الوزيراليمني هشام بك يوجه رسالة إلى الشعب السعودي
اخبار الساعة - المهندس هشام شرف عبدالله * بتاريخ: 10-09-2016 | 8 سنوات مضت
القراءات : (16037) قراءة
وجه الوزير اليمني السابق المهندس هشام شرف عبدالله رسالة إلى شعب المملكة العربية السعودية وفيما يلي نصها:
للأسف الشديد يأتي عيد الأضحى المبارك - ياشعب المملكة العربية السعودية الشقيق وجميع الأمراء ، سواء المشاركون منكم في العدوان على اليمن ، أم الذين يقفون موقف المتفرح- وقد مرت على الشعب اليمني حجتان إلى بيت الله العتيق ، وهو يواجه خلالهما العدوان والحصار وأبشع الجرائم على يد ما يسمى بـ (التحالف العربي ) الذي تقوده المملكة..
تأتي هذه المناسبة الدينية الغالية على قلوب العرب والمسلمين وأنتم تتابعون ما يتعرّض له شعب شقيق وجار لكم يقتل ويحاصر بوحشية غير مسبوقة، ومع هذا لم نسمع صوتا جهورا أوموقفا نبيلا يقف في وجه هذا التنكيل والعدوان الذي تصر قيادتكم على السير فيه من خلال سياسة أقرب ماتكون للطيش واسترخاص الدماء اليمنية وإصابة الأمن العربي بمقتل ، دون أي مبرر يذكر.
ما تشهده اليمن من عدوان - يا شعب المملكة - منذُ (18) شهرا ، ليس له من توصيف غير الإجرام المكتمل الأركان ، الذي حدث ويحدث مع سبق الاصرار والترصد، ونقولها بكل أسف أن فاتورة قيمة الأسلحة التي تستخدم فيه لقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية وفرض الحصار ،هي من ثروة ومقدرات بلدكم التي يشترون بها آلة الحرب الظالمة من أجل تنفيذ عدوان عسكري خاسر، ساعدهم في تبريره بعض الأشخاص والجهات هنا وهناك، وأسباب التأثير ، طبعا، معروفة.
المهم العدوان جاء بحجة إعادة شرعية صار اسمها يمثل كابوسا على الشعب اليمني وعلى كل عربي شريف ، بسبب ما جلبته للبلد من دمار وخراب ومآسي إنسانية لا يتسع المجال هنا لحصرها.
ومن موقعي كمسؤل حكومي يمني خلال العقدين الأخيرين أتذكر الكثير من الجهود والانجازات التي كانت تتم على صعيد تحسين العلاقات وحفظ وترسيخ الأمن في المنطقة، وأتذكر تحديدا ماتم بين بلدينا، من خلال مجلس التنسيق اليمني السعودي، من اتفاقيات ومعاهدات وتفاهمات أكدت في حينها على حسن الجوار واحترام الشأن الداخلي لكل بلد.
وعلى وجه الخصوص في العام ١٩٩٥ عندما تم الترتيب لاتفاقية ترسيم الحدود وماتلاها في بداية الألفية الثانية وحتى العام ٢٠٠٨ ، ويعود بي شريط الذاكرة في هذا السياق إلى تلك المحاضر والاتفاقات الخاصة بالمصالح المشتركة وكذا تسهيل دخول العمال اليمنيين وإنشاء مشاريع اقتصادية واستثمارية مشتركة ، اضافة إلى تسهيل دخول السلع والمنتجات بين البلدين وغيرها من الانجازات التي اشرف عليها الرئيس علي عبدالله صالح وعدد من الملوك والأمراء السعوديين الحكماء الذين كان آخرهم الملك عبدالله بن عبد العزيز، رحمه الله.
أتذكر اليوم ،وبأسف بالغ ، إن تلك السياسات والجهود التي ادت إلى إزدهار العلاقات الثنائية وخدمت الأمن الاقليمي والعربي والدولي وساهمت في مكافحة الإرهاب وغيره، قد تم تدميرها وتدمير كل ما بني وكل ما كان يتطلع إليه المواطن اليمني والسعودي والعربي عموما، وفي تصوري إن السبب المباشر في ما وصلت إليه أوضاعنا الحالية يعود لإختفاء العقلاء من المشهد السياسي وظهور شخصيات مندفعة ومتهورة قادت المنطقة بطيش إلى الفوضى ونشر فيروسات الكراهية والأحقاد وأوهام السيطرة والتوسع ، وما يبعث الحزن الشديد هنا هو أن أصحاب السياسات المتهورة وغيرالمفهومة ، بدأوا باليمن وسوريا، ونسوا في الحالة اليمنية إن تركيع هذا الشعب وإحتلاله اوالوصاية عليه أمر مستحيل والشواهد على هذا الكلام كثيرة ، ومن يعود لكتب التاريخ وسجلات الأحداث سيجد إن اليمن بتضاريسها وعظمة أبنائها وشراستهم في القتال وحميتهم قد مثلت مقبرة لأعتى الغزاة.
الإخوة ،شعب المملكة السعودية ..لقد تعاظم عدوان قيادتكم على اليمن وعلى مرأى ومسمع منكم و من العالم، لدرجة أنه حدث ويحدث حتى في الأشهر الحرم ومناسك الحج المقدس وشهري رمضان الماضيين ،حيث ضرب قادة هذه الحرب والعدوان الظالم بكل المقدسات والروابط الدينية والعروبية وأخلاقيات الحرب المتعارف عليها عرض الحائط ،ولم يراعوا أي معنى من معاني حُسن الجوار وعدم التدخل في الشأن الداخلي للآخرين ومبادئ الانسانية وحقوق الإنسان ..
وفوق كل هذا يأتي من يقود هذه الحرب ويصرح في أكثر من مناسبة بأن الرياض تخوض هذا العدوان من أجل إعادة شرعية، فيما لو سئل هنا الأطفال والصم / البكم عن هذه الشرعية لردوا سريعا وقالوا إنهم لا يعترفون بها لأن المنطق يقول : لا يمكن لأي سلطة شرعية في العالم أن تقود حربا ظالمة وحصارا شديدا على شعبها،وتدمر مقدراته وتقتل أطفاله ونساءه وتذل أبناءه في مطارات العالم، لدرجة انهم غدوا يتسولون لقمة العيش ولا يجدون مأوى في أي من تلك المطارات التي يتكدس فيها عشرات الآلاف منهم، كل هذا جعل ويجعل ما تسمى بـ الشرعية مﻻفوضة وتعتبر أول حالة من نوعها في العالم ولن تتكرر ..
في الأخير وبمناسبة عيد الأضحى المبارك الذي يأتي للمرة الثانية والشعب اليمني يتعرض للعدوان والحصار ، نودُّ أن نقول لكم كونوا على يقين إن السعودية كدولة وكشعب ومعهما أمن الجزيرة والخليج هما المتضرر والخاسر رقم واحد، وطالما سكتت شعوب المنطقة عما يجري بحق الشعب اليمني وعلى يد حُكّام لايخشون الله ولا يراعون المصالح الوطنية والعربية،ولم يستفيدوا - أيضا - من تجارب الحكماء والقادة العقلاء في التاريخ الحديث على الأقل، فإن الخسران المبين سيكون فوق التصور وفوق ما يخطر على بال أحد .
أما اليمنيون - أيها الأشقاء - فليس لديهم ما يخسرونه أكثر مما قد خسروه ، وبالتالي لا خيار لهم إلا النصر ومقاومة العدوان والوحشية بكل وسائلهم ،انطلاقا من واجب وطني وديني وأخلاقي مقدس ،وستدفن رمال أرضهم كل من اراد بوطنهم وبهذا الشعب شرا.
ومن باب تذكير من استهان باليمني وواصل العدوان عليه نقول : ( معظم النار تأتي من أصغر الشرر ).
وتأكدوا إن الملايين هنا لن ينسوا أو يتنازلوا عن خسائرهم المادية الفادحة التي تُقدر إلى اليوم بأكثرمن ( 140) مليار دولارأميركي قابلة للزيادة.
ختاما وفي ظل هذا الصمود اليمني الأسطوري العظيم ، الذي ستظل معه" صنعاء " بعيدة وعصية أمام أي غزو أوتحشيد ، كل عام والجميع بخير.
* وزير التجارة والنفط اليمني السابق.
*رأي اليوم اللندنية
الوزير شرف يك
المصدر : رأي اليوم
اقرأ ايضا: