعة - من محمد مخشف - رويترز بتاريخ: 04-04-2015 | 10 سنوات مضت
القراءات : (4800) قراءة
تمكن مقاتلون موالون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من إخراج مقاتلي جماعة الحوثي من وسط مدينة عدن يوم الجمعة بعد حصولهم على شحنات أسلحة وذخائر ألقتها لهم طائرات حربية تشارك في الحملة التي تقودها السعودية في الجزء الذي يتمركزون به في المدينة.
جاءت الانتكاسة العسكرية للحوثيين بعد أيام من تقدمهم في عدن آخر معقل مهم للمقاتلين الموالين لهادي رغم حملة جوية تقودها السعودية منذ أكثر من أسبوع.
وبدأت السعودية -التي شعرت بالقلق الشديد إثر تقدم الحوثيين المتحالفين مع إيران صوب مركز قوة هادي في عدن- حملتها العسكرية قبل تسعة أيام مع دول داعمة أخرى في المنطقة.
ويمثل التدخل أكثر تحرك حاسم من جانب الرياض حتى الآن لمواجهة ما تعتبره تمددا للنفوذ الإيراني في المنطقة. وتخوض السعودية وإيران صراعا بالوكالة أيضا في سوريا والعراق ولبنان.
وقال سكان ومسؤولون محليون إن الحوثيين وحلفاءهم انسحبوا من منطقة كريتر ومن مقر للرئاسة في عدن كانوا قد سيطروا عليه يوم الخميس.
وقال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية إن الدعم اللوجيستي الذي تم إنزاله فجرا ساعد على تحويل دفة المعركة لصالح أنصار هادي.
وأضاف في مؤتمر صحفي في الرياض "استلموا الدعم واستطاعوا أن يغيروا الوضع على الارض وطرد عناصر المليشيات الحوثية من داخل القصر والمناطق التى سيطروا عليها فى لحظة من اللحظات."
وقال مقاتلون لرويترز إن أسلحة خفيفة ومعدات اتصال وقذائف صاروخية أسقطت بمظلات على حي التواهي في أطراف عدن وهي المنطقة التي لا يزال أنصار هادي يسيطرون عليها.
وبرز الحوثيون الذين يحاربون إلى جانب جنود موالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح كأقوى مجموعة في اليمن بعد أن سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر أيلول. وبعد أن حولوا أنظارهم باتجاه عدن الأسبوع الماضي غادر هادي البلاد وظل يتابع الموقف من الرياض بينما يتقلص ما تبقى له من سلطة.
تأتي هذه التطورات في اليمن بعد عام من تحرك انفصالي وصراع قبلي وعنف طائفي فضلا عن أعمال عنف ينفذها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تستهدفه هجمات بطائرات أمريكية بدون طيار.
* خيار القوات البرية
وقال فصيل محلي إن رجاله قتلوا عشرة من الحوثيين خلال القتال الذي أخرج الحوثيين من كريتر.
وقال الهلال الأحمر إن شقيقين يعملان لديه قتلا رميا بالرصاص بينما كانا ينقلان مصابا إلى سيارة إسعاف. وألقى الفصيل اللوم على الحوثيين وقال إن المسلحين قتلوا أيضا اثنين من المرضى عندما أطلقوا النار على سيارة إسعاف كانت تنقل مصابين من عدن.
وقال التحالف الذي يحاول تعزيز موقف هادي قبل أي تسوية سياسية إن إرسال قوات برية الى اليمن لا يزال خيارا مطروحا.
ورفض مسؤولون القول إن كان قد تم نشر قوات خاصة بالفعل. وقال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير يوم الخميس إنه لا توجد قوات "رسمية" للملكة على الأرض في اليمن.
وقالت مصادر قبلية في اليمن يوم الجمعة إن السعودية بدأت تزيل أجزاء من سياج على طول حدودها مع محافظتي صعدة وحجة في شمال غرب البلاد.
وقد يكون هذا تمهيدا لتوغل قوات برية لكنه أيضا قد يكون جزءا من مساع أكثر تواضعا لتأمين منطقة الحدود التي تشمل في بعض أجزائها منطقة عازلة بين البلدين.
وذكرت قناة الإخبارية السعودية أن اثنين من جنود حرس الحدود قتلا في هجوم مساء الجمعة بمنطقة عسير إثر تعرض دورية لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية.
وقالت مصادر في الحكومة الأمريكية يوم الجمعة إنه رغم اعتقاد واشنطن بأن السعودية وحلفاءها نشروا قوة على طول الحدود الطويلة بما يكفي لبدء غزو شامل فانه لا توجد مؤشرات على أن الرياض تعتزم القيام بمثل هذا التحرك قريبا.
*قاعدة عسكرية
وقالت منسقة شؤون الإغاثة بالأمم المتحدة فاليري أموس إن 519 شخصا قتلوا في المعارك على مدى الأسبوعين المنصرمين وأصيب قرابة 1700 دون تحديد إن كانت هذه الأرقام تشمل مقاتلين.
وأجبر القتال واشنطن على إجلاء عسكريين من اليمن وهي ساحة قتال رئيسية في حربها على القاعدة بطائرات بدون طيار.
وقال سكان إن من يشتبه في أنهم من مقاتلي القاعدة اقتحموا قاعدة عسكرية في ميناء المكلا وقتلوا خمسة جنود على الأقل ونهبوا مخزن الذخيرة.
وجاء الهجوم بعد يوم من اقتحام المتشددين سجنا في المكلا وحرروا عشرات السجناء بينهم قيادي محلي بارز للقاعدة قال مسؤولون إن اسمه خالد باطرفي.
ويعارض مقاتلو تنظيم القاعدة السني الحوثيين المنحدرين من الأقلية الزيدية الشيعية. لكن المتحدث العسكري السعودي قال إن مقاتلي الحوثيين هم الذين اقتحموا السجن في محاولة لنشر الفوضى.
وقال عسيري "اليوم تأكد أن الحوثيين والقاعده لهم هدف واحد وهم فى نفس الخندق ضد الشعب اليمنى."
وينتمي صالح للأقلية الزيدية لكنه حارب لسحق الحوثيين عندما كان رئيسا. وقد اضطر للتنحي بعد احتجاجات حاشدة عام 2011 لكنه ظهر مرة أخرى كقوة نافذة عندما تحالف مع الحوثيين.
وفي مقابلة نشرتها يوم الجمعة صحيفة (المصري اليوم) وصف صالح الضربات الجوية التي تقودها السعودية بأنها "عدوان غير مبرر". وأضاف "نحن نعول على الدور المصري والجزائري وسلطنة عمان لإيقاف هذه الحرب العبثية ضد الشعب اليمني."
اقرأ ايضا: