السعودية… من “النفوذ السري” إلى قيادة العرب رسمياً
اخبار الساعة - صنعاء بتاريخ: 23-05-2015 | 9 سنوات مضت
القراءات : (4948) قراءة
في عهود سابقة كان للمملكة العربية السعودية نفوذ “سري” على حد وصف تقرير “ذي إيكونوميست” اللندنية، سواء في محيطها العربي أو الشرق أوسطي، كما كانت تتمتع بمكانة لا يمكن لأحد إنكارها على المستوى العالمي، ولكن مع تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم، واستعانته بقيادات ووجوه شابة تحيط به، حدث تغير كبير في سياسات المملكة على المستويات كافة.
جرأة سعودية
ويشير تقرير “ذي إيكونوميست” إلى أنه أصبح لدى السعودية جرأة غير مسبوقة في التعامل مع كافة التحديات، وسياسات واضحة محلياً وإقليمياً وعالمياً، وهو ما يجعلها في العهد الجديد تتحول من سياسة النفوذ السري غير المعلن، إلى قيادة العالم العربي بصورة علنية .
مؤشرات القوة
التقرير العالمي أكد أن هناك 3 قضايا مهمة إقتصادية وسياسية وحربية، كانت بمثابة المؤشرات قاطعة الدلالة على تغير السياسات السعودية سواء في المحيط العربي أو الدولي، وأول هذه المؤشرات هي طريقة التعامل المختلفة مع سوق النفط العالمية، حيث لم يعد لدى السعودية استعداد للتضحية من أجل إستقرار السوق العالمية، بل هي تبحث عن مصالحها الإقتصادية أولاً، وعلى المستوى السياسي وقف السعوديون مع الجنرال السيسي للقضاء على الحكم الإخواني والإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، وهناك دعم إقتصادي واضح لمصر في هذه المرحلة.
نعم للحرب
أما الخطوة الأكثر وضوحاً على تغير السياسات السعودية، ومؤشر الجرأة القوي في التعامل مع الأمور، فإنه يتمثل في الحرب على الحوثيين الذين يتلقون دعماً من إيران، ويؤمن الملك سلمان بالنهج الإصلاحي على المستوى الداخلي في السعودية، كما أنه من أشد المتحمسين للجيل الشاب، ويجسد ذلك ثقته الكبيرة في محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع، والذي يقوم بدور حيوي ومؤثر سياسياً وإقتصادياً.
لماذا المملكة ؟
تقرير “ذي إيكونوميسيت” أشار بصورة واضحة إلى أن قيادة السعودية للعرب بصورة واضحة ومباشرة في الوقت الراهن، لا يعود إلى تغير السياسات التي جاء بها الملك سلمان، والجيل الشاب الذي يحيط به فحسب، بل هناك عوامل إقليمية مهدت الطريق إلى ذلك، وهي الإنهيار في العراق وتدمير سوريا، وانشغال مصر بأوضاعها السياسية والإقتصادية الصعبة على المستوى الداخلي، ما جعل السعودية بقوتها ومكانتها هي القائد الذي يمكنه حماية المنطقة من الانهيار التام.
كما كشف التقرير عن أن حكام السعودية، وكذلك الدول الخليجية أدركوا أنهم يجب أن يدافعوا عن أنفسهم بأنفسهم، دون انتظار مساعدة من أحد، حيث ترغب الولايات المتحدة في الخروج والإبتعاد عن الفوضى الشرق أوسطية، ولدى العرب وخاصة الدول الخليجية بأن الخطر هو إيران.
إصلاحات مرتقبة
وعلى المستوى الإصلاحي، وما يجب فعله في المستقبل، أشار التقرير إلى أن تنويع مصادر الإقتصاد وجعله أكثر انفتاحاً على العالم، هو أحد أكبر التحديات، وكذلك مراجعة العلاقة بين الدولة ورجال الدين، ومقاومة التطرف، ومنح الفتيات فرصاً أكبر في الوظائف تتناسب مع درجة التعليم العالية التي حصلن عليها، وغيرها ومن الأمور يجب أن يتم أخذها في الإعتبار من أجل تأكيد الدور القيادي للمملكة، وضمان التوحد في الوقوف بقوة في وجه إيران، وتحقيق المزيد من الانقتاح والتواصل مع العالم الخارجي.
اقرأ ايضا: