صحيفة لندنية تكشف حقيقة أزمة المتحدث باسم الرئاسة اليمنية
فوجئ الجمهور اليمني أول من أمس، الأحد، ببيان لرئاسة الجمهورية يتبرّأ فيه من أية تصريحات منسوبة لها، نافياً وجود سكرتير صحافي للرئيس، وتم تذييل البيان بأن الصحافي مختار الرحبي، بقي يطل عبر القنوات الإخبارية بصفة سكرتير رئاسي، ما يعني أنّ البيان استهدفه وحده لا سواه.
بدا البيان الرئاسي غريباً في توقيته، إذ أتى بعد سنتين من شغل الرحبي منصبه كسكرتير صحافي لمدير مكتب رئاسة الجمهورية، وتم تعيينه بقرار معلن في الأول من فبراير/شباط 2013.
ومنذ تلك الفترة والرحبي يطل في القنوات العربية، بصفته سكرتيراً صحافياً في رئاسة الجمهورية، وهو ما نفاه البيان في إشارة إلى أنه منتحل صفة.
وزاد من غرابة مضمون البيان أنه قال إن تلك التصريحات لا تعني الرئاسة من قريب أو بعيد. وقد لاقى البيان الرئاسي حملة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تضامناً مع مختار الرحبي، وبلغ وسم “#كلنا_مختار_الرحبي” آلاف المشاركات في ساعات قليلة. وقام ناشطون بنشر البطاقة المهنية للرحبي الصادرة عن رئاسة الجمهورية كدليل على “افتراء البيان”.
ودخل الحوثيون الذين يعتبرون أبرز خصوم الرحبي في حملة التضامن معه، منتهزين فرصة البيان الرئاسي للتدليل على “تخبط طاقم الرئيس عبدربه منصور هادي، وأنه لا يحفظ جميلاً لأحد”، بحسب ما قالوا.
إلى ذلك، أعرب صحافيون في تصريحات لـ”العربي الجديد”، عن استيائهم الشديد من لغة البيان وأسلوب التشهير بشخصية معروف انتماؤها للمؤسسة الرئاسية، دونما ادعاء أو انتحال. واجتمع مساء الأحد في العاصمة السعودية، الرياض، نحو 30 صحافياً، وكوَّنوا لجنة من سبعة أشخاص للقاء الرئيس هادي، وإبلاغه الاعتراض على ذلك البيان. وبحسب مصادر “العربي الجديد”، فقد تأكد أن هادي لم يكن لديه علم بالبيان، ولم يصدر أي توجيهات بهذا الخصوص.
ولا تزال اللجنة السباعية بانتظار موافقة الرئيس هادي على اللقاء، وأكد أحد أعضاء اللجنة أن المطلوب هو إعادة الاعتبار للزميل الرحبي وللرئاسة اليمنية، التي أظهرها البيان وكأنها كانت غافلة طوال عامين كان يطل خلالها الرحبي بشكل شبه يومي متحدثاً رئاسياً.
مصادر مقربة من الرحبي كشفت لـ”العربي الجديد” أنّ حساسيات شخصية تقف وراء ذلك البيان، في حين رأى زملاء آخرون أن سبب البيان، هو تصريح قاله الرحبي على إحدى القنوات الإخبارية يهاجم فيه الأطراف التي قبلت المشاركة في مؤتمر جينف اليمني، المزمع عقده منتصف الشهر الجاري كونه آخر تصريح له قبل صدور البيان.
وبعد اتساع دائرة الاستنكار للبيان وكذلك دائرة التضامن مع الصحافي الرحبي، وردت تسريبات يقف وراءها على الأرجح، من أصدر البيان، تقول إنه لا ينفي صفة مختار كسكرتير لمدير مكتب رئاسة الجمهورية، ولكن ينفي أن يكون سكرتيراً صحافيا للرئيس هادي، أو ناطقاً باسمه.
وفي أول تصريح له منذ صدور البيان، نفى مختار الرحبي لـ”العربي الجديد”، نفياً قاطعاً أن يكون ظهر ولو لمرة واحدة كسكرتير صحافي للرئيس هادي، ولكن بصفته كسكرتير صحافي في مكتب رئاسة الجمهورية. وقال إن بعض وسائل الإعلام كوكالة الأنباء الروسية وغيرها، نعتته كسكرتير صحافي للرئيس باجتهاد منها.
وأضاف الرحبي لـ”العربي الجديد” أنّه “لا يتهم شخصاً بعينه باستهدافه بهذا البيان، ولكنه يطالب بفتح تحقيق لمعرفة من الذي قام بصياغته وتسريبه لوسائل الإعلام الرسمية، التي نشرته على مضض”.
يذكر أن الرحبي تم تعيينه سكرتيراً صحافياً لمدير مكتب الرئاسة في فبراير 2013، وتم ابتعاثه من قبل الرئاسة إلى دورة للمتحدثين الرسميين، برفقة المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي في 27 ديسمبر/كانون الأول 2014، إلى مركز الجزيرة للتدريب والتأهيل بالعاصمة القطرية الدوحة.
العربي الجديد