اخبار الساعة

" أول برلماني عربي يدخل البونتستاغ " : ميركل أعطت وجهاً إنسانياً وأخلاقياً لبلدها

اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 20-02-2016 | 9 سنوات مضت القراءات : (4393) قراءة
 
 
" أول برلماني عربي يدخل البونتستاغ " : ميركل أعطت وجهاً إنسانياً وأخلاقياً لبلدها 
 
ألمحاضر الدولي والسياسي البرلماني الألماني واللاجيء الفلسطيني هشام سعيد أحمد حماد 
أستاذ دولي في كليات طب أسنان عديدة وعريقة  . كان أول عربي يدخل البرلمان الألماني وهو قيادي بارز في حزب الخضر ونائب رئيس اتحاد لجان مكافحة العنصرية .
هشام قدم يلتقيني على سكة محطة قطارات دورتموند حيث تعرفت على الجالية العربية هناك . وهو يرأس حالياً الجالية الفلسطينية فيها . أضف إلى ذلك أنه السفير الفخري للعدل والمساواة ورئيس مشروع مساواة المسلمين في ألمانيا .
ألأهم أنه لاجيء فلسطيني من قريتي كفرعانا وأنه نجل المرحوم بإذن الله تعالى الحاج سعيد أحمد حماد الذي يعرفه أهالي القرية وهي إحدى قرى يافا بأنه بطل معركة الدبابة . فقد قتل السائق الصهيوني وطاقمها وواجههم ونجا . 
نشأ الدكتور هشام في مخيم بير زيت وترعرع فيه ... 
 
 
موضوع اللاجئين هو الهاجس القائم هناك أوروبياً . والهجرة كما يقولون تمس أمن أوطانهم . ولا حل للمشكلة ؟ فالحل لدى كل منهم هو اتهام البلد المجاور والجنوب الشرقي للقارة هو المتهم الأول . فما الذي يقوله المحاضر الدولي الدكتور هشام حماد عن هذه القضية ؟
 
ثلاث نقاط رئيسية لا بد من التطرق إليها عند فتح هذا الملف الشائك . والأولى منها هو الإقرار بأن اليونان والمجر وصلتها موجات بعشرات الآلاف وهذان البلدان غير قادرين على استيعاب هذه الدفعات . ثم إن دولاً أخرى لديها مواقف  مسبقة قومية ودينية على غرار المجر والتشيك وبولندا . وهذه البلدان لا تملك أيضاً القدرة على إنشاء بنية تحتية لهؤلاء هي أصلاً تفتقدها . فاليونان التي تبحث عن منقذ لإفلاسها أصبحت في وضع سيء مع قدوم هذه الموجات من المهاجرين . وأضاف حماد يقول وأما النقطة الثالثة فهي أن هذه البلدان ليست لديها القدرة كما وتفتقد الرغبة في التعامل مع هذا الملف . 
وبعيداً عن اتفاقية دبلن التي يعرفها الجميع فإن هناك في أوروبا مبدأ التضامن والتكافؤ . وهو ما يجب أن يتصدر الحدث الآن فالمئات فقدوا ومثلهم غرقوا في المياه الإقليمية بين تركيا واليونان . وصور الأطفال الغرقى على الشواطيء الأوروبية وضعت القادة الأوروبيين أمام تحدٍّ أخلاقي كبير . فأصبحت مصداقيته على المحك .
عشرات الآلاف من المهاجرين يتدافعون في المجر وغاباتها بفعل فاعل ويُجبرون على سلوك ممرات مهلكة للأسف . وقد بثت وسائل الإعلام وقائع مشينة ترتكب بحقهم ففقد العالم إنسانيته وكأن الوحشية هي التي تقوده . 
صور غرقى بحر إيجة وتصرفات قوى الأمن لعدد من البلدان تجاه قوافل هؤلاء المهاجرين هزت أحاسيس المواطن الأوروبي وأيقظت مشاعر الإنسان هناك . 
وقد شاهدنا المستشارة ميركل وهي تخرج عن صمتها الطويل العميق . فقد شعرت ألمانيا وهي العمود الفقري للإقتصاد الأوروبي ومحرك سياساته باعتبارها قائدته السياسية بأن عليها مسؤولية كبيرة في حفظ وجه الإتحاد الأوروبي أخلاقياً وسياسيا . وكان قرارها الشجاع القاضي بفتح الحدود الألمانية أمام أمواج بشرية هاربين من ويلات الحرب ليواجَهوا ببطش وإهانة من قبل المؤسسة الأمنية ونسبياً الإعلامية في بلدان الإتحاد . وبدأ توافد آلاف من اللاجئين يومياً من إخوتنا السوريين وهي تقدم لهم ملاذاً آمناً وسقفاً يحميهم من برد الشتاء وصقيعه كما وتقدم لهم لقمة عيش تسد أمعائهم الخاوية . والأهم من ذلك تعيد لهم كرامة الإنسان المهدورة . وتسكت أبواق العنصرية التي ادعت في وسائل الإعلام الرسمية والخاصة في بلدان كبولندا والتشيك مدعية أن زحفاً إسلامياً " يهدد أمنها وثقافتها المسيحية " . 
وللحقيقة فإن الجماهير الألمانية كانت هي من استقبل هؤلاء القادمين في محطات القطارات في ميونيخ ودورتموند وغيرها . إستقبلتهم بالأغطية والطعام والماء والإبتسامة لتعلن ولادة ثقافة ألمانية وأوروبية جديدة : " ثقافة الترحيب " . وقامت المستشارة الألمانية بمواجهة بعض الأصوات العنصرية وحتى من داخل حزبها " الحزب الديموقراطي المسيحي " معلنة شعار : " سنتغلب على هذا التحدي " . 
كانت المستشارة ميركل تدرك بأنها بهذا الموقف الإنساني النبيل تخاطر بمستقبلها السياسي كزعيمة للحزب الديموقراطي المسيحي من جهة وبموقعها كمستشارة وكقائدة للإتحاد الأوروبي من جهة أخرى . ولا تزال تتصدى للضغوطات والإبتزازات السياسية من أولئك الذين يدعون بطفح الكيل . فأعطت بذلك وجهاً إنسانياً وأخلاقياً جديداً لبلدها الذي كان يرتبط بمسمى النازية لعقود من الزمن . وها هي لا تزال ترفض تحديد رقم للاجئين مقدمة نموذجاً لمن هم أجدر باستقبال إخوتنا السوريين الذين ضاقت بهم أوطان العرب والمسلمين . 
فقد قالت ميركل : " مكة أقرب جغرافياً وقومياً ودينياً لهؤلاء من برلين " .
شكراً للسيدة ميركل
المصدر : عباس عواد موسى
اقرأ ايضا: