موظّفة تصفع مسؤولا تونسيا رفيعا وتعتدي عليه بحذائها بطرق عنيفة (شاهد فيديو)
اخبار الساعة - متابعة بتاريخ: 04-10-2016 | 8 سنوات مضت
القراءات : (9048) قراءة
أمرت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية الثانية في تونس بسجن امرأة ظهرت، الاثنين، في مقطع فيديو وهي تنهال على مُعتمد منطقة "سيدي حسين السيجومي" بالعاصمة (أعلى مسؤول محّلي يُمثل المحافظ ورئيس الحكومة) ضربا وصفعا.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من مقطع فيديو التقطته عدسات الهاتف الجوال، التي وثّقت مشاهد من أمام مقر المعتمدية، تُظهرُ امرأة في العقد الرابع من العمر وهي تمسك بتلابيب المسؤول المحلّي الأوّل محمد كمال بوجاه، خلال مدّة تجاوزت 10 دقائق.
كما أظهرت لقطات الفيديو، المرأة (اتضح لاحقا أنّها موظّفة بالمعتمدية)، وهي تسدّد للمعتمد صفعات وضربات بحذائها، وسط هتافات وعبارات سخط على المسؤول المحلّي من قبل عدد من الحاضرين من الجنسين.
لم يتحرش بها
وبينما ردّدت سيّدة في مقطع الفيديو عبارة تُفيد بـ"تحرّش" المعتمد بالمرأة، كان شخص آخر يوبّخ الأخير، ويطلب من الحاضرين تصويره، ناعتا إيّاه بـ"المنحرف"، وهي العبارة التي أرفقها ناشطون مع مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولاحقا، قال المعتمد بوجاه، الذي ينتمي إلى حركة نداء تونس، إنّ المرأة التي عنّفته مكلّفة بملف السكن الاجتماعي بالمعتمدية (مساكن العائلات المهمشة وضعاف الحال)، نافيا أن يكون تحرش بها جنسيا، ومشيرا إلى أنّ روابط حماية الثورة تقف وراء تحريض المرأة على الاعتداء عليه.
وتابع بوجاه في تصريح لإذاعة موزاييك الخاصة، مساء الاثنين، "أن المرأة المعنية لم تقم بالمهمّة الموكلة إليها في إطار عملها كما ينبغي، ما اضطره إلى توجيه استجواب كتابي إليها"، موضّحا أنّ عملها يتمثل في وضع قوائم بالمستفيدين من المساكن.
انتقام امرأة
وأضاف أنّه "على إثر هذا القرار أرادت الانتقام منّي، "حيث اتصلت بي هاتفيا، وشتمتني، قبل أن تستعين بعدد من الأشخاص لتعنيفي"، لافتا إلى أنّه فور عودته إلى مقر المعتمدية وجد الموظفة بانتظاره، "وبعد وابل من النعوت والألفاظ السوقية انهالت علي بالضرّب"، وفق تعبيره .
واختلفت ردود فعل التونسيين على مقطع الفيديو، حيث ضجّت مواقع التواصل بتعليقات اطلعت عليها "عربي21"، بين مؤيّد للموظّفة على ما فعلته "دفاعا عن شرفها"، وبين "متحسّر على هيبة الدولة"، وبين من يتهم "المنظومة القديمة" بترويج الفيديو لـ"التغطية على ما يحدث داخل حزب نداء تونس".
وعلّقت ريم جملي عريضي: "ليك ربي يا زوالي (فقير)، الله لا تربحو ولا تختملو معتمد زاني!"،
وكتب عزيز ناصر: "إن كان المعتمد تحرّش فعلا بالموظفة التي أدبّته علي فعلته، حسب زعمها، فإن أهالي سيدي الحسين بالسيجومي لن يسكتوا على هذه الفعلة الدنيئة، خاصة إذا تمت معاقبة الضحية وترك الجلاد".
هيبة الدولة
وعلّقت الناشطة صبيحة شهدورة بقولها: "هيبة الدولة بين أياد أمينة، هذه آخرتها، ربي يقدر الخير في هالبلاد المسكينة، لك الله يا تونس".
كما كتب "تونسي الشمال": "هيبة الدولة في أحسن حُللِها: السيد المعتمد يأكل في الصطاكة (الضرب) من عند مواطنة إثر محاولته الاعتداء عليها جنسيا".
وقال بن موسى: "حسب المعتمد، المرأة التي اعتدت على شخصه مدفوعة من روابط حماية الثورة"، فهو يعترف بأن له مشكل مع روابط حماية الثورة يحملهم للاعتداء عليه، وهو إذن تجمعي فاسد أو أحد أعداء الثورة الناشطين، وإلا ما سبب استهدافه من طرف روابط حماية الثورة، لا أظن أنهم يستهدفونه لنظافة يده، أو سمو أخلاقه، أو حسن تعامله مع الناس، أو لصدقه وصلاحه، وهنا المريب يقول صراحة خذوني".
المنظومة القديمة
وعلّق الإعلامي والمحلّل علي اللافي في برنامج سياسي على قناة الزيتونة على حادثة الاعتداء، بقوله إنّ المنظومة القديمة، في إشارة إلى نظام بن علي، بدأت تعود للساحة "باستغلالها لبعض الأحداث، وترويجها والنفخ فيها؛ بهدف التغطية على قضايا جوهرية أخرى تتعلق بأزمة نداء تونس، وبملف فساد داخل البرلمان متورط فيه نائب من هذا الحزب"، وفق تعبيره.
وكتبت سلوى بن شويخة: "وهل هذه منظر يتحرش بيها... عجوزة"، وقال حسن التليلي: "معتمد تجمعي ندائي يستاهل أكثر من هذا".
وعلّق حساب يحمل اسم "فلفول" بقوله: "بقطع النظر على شخص المعتمد وأخلاقه إن كانت جيدة أم سيئة، وبقطع النظر إن كان تجمعيا أم غيره... وبقطع النظر إن وقع التحرش بالمرأة أم لا... ليس من المبرر الاعتداء عليه بهذه الطريقة المهينة والهمجية؛ لأن هناك قوانين ومحاكم يقع الرجوع إليها، وهي التي تكفل حقوق الناس... هذه المرأة ارتكبت خطأ قانونيا، وكان عليها أن تتجه للقضاء؛ احتراما للدولة التي تعيش فيها... الآن حتى وإن أثبتت أنها تعرضت للتحرش، فذلك لا يعفيها من الجريمة التي ارتكبتها هي..."
اقرأ ايضا: