اخبار الساعة

البحرين تفاجئ دول الخليج: لسنا ضد أي طرف في اليمن وأهلاً بالحوثي.. واليمن اولوية لدول التعاون

اخبار الساعة - خاص بتاريخ: 27-09-2016 | 8 سنوات مضت القراءات : (12261) قراءة
أكد وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة أن اليمن بكل مكوناته «بمن فيهم الحوثيون» هو الأولوية القاطعة بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي.
 
وقال الوزير الذي تتسلم بلاده رئاسة مجلس التعاون الدورة المقبلة، «نحن لسنا ضد أي طرف في اليمن، وليس هناك أي دولة في مجلس التعاون ضد أي طرف في اليمن أو تريد إخراجه من المعادلة، وهنا أنا أتكلم عن الجميع وحتى عن الحوثيين».
 
وأضاف: «أول ما رأيت الحوثيين كان في مجلس التعاون في الرياض، عندما جاء وفد معارضة ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح. والمرة الثانية كانت في قصر الملك عبد الله، رحمة الله عليه، عندما وقعوا الاتفاق مع اليمن، وكان الحوثي موجوداً لم يعزله أحد».
 
وتابع آل خليفة في حديث الى «الحياة» بقوله: «الحوثي هو الذي انقلب وانعزل وتخلى عن كل تعهداته، فليرجع إلى صوابه ويترك أي دعم خارجي يأتيه من إيران التي تحدت منطقتنا، وأهلاً بالحوثي كجزء من المعادلة في اليمن».
 
وهنا نص الحوار:
 
> برزت أزمة بينكم وبين مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بعد لقائك به. ماذا حدث؟ هل فعلاً تحدثتم عن موضوع ما تعتبره الأمم المتحدة تجاوزات لحقوق الإنسان في البحرين، أم أنكما لم تتطرقا إلى ذلك؟
 
- لم تكن أزمة، بل صياغة غير صحيحة شكلاً ومضموناً لما جرى في الحوار واللقاء بيني وبين الأمين العام للأمم المتحدة. الأمين العام للأمم المتحدة طرح موضوع العلاقة مع البحرين وتوجه بالشكر لجلالة الملك وتطرق إلى زيارته للبحرين، وتكلمنا عن اتفاقية التغير المناخي وعن التنمية المستدامة، وأهداني كتاباً وأنا شاكر له على هذه الهدية. عدا ذلك لم نتكلم عن أي شيء آخر ورد في البيان الذي صدر عن مكتب الأمين العام، فبينا له ذلك.
 
> ماذا في البيان من أمور تعترض عليها والتي تقول إنها لم تحدث؟
 
- ورد في البيان إننا تكلمنا عن حقوق الإنسان والحقوق الاقتصادية. لم ترد هذه النقاط بأي شكل من الأشكال، ولذلك نحن فقط قلنا الواقع وما دار وما جرى، ولم نعترض على شيء في مضمونه.
 
> ولكن هناك أيضاً خلافاً في التقويم لما تقومون به، بينكم أنتم وبين الأمم المتحدة. أنتم تقومون بما تقومون به من إجراءات على أنه المصلحة القومية، والأمم المتحدة تعتبره تجاوزات لحقوق الأقليات وحقوق الشيعة في البحرين.
 
- إن كانت الأمم المتحدة عندها هذا الرأي فهي قطعاً مخطئة، وهي بعيدة عن الواقع جداً جداً. نحن أدرى بما يجري في البحرين وأهل البحرين يدرون ما يجري فيها، وكثير من الدوائر في العالم تعلم ما يجري في البحرين. ليس هناك أي تجاوز على الأقليات وأي تجاوز على الشيعة. البحرين هي أكبر بلد في المنطقة حيث الشيعة يمثلون فيها، في الحكومة وفي كل مختلف جوانب الحياة، وهم مواطنون في البحرين.
 
 
البحرين تطبق القانون
 
> لماذا تسجنونهم؟ لماذا تحاكمونهم؟ لماذا تتوجهون إلى الإعدامات؟ ما هذا؟
 
- ليس هناك إعدامات، هذا واحد؛ ليس هناك أي استهداف للشيعة. هناك تطبيق للقانون إن كان على شيعي أو سني أو بهائي أو هندوسي أو أي كان. هناك القانون، دولة القانون هي التي تسود على الجميع. من يخالف القانون، يعرِّض نفسه لمساءلة القانون. أما أن يقال أن البحرين تستهدف الشيعة، فهذا لم يحدث في التاريخ. وصلوا إلى أعلى المراتب والمناصب في البحرين ونحن فخورون بذلك.
 
> ولكن الاحتجاجات ليست من لا شيء، لا بد أن تكون هناك أسس ومبررات لهذه الاحتجاجات التي لا تصدر فقط عن الشيعة في البحرين، وإنما عن منظمات حقوق الإنسان، عن الأمم المتحدة، لا يتعدون عليكم من لا شيء.
 
- قولي لي أي بلد في العالم ليس فيه أي نوع من الحراك السياسي وتطلعات للشعب. وهناك الأساليب المعروفة في كل العالم، إن كان بالاحتجاج أو التظاهر، وهذا حق مكفول في دستورنا في البحرين. مكفول كفالة كاملة. لكن نحن نتكلم عن استغلال أوضاع مجتمعية في بلد ناجح يعتبر من أحسن البلدان في ميزان التنمية البشرية. هذه تستغل بطريقة فجة على رغم أن البحرين من أنجح الدول مقارنة بالمنطقة، هذا ما يثير التساؤل عندنا. ما هي دوافع هذا التركيز على البحرين؟ والبحرين بلد ناجح، وليس عندها أي مشاكل.
 
> أنت رجل عاقل، لا بد أنك تعترف بشيء. ليس هناك دخان من دون نار، هل دققت أنت شخصياً بأسباب هذه التهم؟ ماذا ستفعل؟ كيف ستعالج هذه الأمور؟
 
- دعيني أقول لك شيئاً. نحن في البحرين نشعر بأن هناك، بسبب أن البحرين منفتحة، بسبب أن البحرين تتعامل مع تحدياتها بكل انفتاح، بسبب أن البحرين عندما تشاهد هذه التحديات لا تخبئها ولكن تواجهها وتتعامل معها، فهي تدفع الثمن لذلك. نحن الآن ندفع الثمن عن غيرنا، ونحن منفتحون. ولكن نحن لن نلتفت، لأن في مصلحتنا أن نواصل عملنا وليس في مصلحتنا أن نوقف البرنامج الإصلاحي لجلالة الملك بسبب أن هذا قال كلمة والآخر قال كلمة. لا نوقف شيئاً.
 
> ما هي الإجراءات التي ستتخذونها لطمأنة ليس فقط الشعب البحريني من الشيعة وإنما أيضاً منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، ماذا ستفعلون؟
 
- لا أعلم ما هي الإجراءات المطلوبة لطمأنة أحد لأننا كل ما فعلناه...
 
> فسرها الأمين العام للأمم المتحدة في بياناته السابقة.
 
- يفسرها، يتكلم عن هذا الذي يتعرض للمساءلة القانونية، نحن ليست لدينا إجراءات خارج إطار القانون. أود أن أكرر، هناك خلط وفرق. الخلط هو أن تخلط أمور السياسة بأمور الحقوق. نحن في مسألة الحقوق، في كل بلد في العالم هناك من يُقبض عليه، ومن يتعرض للمساءلة القانونية.
 
> ليس لأسباب سياسية، هناك احتجاجات على هذه الإجراءات إن كانت لأسباب سياسية.
 
- إن كانت لأسباب سياسية، فشعب البحرين كله سياسي ويفهم في السياسة. الرأي السياسي مكفول. والحرية السياسية وحرية التعبير مكفولة. لكن حين يخالف المرء مادة في القانون فنحن نقوم بتطبيق القانون على أي شخص في البلد.
 
 
نريد تحسين العلاقة مع إيران
 
> في حديث سابق معك قبل سنة أو اثنتين، قلت أنكم في البحرين توضعون في الواجهة في تلك الهجمة الإيرانية على منطقة الخليج. هل تحسنت الأمور منذ ذلك الحين؟ هل علاقتكم أفضل مع إيران؟ يعني أنتم كنتم في فوهة المدفع، كما وصفت وضعكم في مرحلة ما. هل هناك تحسن في العلاقة مع إيران؟
 
- لا ليس هناك تحسن. نحن نطمح ودائماً كنا نطمح ونتطلع دائماً إلى تحسن، ولم نترك باباً لم نطرقه لتحسين العلاقة، ولم نبق حجراً لم نقلبه وننظر تحته بحثاً عن تحسين العلاقة مع إيران، لكن كل مرة نقوم بهذا العمل نواجه إما طريقاً مسدوداً أو تُختلق مشكلة جديدة.
 
> ماذا تريد إيران منكم من وجهة نظركم؟
 
- أرى أن لدى إيران مشروعاً لا يخص البحرين، وهذا شيء واضح. هناك مشروع لإيران للهيمنة على المنطقة وأحد عوامل هذه الهيمنة هو المسألة الطائفية، فهم يريدون أن يستغلوا تنوع البحرين الشيعي السني، إضافة إلى غيرهما من الأديان والثقافات الأخرى، للدخول من هذا الباب. ونحن نرى أن هذا خطر على بلدنا ولن نسمح لأحد به. يدخلون من ناحية التدريب، والتهريب، وأمور كثيرة. إن توقفوا وغيروا سياستهم وسكتوا عن مسألة تصدير الثورة، هذه التي ليس لهم حق فيها، إيران تسيء إلى كلمة ثورة شعبها الذي ثار في ١٩٧٩. الثورة ليست سلعة للتصدير، الثورة وطنية ومكانها وطنها.
 
> لماذا لا تسعون أكثر لتطبيع العلاقة مع إيران. هي دولة مهمة في المنطقة وأنتم تجعلون منها البعبع والعدو الذي يحمل راية المذهبية، لماذا لا تسعون أكثر فأكثر للتطبيع مع إيران؟
 
سياسة إيران هي غير ما يقوله روحاني
 
- أعيد وأكرر، مرت فترات من ١٩٧٩ إلى الآن وكانت فترات جميلة، وفتحت فيها الأبواب في عهد الرئيس خاتمي والرئيس رفسنجاني. أين ذاك الوقت؟
 
> الرئيس روحاني منفتح، شأنه شأن رفسنجاني وخاتمي.
 
- مع احترامي للرئيس الدكتور حسن روحاني، لكن السياسة التي نراها من إيران اليوم غير الكلام الذي نسمعه من الدكتور حسن روحاني.
 
> أتقصد أن من يسير السياسة الإيرانية هو قاسم سليماني؟
 
- لم نترك باباً إلا وطرقناه لتحسين العلاقة، ولكن إيران عندما تقول إننا نتهمها، فليس نحن الذين نتهمها أو نتخذ موقفاً عدائياً منها. هناك من يعمل تحت الأرض، ونحن لا نعرف كيف نعمل من تحت الأرض. نحن نعمل كالدول المسؤولة الكبرى، نقول أن هذا يضر بأمننا وباستقرارنا. لم نتخذ موقفاً عدائياً. نريد فقط أن يلتفت العالم. أما مسألة من يسير الأمور، فمعروف من يسير الأمور في إيران. ونطمح مثلما تقولين أن يعوا أن جيرتهم، وأن منطقة الجوار لإيران هي السند والعمق لهم، وليس مد الجسور مع أبعد الدول، وإنما الجيرة هي في خلاف معها. يجب أن يحلوا مشاكلهم مع الدول المجاورة لهم. وجواباً على سؤالك، نحن لم نقم بأي عملية تهريب إلى داخل إيران ولم نقم بتدريب أي أحد في إيران ضد بلده. لم نقم بمحاولات للهيمنة على إيران. كل هذه الأشياء تأتي من قبلهم هم. إذا توقفت تصبح القصة مختلفة.
 
> أريد أن أتوقف عند محطة رئاستكم لمجلس التعاون الخليجي. الرئاسة ستنتقل إليكم من السعودية في أواخر السنة. ما هي أولوياتكم، وهل ستبقى إيران في طليعة الهوس الخليجي، أو الخوف منها بحسب ما يصفه البعض؟ خصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا؟
 
- إذا تعرض بلد أو بلدان في المنطقة لهجمة مختلفة الأشكال والأساليب، هل هذا هوس؟ هذا ليس هوساً، نحن ندافع عن أنفسنا وندفع الضرر. ولذلك إن أرادت إيران أن تكبح نفسها، وتكبح جماحها فلن يكون هناك، كما تقولين، أي كلام زائد عليهم وستتحسن الأمور. وإن واصلت إيران سياستها، فسنظل على لغتنا لندافع عن أنفسنا ونبعد عن أنفسنا الضرر.
 
> هل تفكرون في فتح صفحة أثناء رئاستكم لمجلس التعاون ما بين إيران الاعتدال ومجلس التعاون الخليجي؟ هناك الرئيس روحاني، وفي صفوفه من المعتدلين ما زال هناك خاتمي ورفسنجاني، وهم يعملون في الإطار الإيراني بلغة الاعتدال مقارنة مع التشدد الذي يمثله مثلاً قاسم سليماني. لماذا لا تفكرون بفتح صفحة تواصل مع الاعتدال في إيران؟
 
- علاقتنا مع إيران والشعب الفارسي قديمة وتعود إلى ماض سحيق، لدرجة أن هناك علاقات مجتمعية بين كل الخليج والمنطقة مع إيران. ليس هناك ما يمنع، فنحن نتعامل مع الدول ونحترم الدول ونحترم سيادتها ولا نتدخل فيها. أما أن أمد جسوراً مع طرف ولا أمد جسوراً مع طرف آخر، فهذا نوع من التعامل بانقسام وهذا لا نريده.
 
> كيف ذلك؟ ليس منطقياً ما تفضلت به.
 
- عندما تقولي لي تعامل مع معتدلين، أنا أتعامل مع من هو في المنصب الذي يجب أن أتعامل معه.
 
> الرئيس روحاني هو من المعتدلين، هو رئيس إيران.
 
- نعم، هناك نظام في إيران، معروف من يسير الأمور في البلد. يبدأ بقائد الثورة، وينتهي بأبسط موظف في الحكومة الإيرانية.
 
> لا أتصور أن أحداً يقول أنه لا يتعامل مع ملك البحرين لأنه يحتج على رئيس الوزراء ويصفه بأنه هو الذي يمسك بزمام السلطة مثلاً، أنت ستحتج إذا قيل ذلك.
 
- أولاً، هذا كلام أحتج عليه ولا ينطبق على البحرين، ولكن كلنا نعرف وضع السياسة في إيران وأنا أريد أن أقول لك إننا لا نريد التكلم عن أشخاص وإنما عن سياسة الدولة. والدولة تتحمل مسؤولية سياستها بشكل جماعي. كل الدول.
 
> هذا لا ينفي أن هناك رئيساً إيرانياً يقال على الأقل من قبل الأميركيين والإيرانيين، وخليجيين آخرين، والعالم، أنه يمثل الاعتدال.
 
- ليس لدينا أي شيء ضد شخص الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل لدينا كل التحفظات على سياسة بلده، والجميع مسؤول عن هذه السياسة.
 
> هل من مجال للتواصل، كيف علاقتكم عندما تجتمعون كوزراء خارجية، أنتم تجتمعون في أكثر من محطة؟
 
- نحن نلتقي عادة وبيننا سلام وترحاب وتحية، لكن نظل في حدودنا. ولكن ما يؤسف له هو أن بيننا خلافات كبيرة وهذا شيء لا يسعدنا، وهو مؤسف.
 
> الأمم المتحدة تقول إن أحد الأسباب لاستمرار الأزمات هو الرفض العربي، الخليجي بالذات، للقبول بجلوس إيران إلى طاولة المفاوضات من أجل التسوية السياسية.
 
- إيران إن أرادت أن تكون جالسة ومقبولة قبولاً تاماً في أي مسألة لحل أي مشكلة، فلا يجب أن تكون لها أي يد أو تمويل أو تسليح أو جنود تابعين لها. أتكلم أيضاً عن تنظيمات تعمل بالوكالة لها، مثل حزب الله وغيره.
 
> تقصد تنظيمات إرهابية؟
 
- نعم، تنظيمات إرهابية مثل حزب الله والميليشيات والعصابات، ولكن أيضاً الحرس الثوري الإيراني يحارب على الأرض ويتواجد على الأرض في دول عربية مثل سورية والعراق.
 
> واليمن؟
 
- اليمن لا، ولكن لهم أعوان يدعمونهم، ونحن لسنا ضد أي طرف. عندما يأتي موضوع اليمن سأشرحه. المسألة هي أن يكون الشخص جالساً على الطاولة، أو يحارب في جزء من هذه المشكلة، وفي الوقت نفسه يريد أن يبحث عن حل. إنه لا يبحث عن حل، إنه يبحث عن حماية وحفظ لمصالحه ومصالح حلفائه المتحاربين.
 
> على أي حال، الرأي الآخر يقول إن المفاوضات تتطلب جلوس الأطراف حتى التي لها أدوار. أنتم اجتمعتم مع وزير خارجية روسيا، وروسيا طرف في النزاع في سورية، طرف مباشر.
 
- روسيا في يدها، هي والولايات المتحدة، العمود الرئيسي للحل في هذا البلد، كلنا نعلم ذلك. لكن الأدوار الإقليمية التي تجلب مقاتلين على أساس طائفي من مختلف بلدان المنطقة، من العراق ومن أفغانستان ولا أعلم من أين، وتجعلهم يحاربون على أساس طائفي، فيجب أن يبتعدوا. أما المسائل السياسية ما بين الدول الكبرى تصبح الحل إن صلحت، وإن لم تصلح تزيد المشكلة تعقيداً.
 
> دعنا نتحدث عن الدور الروسي في سورية. لقد امتدت المعركة في حلب ووجهت المعارضة تهماً مباشرة لروسيا بالقيام بمشروع إبادة في سورية. أين أنتم، كيف تحركتم دعماً للمعارضة التي تقولون أنكم تدعمونها، ماذا قلتم للروس وكيف تحركتم في هذا الإطار؟
 
- تحركنا وتكلمنا عما حصل في منطقة حلب من استهداف للمدنيين الذين فقدوا أرواحاً كثيرة في الأيام الأخيرة، وهذا شيء يكون أي إنسان مخطئاً إن وقف مكتوف الأيدي أمامه أو لم يقل كلمة في شأنه. تكلمنا في هذا الشيء وسمعنا أنهم ما زالوا يبحثون في الموضوع، ولكننا نحمل الجميع المسؤولية.
 
> تتحدث عن قصف المعونات الإنسانية؟
 
- نتحدث عن هذه، ونتحدث عن المنطقة المجاورة لحلب.
 
> سؤالي هو عن تطور الحدث في حلب ما بعد اجتماعكم مع...
 
- تطور للأسوأ، وأنا أرى أنه ليس هناك أي تقدم في التنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية في هذا الشأن.
 
> إذن، أين سنصل؟ أنتم كمجلس التعاون الخليجي اجتمعتم من كيري ومع لافروف.
 
- نعم تحركنا ونصحنا وتكلمنا، ولكن إن لم يتم تحقيق شيء بين هاتين الدولتين فستتأخر الأمور وستسيل دماء أكثر وسيحدث ما حدث، لا سمح الله، في حلب.
 
> ماذا ستفعلون في موضوع «النصرة»، هل ستتخذون الموقف؟ لأن النصرة أصبحت هي المشكلة، ولا بد أنكم متهمون كدول مجلس التعاون...
 
- لا، لا. مجلس التعاون ليس متهماً...
 
> دول مجلس التعاون متهمة أنها تمول تنظيمات سورية. الخلاف هو أن البعض يعتبرها إرهابية والبعض الآخر لا يعتبرها إرهابية. أين أنتم من هذا؟
 
- مملكة البحرين ليست لها علاقة بأي تنظيم بأي شكل من الأشكال في سورية مهما كان. إن كان محسوباً على هذا الجانب أو ذاك الجانب، نحن ليست لدينا علاقة.
 
> وكدول مجلس التعاون؟
 
- كدول مجلس التعاون، عندنا بيانات واضحة بأنه يجب أن يكون هناك حل في سورية على أساس جنيف١ وقرارات الأمم المتحدة.
 
> ولكن إذا تطورت الأمور الميدانية بالشكل الذي تسير عليه الآن، حيث تبدو معركة حلب مصيرية؟ ألن تمدوا يد المعونة، كدول مجلس التعاون، إلى المعارضة السورية؟ هل ستمدون المعونة الميدانية؟
 
- دول مجلس التعاون لديها موقف واضح حول كيفية الحل في سورية بما يحفظ الدولة ومؤسساتها، على أساس جنيف١ في أي مرحلة انتقالية وغيرها.
 
> ميدانياً، عسكرياً...
 
- ميدانياً، عسكرياً نحن لا نتدخل في هذا الشأن، غير أننا جزء من التحالف الدولي ضد «داعش».... نحن جزء منه.
 
> لا معونة منفصلة للفصائل؟ أنتم كبحرين؟
 
- أنا أتكلم في الموضوع باسم البحرين.
 
> لماذا تتمسكون كدول مجلس التعاون الخليجي بما بات يسمى بعقدة الأسد، والإصرار على رحيل الأسد قبل أي شيء آخر؟
 
- مسألة الرئيس بشار الأسد هي مسألة سورية وأيضاً تتطرق إليها النقاط التي وردت في بيان جنيف١، وهذا الشأن سوري وبين السوريين، وإن أردنا أن نحفظ بلداننا فلنترك الشؤون هذه لأهل البلد.
 
> هل تقدم جون كيري خلال اجتماعه معكم بجديد نوعي؟ أم أن ما أثاره في مجلس الأمن كان دفعاً لفظياً فقط؟ والدليل أن المعارضة السورية لن تتوجه إلى واشنطن كما كان من المفترض أن تفعل. وهناك بالتأكيد غضب عارم عبر عنه الدكتور رياض حجاب في حديث أجريته معه هنا في نيويورك، من المواقف الأميركية. كيف تتحدثون أنتم كدول مجلس التعاون الخليجي مع الإدارة الأميركية في هذا الصدد؟
 
- الدكتور رياض حجاب قدم خطة أو مقترحاً معقولاً وقابلاً للتفاوض والنقاش، ويضمن مشاركة الجميع. فأرجو أن تؤخذ هذه الأمور بجدية وبالأخص من القوى الكبرى، وأي تقاعس من الدول الكبرى في الموضوع سيحملها مسؤولية الفشل.
 
> كيف ستعاونون المعارضة، لأنهم غاضبون جداً من الموقف الأميركي، ويحتجون على الإجراءات الروسية في سورية. الحليف الأميركي، هم غاضبون منه لأنهم لا يجدون فيه حليفاً. أنتم كدول مجلس التعاون تجمع مهم، كيف تعاونونهم؟
 
- نحن لا ننظر لهذا الطرف كحليف، أو ذاك الطرف كحليف، لأن هذا جزء من المشكلة.
 
> أرجو أن تعيد مرة أخرى، لم أفهم.
 
- مسألة أن تتعامل الأطراف في سورية مع الدول الكبرى كحليف، هذا كان جزءاً من المشكلة التي تجعلها أعمق وأعمق كل يوم، يجب أن ننظر لتنسيق الدولتين الكبريين، روسيا مع أميركا، في هذا الشأن، كحل دولي يبنى عليه.
 
> ولكن هذا ليس مذكوراً حالياً. حالياً هناك احتجاج من قبل المعارضة على المواقف الأميركية.
 
- وهذا سبب المشكلة، المشكلة إذا احتجت المعارضة فإن لديها وجهة نظر، ويجب أن نسمع الرأي من الإدارة الأميركية.
 
> هل تنوون الدخول على الخط من دون أن تكون هناك حاجة لخطة باء؟ ماذا ستفعلون، هناك حلب وما يحدث فيها؟
 
- هذه المسؤولية تقع على عاتق الدول الكبرى، وإلا ستسوء...
 
> أنتم كدول عربية، دول عربية مهمة، كيف ستتحركون إلى الأمام؟
 
- هناك قوات دولية موجودة في المنطقة وهذه القوات الدولية هي القادرة...
 
> وأنتم جزء منها، ألا تعرفون ماذا تفعلون؟
 
- نحن في جزء من مهمتنا، محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.
 
> أنتم كمجلس تعاون، ألا تشعرون أن عليكم أن تتحدثوا مع الأميركيين حول ما يحدث في بلد اسمه سورية؟
 
- نحن نتحدث مع الأميركيين، نحن نتحدث مع الروس، نحن نتحدث مع الجميع.
 
> ماذا وعدوكم؟
 
- وعدونا بأنهم سينسقون وما زالوا ينسقون ولهم اتصالات. كل ما نريده هو أن تؤدي هذه الاتصالات الجارية بين البلدين إلى نتيجة، وتفلح في وقف إطلاق النار وفتح طرق للمساعدات الإنسانية.
 
 
العلاقة مع لبنان
 
> دعني أنتقل إلى لبنان بسرعة. لماذا تصرون على معاقبة لبنان بسبب احتجاجكم على ما يقوم به حزب الله؟ لماذا لا تفصلون بين الاثنين؟
 
- نحن نتعامل مع الدول. ليست هناك حاجة لمعاقبة لبنان، آخر بلد نفكر في معاقبته هو لبنان، لكن إذا كانت المسألة أن هناك طرفاً في الحكومة اللبنانية، يعطلها أولاً، ويعطل انتخاب رئيس، هذا شأن لبناني. أما إذا كان هناك طرف في الحكومة اللبنانية الحالية يقوم بهذه الأعمال ضدنا، فلمن نتحدث إذا لم نتحدث مع الحكومة اللبنانية؟ من نكلم؟ أعطنا طريقاً.
 
> أنتم كدول مجلس التعاون تعاقبون الجيش اللبناني، تعاقبون الدولة اللبنانية، لا تمدون العون للحكومة التي تحاول البقاء كي لا ينهار البلد.
 
- والله لنا مواقف سياسية في ما يتعلق بالتعامل مع الأوضاع التي ترد إلينا من لبنان، لكن يجب أن تعي الحكومة اللبنانية بأننا أشقاء يسعون ويطمحون إلى أن تعود العلاقة بيننا إلى مجاريها. لبنان بالنسبة لنا بلد مهم استقراره، وأن لا يقع تحت سيطرة حزب إرهابي أو غيره.
 
> في نهاية المطاف لو وقع لبنان تحت سيطرة «داعش» مثلاً، لو دخلت الداعشية إلى لبنان، ألن يرتد هذا عليكم أنتم في الخليج وسيعودون إليكم؟ ألا تفكرون بهذه الأبعاد؟
 
- نحــــن لا نرى أي فــرق بين وجود داعش والدواعش في شمال لبنان ووجود حزب الله وأمثاله في جنوب لبنان وفي العاصمة اللبنانية. هذان الاثنان هما سبب خراب لبنان وهما التهديد الأكبر على لبنان.
 
> ما أقوله أن حزب الله جزء من مكونات الشعب اللبناني وتركيبة الحكم في لبنان.
 
- طبعاً، إن حزب الله حزب سياسي، ويجب أن يكون حزباً سياسياً دائماً.
 
> ولكن الأمر يختلف، أنا سألت سؤالاً...
 
- هناك دولة عندها سلاح، ويوجد حزب لديه سلاح أقوى من الدولة.
 
> سؤالي هو عن غيابكم عن دعم الحكومة اللبنانية ككل وقدراتها على صد مجيء الدواعش وأمثالهم إلى لبنان.
 
- نحن في مجلس التعاون سنقف دائماً مع لبنان ولن نتردد لحظة في دعم لبنان واستقراره ضد أي تهديد يأتي إليه، لأن لبنان يعني لنا الكثير.
 
> يعني؟
 
- يعني لنا الكثير في هويتنا، في صورتنا، في استقرارنا، في أمننا، في حضارتنا.
 
 
... واليمن
 
> دعني أنهي الحديث بموضوع اليمن. هل سيكون اليمن الأولوية القاطعة في أثناء رئاستكم مجلس التعاون الخليجي؟
 
- اليمن دائماً هو الأولوية القاطعة بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي قبل رئاستنا وفي رئاستنا وبعد رئاستنا. نحن لسنا ضد أي طرف في اليمن، لأكون واضحاً. ليس هناك أي دولة في مجلس التعاون ضد أي طرف في اليمن أو تريد إخراجه من المعادلة. وهنا أنا أتكلم عن الجميع وحتى عن الحوثيين. أول ما رأيت الحوثيين كان في مجلس التعاون في الرياض، عندما جاء وفد معارضة ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح. والمرة الثانية كانت في قصر الملك عبد الله، رحمة الله عليه، عندما وقعوا الاتفاق مع اليمن، وكان الحوثي موجوداً لم يعزله أحد. الحوثي هو الذي انقلب وانعزل وتخلى عن كل تعهداته، فليرجع إلى صوابه ويترك أي دعم خارجي يأتيه من إيران التي تحدت منطقتنا، وأهلاً بالحوثي كجزء من المعادلة في اليمن.
اقرأ ايضا: