سوريا: سقوط مروحيّة روسية ومقتل طاقمها وقوات النخبة الإيرانية تتكبد خسائر فادحة في حلب
اخبار الساعة - وكالات بتاريخ: 13-04-2016 | 9 سنوات مضت
القراءات : (3844) قراءة
وذكرت المصادر أن قوات من لواء النخبة الإيرانية «65» وقوّات عراقية مساندة للنظام السوري، قامت بعد منتصف الليلة قبل الماضية بالتقدم من بلدة الحاضر التي يتمركزون فيها وتبعد أربعة كيلومترات شرقي بلدة العيس، وبتغطية نارية كثيفة من 20 راجمة للصواريخ والطيران الحربي الروسي والسوري، وقد زاد عدد القذائف التي سقطت على قرى العيس وإكاردا والزربة وبانص عن ألف قذيفة، وشارك في الهجوم أكثر من أربعين غارة جوية أطلقت صواريخ فراغية.
وأضافت المصادر أنه بعد هذا التمهيد الناري استطاعت هذه القوات الوصول عند الساعة الثالثة والنصف فجر الثلاثاء إلى تل العيس من الجهة الشرقية المعروفة بـ»تلة الوالي»، ومن ثم قامت الفصائل المسلحة السورية وبضمنها «جبهة النصرة»، و»الفرقة 13» و»أجناد الشام» وفصائل أخرى بشّن هجوم معاكس على هذه الميليشيات وأوقعوها بعدة كمائن، وبعد اشتباكات ضارية لأكثر من خمس ساعات استطاعت الفصائل المعارضة إرجاع هذه الميليشيات إلى النقطة التي انطلقت منها شرقي ساقية المياه وكبدتها خسائر فادحة، وقدّرت مصادر الناشطين السوريين عدد القتلى بأكثر من سبعين قتيلا كما تكبّدت القوات المهاجمة ثلاث دبابات ومدفعا.
وحذرت فرنسا من أن هجمات قوات النظام السوري على حلب والغوطة الشرقية لدمشق، تُهدد وقف إطلاق النار في سوريا، كما تهدد مفاوضات السلام.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، في مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء، عن قلقه إزاء استئناف أعمال العنف في سوريا مجدداً.
وأضاف نادال «فرنسا تُحذر النظام السوري وحلفاءه (دون تسمية دول بعينها) من أن هجماتهم على حلب والغوطة الشرقية تُهدد وقف إطلاق النار، إضافة إلى أن نظام (بشار) الأسد، وداعميه سيتحملون المسؤولية عن حدوث أزمة إنسانية جديدة بسبب هذه الهجمات، وعن فشل مفاوضات السلام».
وتواجه الهدنة في سوريا خطر الانهيار عشية استئناف مفاوضات السلام في جنيف، في ظل استعدادات يقوم بها النظام و»جبهة النصرة» لمعركة حاسمة في محافظة حلب في شمال البلاد. وقالت وزارة الدفاع الروسية «قتل عنصرا طاقم وانتشلت جثتاهما خلال عملية إنقاذ ونقلتا إلى قاعدة حميميم» في شمال غرب سوريا، موضحة أن الحادث وقع منتصف ليل الاثنين الثلاثاء.
وأضافت أن «المروحية لم تستهدف بإطلاق نار»، وان فريقا من الخبراء يحقق في موقع الحادث لتوضيح أسبابه.
من جهته أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه لم يتم إسقاط المروحية بل تحطمت بسبب «عطل فني ما».
وبذلك يرتفع إلى سبعة عدد العسكريين الروس الذين قتلوا خلال مهمات منذ بدء التدخل الروسي في سوريا في 30 ايلول/سبتمبر، بعد مقتل قائد طائرة حربية وعنصر في مشاة البحرية ومستشار عسكري وعنصرين في القوات الخاصة، فيما انتحر جندي روسي بحسب رئاسة الأركان.
وأعلنت الأمم المتحدة أنها «لا تتعامل» مع الانتخابات البرلمانية التي سيجريها النظام السوري في المناطق الخاضعة لسيطرته اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أنها تركز على مفاوضات جنيف .جاء ذلك على لسان فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك أمس الثلاثاء.
وقال حق: «نحن لا نتعامل مع تلك الانتخابات، وتركيزنا الآن منصب على جولة المحادثات المقبلة المزمع انطلاقها في جنيف غداً (اليوم)، ومن جانبنا نسعى أن تضمن جميع أطراف الأزمة عدم انزلاق العنف في سوريا إلى نطاق أكبر».
وتنظم السلطات السورية اليوم الأربعاء انتخابات تشريعية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري هي الثانية منذ بدء النزاع السوري في آذار/مارس 2011، ولا يتوقع أن تحمل أي مفاجأة، كونها محسومة سلفا لصالح النظام.
وأعربت واشنطن عن قلقها بشأن «تصاعد العنف» في الآونة الأخيرة في سوريا، واحتمال انتهاك وقف إطلاق النار الذي تم بتوافق أمريكي روسي، وهو سار إجمالا مع خروقات منذ نحو شهر ونصف.
جاء ذلك فيما قال أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي إن الجيش التركي قصف أمس الثلاثاء أهدافا لتنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال سوريا ردا على قصف عبر الحدود أصاب بلدة في جنوب شرق تركيا.
وأضاف داود أوغلو أن الجيش كان يرد على هجمات على بلدة كلس القريبة من الحدود السورية. وقال في كلمة لأعضاء حزبه الحاكم في البرلمان «أمس واليوم سقطت صواريخ تابعة لتنظيم داعش الإرهابي على كلس وأصابت 21 مواطنا.» وأضاف «تصدت قواتنا المسلحة على الفور وفقا لقواعد الاشتباك وأصابت أهدافا تابعة لداعش.»
وفي آذار/مارس قتل اثنان منهما طفل بهجوم صاروخي في كلس.
وقال رئيس بلدة كلس حسن كارا إن قذيفتين سقطتا على البلدة إحداهما سقطت على منطقة شق طرق والأخرى سقطت في العراء. وأضاف أن عددا من المصابين هم عمال في البلدية.
وعادة ما يرد الجيش التركي على مثل هذه الهجمات بقصف أهداف داخل سوريا. وتركيا من خصوم الرئيس السوري بشار الأسد وتدعم مقاتلي المعارضة في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات.