اخبار الساعة

الإمارات تكشف السبب الرئيسي وراء إرسال قواتها إلى اليمن

اخبار الساعة - وكالات بتاريخ: 09-02-2016 | 9 سنوات مضت القراءات : (7752) قراءة
اكد الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي ان الذهاب الاماراتي الى حرب اليمن لم يكن بداعي الحرب المجردة، او السعي للدمار، بل جاء كمسعى حتمي وواجب لإعادة الأمل وإعادة الاعمار في بلد شقيق وجار، مستعرضا ما تم انجازه من ركائز وبنى تحتية في اليمن شملت قطاع التعليم والخدمات الصحية والأمن والشرطة والدفاع المدني وغيرها.
 
قرارات صعبة
 
وأضاف انه بالرغم من القرارات الصعبة التي اتخذتها الدولة في الفترة الأخيرة ومعها العالم بأجمعه ، فقد تواصلت الانجازات المحلية والمضي قدماً بثقة وثبات في تمتين الروابط مع مختلف دول وشعوب العالم الشقيقة منها والصديقة، وبات أمام مواطنينا أكثر من 100 دولة تستقبل الجواز الإماراتي دون تأشيرة أو تأشيرة تمنح عند الوصول.
 
وقال إن ما حققته الامارات وتحققه من منجزات وطنية كبرى في مختلف القطاعات يعود الكثير منه إلى العقيدة التكاملية التي تبناها الراحل الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان واخوانه من الرعيل الاول بناة الاتحاد، وسار على نهجهم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، مواصلاً مسيرة الازدهار والبناء.
 
استشراف المستقبل
 
وعبر عن ثقته بأن الامارات قادرة دوماً على استلهام الواقع لإستشراف المستقبل، عبر العقيدة التكاملية في شتى مناحي حياتنا اليومية السياسية منها و الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، مؤكداً سعيها الدؤوب لتأمين موطئ قدم اماراتي راسخ في عالم الغد ، مهما كانت التحديات، ومشددا على أن "المفاجآت لا تعني شيئا في القاموس الاماراتي القائم على الحكمة، و التخطيط والعزم والمبادرة والاستعداد، وذلك ايماناً منا جميعا بأن الاستجابة فقط عند الازمات يعد فشلاً ذريعا".
 
حريق العنوان
 
وأكد خلال كلمته في الجلسة الرئيسية أمام القمة العالمية للحكومات التي بدأت اعمالها اليوم، أهمية استشراف المستقبل عبر فيلم قصير تم عرضه لحريق "فندق العنوان " بدبي ، قائلا " هذا هو أحد اوجه استشراف المستقبل الذي عملت الإمارات عليه منذ سنوات ، و ضمن لها الاستعداد والجهوزية القصوى لمثل هذه التحديات والأزمات اليوم، مشيرا الى ان توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، أثناء حريق السوق المركزي في أبوظبي عام 2003 ، شكلت نقطة تحول جوهرية في الاستعدادات المسبقة للأزمات على نحو استشرافي وتكاملي، وفق قاعدة تم ترسيخها بأن الاستجابة فقط كرد فعل وقت الازمات يعد فشلاً ذريعاً بحد ذاته. 
 
وأضاف "أنه ومع استشراف المستقبل تظهر الحاجة دوماً لعقيدة التكامل التي شاهدنا احدى تجلياتها في مشاهد فيلم الحريق، وهي تكاملية واضحة في الادوار بين القيادة والحكومة والمجتمع بكافة مكوناته من جمهور ومؤسسات (بلدية، وسياحة، واعلام، وشرطة، ودفاع مدني..)". موضحا أن هذا التكامل لم يبدأ ليلة 31 ديسمبر 2015 ، بل منذ لحظة التصميم الناجح للمنطقة والمباني التي شيدت فيها عام 2003 والتخطيط والجاهزية ، والإعداد المسبق للاستجابة الفاعلة عند ساعة الصفر.
 
وتابع "بهذا تعطي دولة الإمارات العالم مثالاً حياً لعقيدة التكامل الفاعل ، حيث تم التواصل لاحقاً مع نزلاء فندق العنوان خلال (72) ساعة ، وتبين أن نسبة الرضا العام فاقت 98% وذلك لما رأوه بأعينهم من حرص شديد وكفاءة فريدة في التعامل مع الحادثة، والقدرة التامة على تأمين السلامة العامة، فيما عبر عن شكره لوسائل الإعلام التي تعاملت مع الحدث بشفافية ، وأبدى اسفه "المشفق" معتذراً لتلك الوسائل الإعلامية التي راهنت على فشل الإمارات في مواصلة احتفالاتها بالعام الجديد قائلا "إن عقيدتنا التكاملية قد أخسرتهم الرهان" مضيفا " أننا نتعلم من خبرات غيرنا ونستفيد ايجاباً من أخطائنا ولينعم شعب الامارات والمقيمين بالرخاء والاستقرار".
 
قيادة استثنائية
 
وتوقف في هذا السياق لتهنئة الإمارات، قائلاً: "اسمحوا لي أن اهنئ الإمارات قيادة وحكومة ومجتمع، بأن أرقى كيلو متر مربع في العالم سيبقى الأرقى بهذه القيادة الاستثنائية والعقيدة التكاملية، وأود استغلال الفرصة لإرسال تحية للذين اتصلوا بنا من الخارج وقت الحادث ومنهم ويليام براتون المفوض العام لشرطة نيويورك، الذي اتصل بعد دقائق من نشوب الحريق للاطمئنان وليعرض علينا أي استشارات، مقدماً بذلك مثالاً على عمق العلاقات التي تربطنا بالعالم ومتانتها اضافة لكونه يتحلى بالعقيدة التكاملية".
 
عقائد خاصة
 
وقال الشيخ سيف بن زايد إن الحكومات والدول تشكل عقائدها الخاصة بها، وتختار ما يناسبها، فمن بين تلك العقائد ما هو إيجابي وما هو سلبي "كالعقيدة الفردية ، والعقيدة المهيمنة وغيرها، لكن رئيس دولتنا قد اختار العقيدة التي تجمع ولا تفرق، التي تبني ولا تهدم، وهي العقيدة التكاملية الإماراتية التي بنيت على القيادة الاستثنائية ، المواطنة الإيجابية ، الاستثمار في الموارد البشرية "، وبسبب هذه العقيدة التكاملية حققت الدولة مجموعة من الانجازات نافست بها دول العالم في معظم مؤشرات التنافسية العالمية وفي مجالات مختلفة منها ، السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني والسياحي وغيرها".
 
وتناول عقيدة التكامل في المجال السياسي قائلا إنه بالعقيدة التكاملية للقادة المؤسسين بني الاتحاد ونما وترسخت اركانه اليوم، بل واصبح البلد الاول في الخير والعطاء مقارنة بحجم دخله القومي ، وبعقيدتكم وعقيدة اخوانكم التكاملية تأسس مجلس التعاون الخليجي بدعوة انطلقت من عاصمة الاتحاد "ابوظبي" ، وبعقيدة التكامل استمرت الإمارات بالمشاركة الفاعلة بدعم الشرعية في اليمن، وكم نحن فخورون بقيادتنا التي اتخذت القرار وقواتنا المسلحة الباسلة في تنفيذ هذا القرار وأبنائنا في القوات المسلحة الذين تربوا على هذه العقيدة التكاملية وحتى المتقاعدين منهم الذين لا يتأخرون عن تلبية النداء.
 
السخاء الاستثماري
 
وتناول عقيدة التكامل في المجال الاجتماعي، قائلاً إن بعض الدول تخشى او تتردد ازاء السخاء الاستثماري في الموارد البشرية وهو ما ترفضه عقيدتنا التكاملية التي تؤكد على حتمية تنمية الطاقات الشبابية خير تنمية ، تعليماً وتشغيلاً وغرساً لقيم الولاء والانتماء الوطني ، موضحا أهمية المبادرة السامية باختيار وزراء شباب وشابات من الجامعات للمشاركة والانضمام لمجلسنا الوزاري، وأنه ما أن تم اقرار نظام الخدمة الوطنية حتى وجدنا أبناء وبنات الإمارات يندفعوا طوعاً وبصدق ومحبة لإداء الواجب الوطني ، مستعدين لحماية أرض وطنهم وتلبية نداء قيادتهم بفخر واعتزاز.
 
وتطرق إلى "عائلة الشهيد" وخصوصاً أم الشهيد الاماراتي التي اظهرت نبلاً وفداء ووطنية فريدة، حين طلبت إلحاق ابناء لها اخرين في المعركة ،وكذلك فعل الجرحى الذين ناشدوا قادتهم لتسريع العودة للقتال، قائلاً إن بصمات عقيدة التكامل تظهر آثارها واضحة عندما هب المواطن والمجتمع لدعم قرار الدولة بالتضحيات بالغالي والنفيس ، وأهمها الاستعداد.
 
الأزمة العالمية ومستقبل الأجيال
 
وتناول عقيدة التكامل في المجال الاقتصادي، داعياً الحضور إلى متابعة فيديو ( الشيخ محمد بن راشد ) عام 2008 عندما تحدث فيه عن ايمانه العميق بقدرة دبي على تجاوز الازمة العالمية بكلمات الواثق وبايمانه العميق بمثابرة وإرادة الشعب الاماراتي ، مضيفاً " فعلاً طويل العمر نحن أقوياء ومثابرون وواثقون ، وتمكنا جميعاً من تحويل الأزمة العالمية إلى قصة نجاح باهرة" مشيرا الى أن عقيدة التكامل واستشراف المستقبل والسعي الدؤوب لضمان مستقبل الأجيال القادمة دفع الإمارات للاستثمار في الطاقة البديلة ومشاريع الاستدامة والتنويع الاقتصادي وغيرها ، رغم مخزون النفط العالمي للدولة.
 
وتحدث عن برنامج "مصدر" لتحلية مياه البحر، كشاهد ماثل على أحد مشاريع الاستدامة التي تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة ، حيث يبلغ تكلفة الغالون المنتج بـ 3.3 درهم وفق البرنامج ، وهو اقل من سعر التكلفة بالطاقة التقليدية، في ما ينتج البرنامج بحدود مليون و 500 لتر يوميا.
 
الثقة بالحكومة
 
وذكر بعض نتائج ومؤشرات عالمية تظهر الدولة وهي تتصدر غالبية دول العالم، كتبوئها المرتبة الاولى عالمياً في الثقة بالحكومة، والثانية عالمياً في جودة القرارات الحكومية، وفي الثقة بالسياسيين والسمعة العالمية، والخامسة عالمياً في التنوع الاقتصادي ، والسابعة عالمياً في مؤشر ريادة الأعمال، مشيراً إلى أن العقيدة التكاملية الإماراتية سوف تستمر في بناء مستقبل إماراتي أفضل مهما كانت التحديات لأن البيت متوحد ولدينا الرؤية السابقة لعصرها والارادة الكافية لتحقيقها .
 
وختم حديثه قائلا "بإذن الله وقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيس الدولة مثل ما أطفينا حريق الفندق ومنعنا امتداده، ولتبقى منطقة برج خليفة ارقى كيلومتر في العالم ، سنطفئ حريق اليمن ونحافظ على حلمنا وآملنا في خليج آمن مزدهر موحد، بعيد عن تدخلات المتربصين والحاقدين، وسيعود اليمن السعيد امناً سعيداً بحكمة القيادة السياسية لدولتنا، وعزم ابنائنا واشقائنا في قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية" .
اقرأ ايضا: