اخبار الساعة

"ضرار" يروي تفاصيل اعتقاله وتعذيبه منذ البداية وحتى رميه بأحد أرصفة صنعاء من قبل الحوثيين

اخبار الساعة - الخليج أونلاين بتاريخ: 21-08-2015 | 9 سنوات مضت القراءات : (5304) قراءة
انتهاكات وجرائم متعددة تمارسها مليشيا الحوثي الانقلابية بحق اليمنيين، فبالإضافة إلى القتل وتفجير المنازل والاعتقالات اليومية، يحضر الاختطاف والتعذيب في حق الناشطين كباراً كانوا أم صغاراً.
 
ضرار حبيب شاب يمني في الحادية والعشرين من عمره كان ضحية جديدة لتعذيب المليشيا التي اختطفته مساء الجمعة في السابع من أغسطس الجاري.
 
يروي ضرار لـ"الخليج أونلاين" قصة اختطافه وتعذيبه، بالقول: "خرجت من البيت باتجاه التحرير (منطقة تجارية وسط صنعاء) لشراء بعض الأشياء، وصلت إلى منطقة ما بين السفارة الروسية ووزارة الخدمة المدنية، توقفت بجانبي سيارة من نوع سنتافي رصاصية اللون، يوجد فيها أربعة مسلحين نزل أحدهم من السيارة ومباشرة طلب مني أن أصعد معهم إلى السيارة، طلبت منه بأن يخبرني من هو؟ وماذا يريد؟ فقال بأن علي أن أذهب معهم وسأعرف كل شيء".
 
يتابع: "ضحكت وقلت له بأن عليهم أن يعرفوا بأنفسهم أولاً، أجابني بأن علي الركوب معهم وإلا فسيأخذونني بطريقتهم، ركبت معهم السيارة وأخذ أحدهم قطعة قماش وربطها على عيني وبعد مسافة 50 دقيقة بالسيارة وصلت إلى مكان الاعتقال الذي أجهله".
 
 زنزانة ضيقة
 
وبعد أن أخذ الغطاء من على عينيه طلب مسلحو المليشيا من ضرار عدم الحركة إلا بعد إغلاقهم الباب، حيث وجد نفسه في زنزانة صغيرة بمساحة متر في متر تقريباً خلفها حمام أصغر من حجمها.
 
ضرار الذي يوجد في صنعاء لدراسة إدارة الأعمال الدولية وصف حالته في الزنزانة الحوثية بالقول: "لا فرق بين الليل والنهار فكل جوانب الزنزانة مظلمة ومن خلال وجبة الغداء كنت أحسب الأيام. في اليوم الثالث فتحت الزنزانة من قبل شخص ملثم ربط العصابة على عيني وأخذ بيدي إلى غرفة مجاورة وأمام أحد الأشخاص يدعى (أبو مالك)".
 
يضيف: "وقفت أجاوب على أسئلة كانت تطرح علي وبعد إجابتي على أسئلة كثيرة عني، وجهت ضدي تهم أهمها التحريض ضد الحوثيين في حسابي على الفيسبوك، وإعطاء المعلومات لقوات التحالف العربي عن مواقع مخازن الأسلحة، والعمل بفريق يدعم أسر "الدواعش" الذين يقاتلونهم في تعز وعدن ومأرب".
 
ويتابع: "طلبت منهم بأن يحضروا لي أمراً من النيابة بالقبض عليّ، فرد بالقول بأنه لا توجد نيابة أو قانون وإنما أوامر السيد عبد الملك (زعيم المليشيا)".
 
تحقيق وضرب
 
ضرار حبيب الذي ينتمي لمحافظة إب، رفض التهم الموجهة ضده باستثناء كتاباته على "فيسبوك"، المناوئة لانتهاكات مليشيا الحوثي، بعدها تم إخراجه من غرفة المحقق وإدخاله غرفة أخرى.
 
يروي ضرار ما حدث له بعد ذلك بالقول: "تم ضربي على وجهي ورأسي وأنفي وصدري وبطني، وأدخلت بعدها زنزانتي الانفرادية، وفي اليوم التالي تم إخراجي إلى المحقق نفسه الذي لم أعرف صورته قط وإنما صوته الذي يشير إلى أنه من إحدى محافظات (عمران، صعدة، مأرب، الجوف، حجة) وأخبرني بأنه لن يعتمد على التحقيق السابق، وطلب مني أن أقول كل شيء بمصداقية"، حسب وصفه.
 
"جاوبته بالأجوبة السابقة نفسها، بعدها أدخلت غرفة تم فيها ضربي على أنفي مرتين وبطني، وأدخلت زنزانتي وفي اليوم السادس أخرجت أمام المحقق، أخبرني بأنهم لديهم من المعلومات عني ما يكفي للتعرف عليّ من جديد، حتى لو غيرت اسمي في حسابي على الفيسبوك، وأخبروني بأن علي أن أترك العمل في (بسمة أمل) وهي مبادرة تطوعية يعمل في مجال الإغاثة"، كما يقول الشاب ضرار.
 
تعذيب بالنار
 
الاختطاف والتعذيب لم يكن كافياً لمليشيا الحوثي للانتقام من ضرار، حيث نهبته مبلغ 200 دولار أمريكي بحجة غرامة التحريض ضدهم.
 
يواصل ضرار سرد ما حدث له في الزنزانة من احتجاز وتعذيب وتحقيق، فيقول: "تم إخراجي من غرفة التحقيق إلى الغرفة التي كنت أخرج إليها دائماً بعد كل تحقيق، وربطت يداي على سلسلة حديدية، وتم التحقيق بالأسئلة السابقة نفسها وطلب مني الاعتراف".
 
وأخبر هذا الشاب المحقق مرة أخرى بما قاله سابقاً، نافياً الاتهامات الأخرى، لكنه تفاجأ بعدها بحديد (يستخدم في صبيات البناء) مكوي بالنار، وعنه يقول: "طرح الحديد على ظهري وبعد كل ربع ساعة، كان يطلب مني الاعتراف أو مواصلة التعذيب. لم أتكلم بعدها وأخذ يكوي ظهري وهددني بالقتل والاعتقال مرة أخرى في حال عدت أكتب ضدهم وتم تعذيبي حتى فقدت الوعي".
 
وبعد أيام من التعذيب والتحقيق وجد ضرار نفسه في فجر الخميس الثاني عشر من أغسطس/ آب على رصيف أحد شوارع العاصمة ما بين مبنى جهاز الرقابة، ومحطة أسعد الكامل في منطقة فج عطان بصنعاء، بعدها اتصل بأحد أقربائه الذي أسعفه للمستشفى وحتى الآن ما يزال يعاني جسدياً ونفسياً من عملية اختطافه وتعذيبه من قبل مليشيا الحوثي.
 
وتشهد العاصمة اليمنية صنعاء وبعض المدن التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي وعلي صالح، اعتقالات يومية لناشطين وصحفيين وسياسيين أغلبهم من حزب التجمع اليمني للإصلاح، حيث ذكر مصدر أمني لـ"الخليج أونلاين"، أن عدد من يعتقلون في صنعاء وحدها يصلون إلى أربعين مواطناً يومياً، كما قدر عدد المعتقلين في سجون الحوثي، بأكثر من ثلاثة آلاف معتقل من السياسيين والناشطين والصحفيين والحقوقيين.
اقرأ ايضا: