من يقف وراء ترحيل الشماليين من عدن وهل توقفت بعد توجيهات الرئيس هادي بالوقف الفوري لها؟
اخبار الساعة - وكالات بتاريخ: 30-05-2016 | 8 سنوات مضت
القراءات : (6008) قراءة
يعيش اليمني عبد السلام محمد مخاوف وهواجس قاسية منذ مطلع الشهر الجاري، حين بدأت سلطات عدن إجراءات تهجير لمئات المواطنين الشماليين، وعلى الرغم من صدور توجيهات رئاسية أمس الأحد بالتوقف الكامل عن هذه الإجراءات، فإن هذا الشاب الثلاثيني لا يبدي تفاؤلا كبيرا إزاءها، وذلك لعدم تجاوب السلطات المحلية مع توجيهات سابقة.
ويعمل عبد السلام في محطة حافلات في قلب المدينة لنقل الركاب، وهو من أبناء محافظة تعز وأحد المواطنين الشماليين المقيمين في عدن، غير أن استمرار أعمال التهجير دفع به مؤخرا للتوقف موقتا عن العمل بعدما تم ترحيل ثلاثة من أصدقائه اليومَين الماضيين ضمن عشرات المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية.
وقال عبد السلام للجزيرة نت “أنا أتحرك هنا بحذر شديد خوفا من حملات اعتقالات وترحيل تعسفية تقوم بها مجاميع مسلحة ترتدي الزي العسكري وزي الشرطة، وتطال بشكل عشوائي كل من ينتمي للمحافظات الشمالية، متمنيا أن تتوقف هذه الحملات وتتم الاستجابة لتوجيهات الرئيس الأخيرة.
توجيهات جديدة
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أصدر أمس الأحد توجيهات جديدة -بعد أيام من توجيهات سابقة- بالوقف الكامل لترحيل أي مواطن يمني، وذلك بعد ما كشفت تسجيلات مصورة أعمال تهجير مستمرة لمواطنين شماليين من عدن تحت لافتات انفصالية.
وأظهر فيديو تداوله يمنيون عبر الشبكات الاجتماعية اليومين الماضيين شابا مسلحا يرتدي زي الجيش أثناء إشرافه على إنزال العشرات من المواطنين القادمين من محافظات شمالية تم تهجيرهم من عدن، وهو يقول إن هؤلاء المرحلين “شماليون شاركوا في احتلال الجنوب مع الحوثي”.
وأضاف المسلح -وهو يستعرض إنزال مجاميع من على متن ناقلة كبيرة- “نحن الآن في هذه المنطقة الإستراتيجية على حدود الجمهورية العربية اليمنية مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ها هم أولئك الذين احتلوا الجنوب مع الحوثي ونحن اليوم نرحلهم، والحملة مستمرة حتى آخر شمالي في الجنوب”.
وتبدأ حملات الترحيل من خلال اعتقال المدنيين الشماليين والذين يملك معظمهم هويات ثبوتية وإدخالهم السجون، حتى ينقلوا خلال ساعات الفجر على دفعات. وتتراوح أعداد المرحلين في الرحلة الواحدة بين أربعمئة وستمئة.
نفي التسجيلات
غير أن قائد “الحزام الأمني” بعدن نبيل المشوشي أكد أن عمليات الترحيل التي تمت خلال الأيام الماضية ليست موجهة ضد فئة معينة، وإنما تهدف لتأمين مدينة عدن وحفظ الأمن فيها، كما نفى وجود أي علاقة لقواته بالتسجيلات التي نشرت مؤخرا.
وقال في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن تلك التسجيلات المصورة التي بثت لا تمثل الحزام الأمني وقيادته وتوجهاته، وليس لنا بها أي علاقة مطلقا، كما أن الشاب المسلح الذي ظهر متحدثا فيها لا ينتمي لأفراد قوات الحزام الأمني.
وأضاف أنهم يعملون وفقا للخطة الأمنية بتنفيذ إجراءات منضبطة لحفظ الأمن، وعمليات ترحيل بعض المواطنين اليمنيين تأتي ضمن هذا الهدف ولا تستثني أحدا ممن لا يحملون هويات شخصية أو من المشتبه بهم، سواء كانوا من أبناء المحافظات الشمالية أو الجنوبية.
وردا على سؤال حول إمكانية مواصلة قوات “الحزم الأمني” هذه الإجراءات بعد صدور توجيهات الرئيس اليمني بوقفها، قال المشوشي “نحن قوات نظامية تابعة للشرعية وموالية لها، وأي توجيهات تصلنا من قيادة الشرعية سنعمل على تنفيذها”.
استمرار الترحيل
من جهته قال الناشط الجنوبي في عدن أدهم فهد إن حملات ترحيل الشماليين لم تتوقف منذ السابع من الشهر الجاري، لكنها بعد صدور التوجيهات الرئاسية السابقة بوقفها اتخذت نوعا من السرية، مبينا للجزيرة نت أن قوات أمنية رسمية هي التي تشرف على حملات الترحيل وعلى اعتقال الشماليين من الشوارع وبعض المحلات التجارية.
ويستذكر فهد حادثة وقعت عند نقطة تفتيش استحدثتها قوات الأمن بالقرب من قاعة “دريم هول” في مديرية المنصورة، حيث اعتقل نحو عشرة مدنيين شماليين، بعضهم كانت لديه وثائق إثبات الهوية وعدد قليل منهم لا يملكون أوراقهم الثبوتية، إلا أنهم أكدوا وجودها في المحلات التي يعملون فيها.
وفي السياق ذاته، أكد الكاتب والمحلل السياسي في عدن عبد الرقيب الهدياني للجزيرة نت أن “من يقف وراء هذه الإجراءات قوات الحزام الأمني، والتي تخضع لسلطة فصائل تابعة للحراك الانفصالي ومجاميع حراكية سلفية تحت قيادة وزير الدولة في الحكومة اليمنية هاني بن بريك، وتدار مباشرة من قيادة التحالف في عدن”، بحسب إفادة الهدياني.
واعتبر أن ترحيل المواطنين من عدن بهذه الصورة ينم عن عنصرية مقيتة، المستفيد الأول منها هم الانقلابيون الحوثيون والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذين سيخاطبون الداخل والخارج بورقة إعلامية وسياسية، مفادها أن “الشرعية في المناطق الخاضعة لسيطرتها تطرد مواطني الشمال من الجنوب”.
اقرأ ايضا: