من هو الجاسوس السعودي الذي تسبب بمقتل قادة القاعدة باليمن؟

اخبار الساعة - عربي12 - مؤيد باجس بتاريخ: 29-05-2015 | 9 سنوات مضت القراءات : (36892) قراءة

"فارس القصيمي"، "حسام الخالدي"، و"أيمن محمود"، أسماء حركية يُعتقد أنها تعود لشخصية واحدة من السعودية، وهي همام الحميد بحسب رواية عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، أو مساعد الخويطر وفق عناصر تنظيم الدولة؛ في اليمن أيضا.

 

واتفق عناصر "الدولة"، وعناصر "القاعدة" على صحة رواية القبض على "جاسوس سعودي خطير" تسبب بمقتل العديد من قيادات تنظيم القاعدة في اليمن.

 

وبحسب أنصار التنظيمين، كما رصدت تصريحاتهم "عربي21"، فإن ما ثبت حتى اللحظة على "الجاسوس السعودي"، هو زرعه شريحة تجسس قبل أسبوعين في القصر الجمهوري بالمكلا، حيث كان يتواجد القيادي مأمون حاتم رفقة آخرين قتُلوا بقصف أمريكي حينها.

 

ورغم اتفاق أنصار، وعناصر تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة على صحة رواية "القبض على جاسوس سعودي"، إلا أن الاختلاف بينهم كان حول هوية "الجاسوس".

 

رواية جنود "الدولة"

 

الحكاية بدأت حينما أعلن الحساب الشهير "يمني وأفتخر بإسلامي"؛ وهو أحد عناصر تنظيم الدولة "ولاية اليمن" إلقاء "أنصار الشريعة" القبض على جاسوس سعودي زرع شرائح حددت مكان عدد من القادة أبرزهم مأمون حاتم الذي قُتل قبل أسبوعين بقصف أمريكي بطائرة دون طيار بمدينة المكلا التابعة لمحافظة حضرموت.

 

وأضاف الحساب: "طبعا الجاسوس الذي قبض عليه ليس لوحده، الآن يجرى معه تحقيق ولديه شبكة جواسيس، وعند توفر معلومات سنخبركم بها". وتابع: "يتركز عملاء إيران والسعودية في ثلاث محافظات هي مأرب والجوف وصعدة، والأمور إلى الآن في صالح عملاء إيران".

 

من الصعب بطبيعة الحال الجزم، بما إذا كان الجاسوس قد عمل بتوجيه من جهات أمنية سعودية، أم كانت له صلاته المباشرة بالأمريكان، حيث يذهب مراقبون إلى أنه لا مصلحة للسعودية في هذه المرحلة باستهداف القاعدة التي تستنتزف بدورها قوات الحوثي وصالح، مشيرين إلى الاتهامات الإيرانية اليومية للمملكة بالتحالف مع القاعدة، وتزويدها بالأسلحة.

 

وبين أن "الجاسوس السعودي" مقرب من قائد تنظيم أنصار الشريعة (القاعدة) أبو بصير الوحيشي، والقيادي الآخر قاسم الريمي، مشيرا إلى أنه التقى بالوحيشي مرات عديدة خلال الفترة الماضية.

 

تغريدات "يمني وأفتخر بإسلامي" المزكى من قبل الرموز البارزين في تنظيم الدولة وجدت تفاعلا كبيرا بين أنصار التنظيم، حيث اعتبروا تغريداته دليلا على الرواية التي يتبنونها بأن "قاعدة اليمن مخترقة حتى النخاع"، وفق تعبيرهم.

 

كما ذكرت حسابات تابعة لتنظيم الدولة، أن مساعد الخويطر هو المشرف المباشر على مؤسسة "الحسام" المناصرة لتنظيم القاعدة، كما أنه أحد المشرفين المباشرين على مؤسسة "الملاحم" التي تبث الإصدارات الرسمية لـ"أنصار الشريعة".

 

رواية جنود "القاعدة"

 

بعد دقائق فقط من كشف "يمني وأفتخر بإسلامي" عن اعتقال أنصار الشريعة للجاسوس السعودي قال حساب "تلميذ أسامة بن لادن" أحد أبرز جنود "القاعدة" في اليمن إن رواية عناصر تنظيم الدولة كاذبة، ومضللة للمسلمين.

 

وأضاف: "إن أردت أن تعرف الخسة واللامروءة والكذب والإرجاف على أصوله، فلابد من جولة مع جند خلافة اليمن! ستتخرج ضالا بامتياز"، متهما اياهم بتوصيل معلومات لـ"الأعداء" عن أماكن تواجد قيادات "القاعدة".

 

وأوضح "حفيد أسامة" أن الجاسوس الذي تم القبض عليه هو السعودي "همام الحميد"؛ أحد مؤسسي مؤسسة "البتار" الإعلامية المختصة بمناصرة تنظيم الدولة، مشيرا إلى أنه كان على تواصل مباشر مع قيادات تنظيم الدولة في سوريا، وعلى رأسهم السعوديين عثمان آل نازح، وعبد المجيد العتيبي (قرين الكلاش)، الذين قُتلوا في وقت سابق.

 

ولم يخف الحساب أن "همام الحميد" ألقي القبض عليه وهو لا يزال أحد عناصر "القاعدة"، إلا أنه برر ذلك بأن وصوله لليمن ابتداءً من السعودية كان بتوصية، وتزكية من قيادات تنظيم الدولة البارزين في سوريا.

 

فيما ذكر الحساب الشهير "السياسي المتقاعد"؛ المؤيد لتنظيم القاعدة، أنه حذر من "همام الحميد" منذ أول يوم وطئت قدمه أرض اليمن، وفق قوله.

 

بينما قالت حسابات مؤيدة لتنظيم القاعدة أن قيادات التنظيم شكّوا سابقا في "الحميد"، إلا أن السعودي "أبو بلال الحربي" الذي أصبح أحد قيادات "ولاية اليمن"، التابعة لتنظيم الدولة كان يدافع عنه، ويمنعهم من التحقيق معه، وفق قولهم.

 

يشار إلى أن الغارات الأمريكية تمكنت خلال الأشهر الست الماضية من قتل جل قيادات الصف الأول، والعناصر الفاعلين في تنظيم القاعدة باليمن، وهم: "حارث النظاري، إبراهيم الربيش، شوقي البعداني (خولان)، نبيل الذهب، نصر الآنسي، مهند غلاب، ومأمون حاتم".

 

ولا يخفى على أحد أن استهداف القيادات المطلوبة للولايات المتحدة الأمريكية يتم غالبا عبر قيام جواسيس بزرع شرائح تحدد مكانهم، ليتم استهدافهم بطائرات أمريكية دون طيار "الدرونز".